عصابات داعش الأجرامية نقمة أم نعمة؟!
عصابات داعش الأجرامية نقمة أم نعمة؟!


بقلم: علاء كرم الله - 02-12-2016
قد يكون عنوان المقال فيه شيء من الغرابة؟ فهل يمكن أن تكون عصابات داعش الأجرامية نعمة؟ وأذا أفترضنا جدلا هي كذلك؟ فنعمة لمن؟ وعلى من؟.
أن هذه العصابات الأجرامية القاتلة وبعيدا عمن صنعها وسواها وأمدها ودعمها، هي في الحقيقة البلاء الكبير والوباء المرعب القاتل الذي أجتاح المنطقة في السنوات الأخيرة وفعل فيها الأفاعيل،
وكان نصيب العراق من هذا البلاء كبيرا حيث أحتلت هذه العصابات ثلث أراضيه(محافظات ومدن المنطقة الغربية) ثم أستطاعت بعد ذلك وفي واحد من أكبر وأعقد الألغاز المحيرة والمثيرة للكثير من الشكوك؟! أن تحتل الموصل ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد وتعلنها كمركز للخلافة الأسلامية!؟.
تكمن نقمة هذا العدو الرهيب الذي لم يخطر لنا على بال! بأنه يدمر كل شيء أمامه بشر كان أم حجر، فهو يحلل حرام الله ويحرم حلال الله، ويسفك الدماء ويسبي النساء ويذبح الشيوخ والأطفال، فهي عصابات اجرامية خارجة من كهوف التاريخ لا تمت للأنسانية ولا للحياة بأية صلة وعنوان هذا التنظيم الأجرامي هو الموت والخراب أينما حل وأحتل.
ويرى البعض من المتابعين بأن جرائم هذا التنظيم التي ارتكبها في مدن العراق ضد الأهالي وتدميره للأثار والمساجد ودوائر الدولة، هي قريبة الشبه بما فعله الصرب المسيحيين ضد البوسنيين المسلمين في حرب البلقان قبل 20 عاما!!
بل ان عصابات داعش الأجرامية قد فاقت جرائم الصرب بأشواط كبيرة حيث لم يسلم من جرائمهم وقتلهم لا المسلم ولا المسيحي ولا المندائي ولا الأيزيدي ولا الشبكي ولا التركماني ولا الشيعي ولا السني!!.
وكذلك يرى بعض المؤرخين، أن جرائم التتر وزعيمهم هولاكو وما فعلوه في العراق من خراب ودمار وموت، حتى أن مياه نهر دجلة قد أصطبغت باللونين الأحمر من كثرة ما قتل فيه من البشر وباللون الأزرق لون الحبر من كثرة ما رمي فيه من الكتب والمجلدات العلمية والمخطوطات النفيسة التي تحكي لا عن حضارة وادي الرافدين حسب بل عن كل حضارات العالم،
حتى أن جنود هؤلاكو كانو لا يحتاجون الى واسطة للأنتقال الى الضفة الأخرى من نهر دجلة بل كانت خيولهم تعبر على الكتب والمجلدات والمخطوطات الطافية التي رميت بالنهر!.
نعود للقول ان كل فضاعات جرائم التتر هذه التي حكى وتحاكى عنها التاريخ لا ترتقي الى عشر ما فعلته عصابات داعش بالعراق وأهله!!.
أذا كيف لصورة الخراب والدمار والموت هذه التي فعلتها عصابات داعش الأجرامية أن تكون نعمة؟
نقول : لا عتب على عصابات داعش الأجرامية كأشخاص وكفكر مجنون متطرف، فافراد هذا التنظيم الأجرامي هم من جنسيات أجنبية مختلفة، أن قتلوا وسرقوا ونهبوا وحرقوا ودمروا وأغتصبوا وفجروا هنا وهناك،
ولكن العتب كل العتب على أعداء الداخل من العراقيين وهم ليسوا بقلة!! الذين أكلوا من خير هذه الأرض وشربوا من مائها العذب، ولكنهم ومع الأسف كانوا اكثر قسوة وحقد من عصابا داعش الأجرامية على العراق وشعبه فيما فعلوه،
فسرقوا وقتلوا وفجروا وأغتصبوا وهربوا كل أموال العراق الى الخارج وكانوا يد طيعة لكل من أرادوا السوء بالعراق واهله بدأ من أمريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب وأنتهاء بدول الجوار والأقليم!!
بعد أن دمروا الأنسان وعاثوا في العراق فسادا من شماله لجنوبه منذ عام 2003 ولحد الان ، حتى أطلق عليهم الشعب بالدواعش العراقيين!،فلا فرق بينهم وبين الدواعش الغزاة!.
المصيبة الأكبر أن الدواعش العراقيين فيهم سياسيين كبار وقادة أحزاب ووزراء ومدراء عامون وحتى موظفين صغار!.
فهؤلاء هم أعداء العراق الحقيقيين الذين حولوا العراق وخلال 13 عام الى أرض بوار وخراب لا حياة فيها، يلفها السواد من كل جانب ، تشم منها رائحة الموت، فصور الشهداء والمغدورين تطالعك أينما ذهبت في شارع أو زقاق أو محلة، لا زرع فيها ولا شجر، سائرة الى أكثر من مفترق طريق مجهول.
نعود لصلب الموضوع وعنوان مقالنا، فعصابات داعش الأجرامية كانت نعمة وأية نعمة!؟ لهؤلاء من السراق والقتلة والمجرمين وكل الفاسدين لتغطي على جرائمهم وسرقاتهم بصورة أو بأخرى، فكل شيء يجب أن يتوقف الآن؟!!
وكل أصوات النقد للحكومة ولبرلمانها الفاشل ولكل سياسي الصدفة والأقدار ومزوري الشهادات الذي أبتلى بهم العراق يجب أن تتوقف!، فلا صوت يعلوا على صوت المعركة؟!
لتتوقف الصحف وباقي وسائل الأعلام عن الكلام عن الفساد والفاسدين ومحاربتهم وتقديمهم للعدالة ، ولتصمت كل الأصوات التي تطالب بملاحقة من كانوا السبب في خراب ودمار العراق وضياعه وتسليمه لمجرمي داعش!، وللتتوقف كل التظاهرات التي تطالب بالأصلاح،
ولو أنها اصلا أنتهت وماتت ولم تعد تجدي نفعا! لأن الحكومة والكثير من القوى والأحزاب والتيارات السياسية التي كانت أحد الأسباب في كل ما وصل أليه العراق من ضياع ومن وضع لا يحسد عليه هي من صارت تخرج بالتظاهرات وتقودها؟!،
فلا كلام ولا تظاهر ولا أعتصامات فالظرف الأمني وظروف جبهة القتال مع داعش لا تسمح بذلك فكل شيء من أجل المعركة!!،
وكأن لسان حال الحكومة ومن معها يقول، لنحرر ارضنا اولا من رجس عصابات داعش الأجرامية ولنعيد الموصل وبقية المدن المغتصبة، ومن ثم نعود لمحاربة الفاسدين، والسيطرة على الوضع الأمني وأصلاح أحوال البلاد؟! أذا والحالة هذه أليست عصابات داعش الأجرامية هي نعمة؟!.
أخيرا نقول بقدر ماكانت عصابات داعش الأجرامية شر مستطير وبلاء ونقمة على الوطن والشعب هي بالمقابل كانت للفاسدين والسراق ومغتصبي الحق العام خير غطاء وستار ونعمة كبيرة؟!!.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google