الطائفية (5) لا شيعة بعد اليوم
الطائفية (5) لا شيعة بعد اليوم


بقلم: سليم الحسني - 02-12-2016
في الانتفاضة الشعبانية عام 1991، كان الجنوب العراقي يريد إنقاذ العراق من دكتاتورية البعث، ولو لا الموقف الأميركي والعربي لانهار النظام منذ ذلك التاريخ، لكن السعودية وغيرها من الحكومات الطائفية العربية أقنعت الرئيس الأميركي بوش الأب بأن سقوط صدام بهذه الانتفاضة يعني حكم الشيعة للعراق وهو أمر مرفوض بشدة.

فبدأت عملية القمع الوحشي لمناطق الشيعة، حيث اقتحمتها دبابات الجيش وقد كتب عليها عبارة (لا شيعة بعد اليوم)، وكان هذا الشعار يعبر عن التوجه العام للنظام البعثي وكذلك توجهات الدول العربية.

بعد الانتفاضة أعلن الرئيس المصري المعزول حسني مبارك، ان الديمقراطية في العراق تعني حكم الشيعة، وعليه لا بد ان تمنع الولايات المتحدة ذلك. تلاه بعد فترة وجيزة ملك الأردن محذراً من الهلال الشيعي، فيما يقبع هو تحت نجمة داوود الاسرائيلية.

وبعد سقوط النظام، وخلال اسابيع قليلة برزت في العراق منطقة (مثلث الموت) حيث كان الشيعة يقتلون على الهوية.

ثم سرعان ما ظهرت القاعدة بقيادة الزرقاوي لتضع هدفها الأول هو قتل الشيعة، فكانت التفجيرات تحدث في مناطقهم وتحولت حسينياتهم ومساجدهم وتجمعاتهم الى مقصد لسيارات التكفيريين وأحزمتهم الناسفة.

وطوال تلك السنوات لم يكن قادة الكتل السنية، يدينون هذا الإجرام الطائفي والتكفيري، بل كانوا يملأون الفضائيات شكوى من التهميش والاقصاء. وهي العبارة التي تعني في حقيقتها عدم توليهم حكم العراق حكماً مطلقاً، كما كان طوال العقود السابقة.. فالتهميش في قاموس تلك الكتل يعني وجود الشيعة في الحكم.
والذي شجع هؤلاء القادة على التوجه الطائفي، الاشارات التي تلقوها من الولايات المتحدة ـ كما ذكرت في المقال السابق ـ الى جانب الدعم المباشر من الحكومات الطائفية في الخليج ومن تركيا.
...
عند اندلاع الربيع العربي، سُمح للسنة أن يكون لهم ربيعهم، أما الشيعة (نموذج البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية) فقد حرّموا عليهم ذلك، وتعرضوا للقتل والقمع والمحاكمات الصورية.
وفي سوريا كان شعار ربيعها (الشيعي على التابوت)، إنه النسخة المرادفة لشعار (لا شيعة بعد اليوم).
ولكي يمضي هذا الشعار بعيداً ويتحول الى ممارسة طاغية على الأرض، أصدر رجال الدين من وهابيين وسلفيين، فتاوى تكفير الشيعة، وانهم أسوأ من اليهود.
وكانت التفجيرات تأخذ أرواح شيعة العراق بالعشرات.
ثم جاء تنظيم داعش الى المشهد السياسي والعسكري في سوريا والعراق، وكان الهدف قتل الشيعة. فسيطر على اجزاء من سوريا، ثم اجزاء من العراق، وانضمت اليه بعض القيادات والعشائر من السنة، فيما كان الدعم الخليجي والتركي يزداد يوماً بعد يوم. فحدثت المجازر والمذابح وعمليات التهجير.

ومن أجل أن يكون التأزيم الطائفي فاعلاً، فان الدول الداعمة للإرهاب الطائفي، مستعدة الى التفريط بأمن وسلامة الجمهور السني، وتحويله الى ضحايا ورهائن ونازحين، كما حدث ذلك في سوريا واليمن والمناطق السنية في العراق.

جرى ذلك ولا يزال يجري، برضا أميركي وغربي، وبتنفيذ تركي وعربي وإسرائيلي. ولن يتوقف هذا الحال، طالما أن معظم القيادات السنية السياسية والدينية، تتعامل بكراهية مع الشيعة. وهذه هي نقطة التحفيز الكبرى التي تجعل القوى الدولية وخصوصاً الولايات المتحدة، مطمئنة الى فاعلية العامل الطائفي في التحكم بشؤون المنطقة.
للحديث تتمة
لمتابعة مقالاتي على تليكرام
https://telegram.me/saleemalhasani

مجموعة مقالاتي في صوت العراق على الرابط التالي:
http://www.sotaliraq.com/Salim-Alhasani.php



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google