قرضٌ جديد لرواتب ألفاسدين!
قرضٌ جديد لرواتب ألفاسدين!


بقلم: عزيز الخزرجي - 07-12-2016
لم تكتفي الحكومة و البرلمان و القضاء العراقي نتيجة التشريعات المحدودة الظالمة على مقاس منافعهم و مصالحهم الحزبية و الأئتلافية .. بالأستقطاعات ألضريبيّة المتواليّة التي كسرتْ ظهر الشعب خصوصاً آلفقراء و هم بآلأساس يُعانون آلفقر و آلأرهاب و آلجّوع و آلألم و آلمرض بسبب الفساد و السرقات و إنعدام ألخدمات و آلتعليم و الصّحة و السّلامة الجّسديّة و آلرّوحية؛ لم يكتفوا بكل ذلك .. بل سارعوا مجدّداً طلب ألمزيد من آلدّيون الخارجيّة من (بنك القرض الدّولي) لأدامة رواتب و مخصصات المُتحاصصين ألفاسدين و في مقدمتهم الأقليات و آلقوميات التي لا تستحقق حتى نصف ما أخذوه و يأخذونه بلا حقّ كحصص ثابتة غير عادلة و كأنّها (حقّ السّكوت) أمام الكتلة الكبيرة العاجزة على حساب حقوق الأكثرية المظلومة المنهوبة!

فبعد أنّ أظهرتْ موازنة عام 2017م عجزاً كبيراً وصل لأكثر من 21 ترليون دينار, أيّ ما يُعادل 20 مليار دولار و كما توقّعنا و حذّرنا من ذلك قبل سّنوات نتيجة آلجّهل و آلسّياسات ألخاطئة و آلسّرقات ألكبيرة المُمَنْهجة"القانونية"؛ لذلك فرضوا الضّرائب و الأستقاطاعات المجحفة المتوالية و للمرّة السّادسة على فقراء الشعب و آلعمال و الموظفين و في كلّ شيئ و بلا حياء و رحمة لتغطية و إدامة الرّواتب و النفقات المليونية للبرلمانيين و الحكوميين و القضاة الفاسدين الذين مُسخت قلوبهم و ضمائرهم و تحولوا إلى بهائم رهيبة عجيبة .. بل صاروا أضلّ من آلبهائم لإمتلاء بطونهم بآلمال الحرام على مدى 13 عاماً و بلا حساب و كتاب و رادع و بمسْمع مراجع التقليد الذين يفتحون صدورهم للأسف لكلّ مسؤول عن طريق ممثليهم و وكلائهم في المدن و المحافظات و في أيّ وقت ليستلموا منهم قتات تلك السّرقات و النهب بعنوان آلخمس و الزكاة, بعد إعلانهم إغلاق أبوابهم بوجوه السياسيين مباشرة في بيوتهم و كأنّ هذا هو جلّ رسالتهم العملية للناس المحرومين, مُتناسيين بأنّ الحقّ يُؤخذ و لا يُعطى خصوصاً مع الذين لا يؤمنون بآلله و اليوم الآخر.

و إن صفحات الأرهاب الوهابيّة هي صفحة واحدة من عدّة صفحات إرهابية كانت قائمة و ستقوى بعد دحر داعش الوهابية, و الأيام ستشهد, و قد أنذرناكم, و الله شاهد على ما أقول!

و إنّ الحكومة لم تكتفي بكلّ ذلك الدّمار المبرمج و آلمتقن و آلمُقنن لأجل مستقبل أبنائهم و مقرّبيهم شرقا و غرباً من دون عامّة الشعب؛ بل سارعت لطلب المزيد من الدّيون آلخارجية مُجدّداً بعد ما غطس العراق في وحل الذّلة و الهزيمة الأقتصاديّة و السّياسية و الفكريّة و الأخلاقيّة و التربويّة و العلميّة .. حيث إستدانت قبل أيام مبلغاً كبيراً آخر من (صندون النقد الدولي) مقداره 617.8 مليون دولار أمريكي و بلا برنامج أو فكر, لأنه معدوم لديهم!

مع العلم إنّ صفقات عديدة سابقة قد تمّتْ إبرامها من قبلهم و بشكل سرّي لم يطلع عليه آلأعلام, حيث أشارتْ أحصاآت أولية حصلنا عليها تؤشر إلى وجود ديون بلغت أكثر من خمسين مليار دولار أمريكي, حتى إن اصحاب القرار في تلك البنوك – و على رأسهم المنظمة الأقتصادية العالمية .. بدأت تفرض إرادتها و تعليماتها حتى بشأن المسائل الفرعية التي تخص مصير العراق و آلحكومة العراقية الغبية لتنفيذها, ككيفية صرف تلك الدّيون في مجالات إستهلاكية غير مفيدة و بلا مردود أو فائدة!

الهدف من كل تلك السياسات المشتركة بين الحكومة و البنك الدولي؛ هي رهن العراق حتى الموت و إبقاءهُ خاوياً ضعيفاً كمستعمرة صغيرة مستهلكة لا حول و لا قوة لها .. ألمستفيد الأول و الأكبر من وراء ذلك بعد (البنك الدّولي) ألدّائن هي الحيتان و العتاوي الفاسدين و من حولهم السّلابيح الحامية التي نهبت خزينة العراق على مدى أكثر من 13 عاماَ من دون برنامج مفيد و نافع للوطن و المواطن!
ختاماً : ماذا بقي للحاكمين و البرلمان بعد كل الذي جرى على الشعب بسببهم!؟
وهل تجرأ الكتل و الأحزاب و آلأئتلافات الظالمة رغم قبحها و عدم حيائها ترشيح نفسها هذه المرّة للأنتخابات القادمة بعد ما أقسم الشعب الذي بدأ يحتضر – إن لم يكن قد مات - بسببهم على معاقبتهم بكلّ الوسائل ألممكنة!؟
و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي
باحث و مفكر كونيّ



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google