بياني لهذه السنة الميلادية الجديدة:
بياني لهذه السنة الميلادية الجديدة:


بقلم: عزيز الخزرجي - 30-12-2016
و القى في الأرض رواسي أن تميد بكم و أنهاراً و سبلاً لعلكم تهتدون – صدق الله العلي العظيم.

بعد ما جاوزت الستين أريد أن أشتري بيتاً في هذه الأرض لأستقر في آخر عمري, و لست بقادر:

حيث لم تعد الأرض آمنة بعد ما إنتشر النفاق في كل حي و شعب و وطن!؟



لم تعد الأرض ملجأ للأحرار بعد ما تسلط عليه العبيد و الأرذال و الأنجاس!؟



لم تعد الأرض آمنة حتى للحيوانات و آلأشجار بعد تلوث البيئة و فساد الحاكمين !؟

كل شيئ تغيير في الأرض ؛ و كيف لا يتغيير حين ترفض الطيبيين من أمثال عليّ(ع) و الحسن(ع) و الحسين(ع), إنها تستأنس بآلمنافقين و الفاسدين و ترفض الأخيار , و لا أدري هل تلك هي طبيعة الأرض , فمتى يأذن الله إذن لتكون هذه الأرض ملكاً للمستضعفين.بحسب ما كتب تعالى في الزبور من بعد الذكر بأن الأرض يرثها عبادي الصالحون!


فأنا لم يعد بإمكاني شراء حتى بيت صغير لنفسي في كندا, بسبب إمتلاك فئة خاصة للأراضي الشاسعة و إرتفاع الأسعار و تزاحم المدينة بسبب المهاجرين .. خصوصا الأتراك و السوريين و الكرد و الأيرانيين و الصينيين و الهنود و الفلبينيين الذين حرقوا السوق للأسف بعد جلبهم للكثير من الأموال من دول الخليج حين كانوا يعملون كمستخدمين و عمال نظافة لدى أبناء هند و معاوية أو دخلوا كندا بطفرة عين بعد ما توسلوا بهئية الامم حين سقطت حكوماتهم الظالمة!



و رغم إني درست لحد شهادة الدكتوراه و عملت كمهندس و في أعمال عديدة طوال فترة وجودي في كندا و غيرها حتى ملكت شركة؛ لكني و طوال تلك الفترة كنت أسدّد ديوني الكثيرة , و أتكفل أعباء المعيشة التي لم تكن سهلة في كندا, بل ساعدت جميع من كان يتصل بي أثناء حصار العراق الأسود اللعين الذي لم يحتضن على مدى التأريخ سوى المجرمين و العملاء و المنافقين و الكذابين و الأنتهازيين و المفسدين و إلى هذه اللحظة حيث إئتلفت جميع الأحزاب و الكتل و الشخصيات لتقسيم حصص و موارد العراق عبر التحاصص , لذلك ليس فقط لا خير في عراق اليوم؛ بل حتى عراق الغد الذي بات مديناً لأجيال و أجيال بسبب سوء تصرف الحكومات و البرلمانات و القضاة الذين تسلطوا عليه سابقا و لاحقاً, فصار العراق مديناً اليوم بعشرات المليارات من الدولارات, ولا أحد يعرف الرقم الحقيقي بسبب كثرة و تشابك الديون النقدية و الآجلة من طرف الحكومة و كذا الوزارات و حتى المحافظين, لأن كل رئيس و مسؤول يأتي للحكم يتصور بأنه يأتي لفترة معينة و يغادر المكان حتماً و لا بد من فعل كل شيئ للحصول على ما أمكن من المال و كذلك لتبيض صورته الشكلية أمام الناس .. لذلك كانت الديون أحدى العوامل التي أسقطت العراق في الهاوية للأبد, بعد ما نفذ النفط أو كاد ينفذ بسبب هبوط سعره!



و طالما نبهنا الناس على تلك الجرائم الكبيرة, و العواقب السئية للديون, لكن الحكومة ليس فقط لم تسمع كلامنا .. و لم تكتفي بما إستدانوه خلال الفترات السابقة؛ بل طرحت الحكومة قبل يومين على مجلس النواب إقتراحا مضمونه إستدانة أخرى بقيمة 15 مليار و نصف المليار دولار من البنك الدولي, لتسديد رواتب المتحاصصين!



هذا مع إستمرار الفساد و الترهل الوظيفي و التعطيل الكامل لعمل الوزارات, بجانب عدم قدرة القوات العسكرية من أقتحام مدينة الموصل المحاصرة لأكثر من شهر, و كأن العمليات توقفت بآلكامل!!؟



و السبب في طلب الحكومة هذه المرة من آلبرلمان لدراسة مسألة القرض و لأول مرة, هو لأسكات صوت المعارضة الفقيرة في العراق في حال إدانتهم للحكومة على تلك الديون, بإعتبار مجلس النواب يمثل ارادة الجماهير, و لا يحق لأحد الأعتراض على قراراته!!



على كل حال؛ المسألة باتت لا تهمني كثيرا اليوم و بعد ما ألقيت الحجة على الجميع, بدءاً بأقرب الناس حتى أبعد الناس, ثم أنا بجانب ذلك مسجى على فراش المرض منذ أكثر من عشر سنوات, و بدأت أعاني من مشاكل كثيرة منها مادية و أخرى أجتماعية لا أقوى على حلها بسبب الظروف المعقدة, خصوصا بعد ما بعت بيتي في كندا لتسديد الديون الكثيرة التي تراكمت علي خلال السنوات الماضية بعد ما تركت العمل, حيث أسكن اليوم في شقة أحد العمارات وسط تورنتو, و لكني فخورٌ و مرتاح الضمير, لأن الأقرباء و حتى الأصدقاء مدينون لي و لست مديناً لهم و هذا هو الفاصل و الفارق ما بيني و بين كل الذين تعاملوا معي في داخل و خارج العراق, و العراقيون في تورنتو يعرفونني .. و يعرفون جيدا كيف أني وقفت كرجل مجاهد منذ اليوم الأول لدخولي إلى كندا متوكلا على الله و على نفسي و عملت كرجل يعتمد على نفسه و على الله و ليس على الحكومة و كما هو حال معظم – إن لم أقل كل العراقيين – الذين ليس فقط باتوا عالة على الحكومة بل يفعلون كل حرام و خلاف لسرقة أموال البنوك و غيرها, و لست معنياً بحرام أو حلال ما يقومون به, فبعضهم يعتبر ذلك جهادا في سبيل الله, و هو لا يعرف حتى معنى و تفسير الجهاد و الفرق بين الأبتدائي منه و الدفاعي, على كل حال لا أريد الخوض في المسألة .. كما لا أريد الخوض في تأريخ كل منهم حين كان ينضوي تحت لواء الجيش العراقي الجبان أيام صدام , و كيف أنه ملأ بطنه و بطن عائلته و أبنائه من مال الحرام و من دماء الثلة المجاهدة التي كانت تجاهد ضد نظام صدام, و لكنه و بمجرد عبوره للحدود بعدما سقط صدام في التسعينات و ما بعده صار هو المجاهد النحرير و غيره البعثي!!



كما لا أريد كشف تأريخ بعضهم حين كان ينتمي للمخابرات العراقية و آلدولية لأجل الكسب الحرام وووو غيرها من التواريخ السوداء للعراقيين الذين صاروا اليوم هم المدافعين عن الأسلام و المرجعية, بحيث أن بعضهم لا يتواني لقبح سريرته و لقلة حيائه و لتأريخه الأسوء و ربما لنطفة الحرام التي تشكل منه؛ أن يحذرني و ربما يهددني بعدم المساس بآلمرجعية!!



و كأنه يعرفها أفضل مني ؛

أو أنه هو الذي كان يقاتل البعثيين في السبعينات و الثمانينات وما بعده ؛ و أنا كنت منتمياً لحزب البعث !!

سبحان الله على نفاق العراقيين و ظلمهم ..!!؟

و لكني متأكد من أن هذا المهدد الجبان يوم كان صدام يحكم العراق كان هو و أبوه و عشيرته خدم و صناع و جنود تحت أمرة ضباط و مسؤولي الجيش و المخابرات ضد المرجعية الدينية, أما اليوم فصار هو الناصر و المعين لها!؟

و من هاالنفاق أحمل المحامل و لا تخف!!



ذلك هو عراق الأمس و هذا هو عراق اليوم ؛ الكل فيه يتسترون بآلوطنية و المرجعية و الدعوة من اجل الحصول على المناصب و الرواتب و الوجاهة ...



هذا هو عراق اليوم نفاق و فساد و تصنع و سرقات و تنظيمات و أحزاب في مقابل ألأيتام و آلفقراء و الأرامل ..



هذا هو عراق الجهل و المآسي و هو منقسم إلى تكتلات و أحزاب و مليشيات و فرق و شيع و طرائق مختلفة .. يكفر بعضهم بعضاً ...



في هذا الوسط آلمأساوي ..

و بعد كل الذي كان لم يعد يهمني كثيراً بعد ما رأيت حتى مراجع للدين ينافقون من أجل الحصول على (ضبات) الدنانير و الدولارات ..



لم يعد يهمني كثيراً لا العراق و لا غير العراق بعد ما رأيت البعثي الذي طالما كان يعاديني و يعادي أصدقائي الشهداء يدافع عن المرجعية اليوم و كأنه هو المجاهد و المجاهد هو البعثي ..



لم يعد يهمني شأن العراق كثيرأً ؛ بعد ما رأيت من كان عضداً لصدام و لنظام الجهل البعثي, يقف أمامي و بلا حياء ليناقشني في مسائل الدين و الفكر و الفلسفة و العقيدة و الأجتماع التي قضيت عمري لاجلها؛ يوم كان هو وأبوه و أمه و من معه يتحيين الفرصة تلو الأخرى ليكتب علينا التقارير لدى البعثيين ليحصل من خلال منظمة حزب البعص على منصب أو ترقية أو لقمة حرام ....



هذا هو عراق اليوم .. فهل هناك من أمل بتطوره أو حتى خلاصه من الأرهاب!؟



أما أنا فما زلت مكافحاً أينما حللت .. و أينما سكنت .. و أينما عملت ..

كنت نعم الأنسان المخلص الأمين للأنسانية .. لم يستطع أحداً من مواجهتي كرجل .. و ها أنا أتحداهم, لعدم وجود عراقي واحد يستطيع أن يقارن نفسه بي أطلاقاً, لذلك حنى الجميع رؤوسهم لي في داخل و خارج العراق و أنا في غنى عن ذلك و عن مناصبهم التي كانت طوع يدي فطلقتها ثلاثاً , لأني لست من طلاب الدنيا, بل من طلاب الخلود في هذا الكون!!



و هذا هو الفارق ما بيني (أنا الكادح لله) و بين العراقيين(الكادحين للمنصب و المال) الذين باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم .. لا أستثني أحدا .. حتى هؤلاء الحاكمين الحاليين من الرؤوساء و الوزراء و القضاة ؛ حيث لا يملكون أية كرامة أو حرية أو موقف شريف, لانهم مستهلكين و أدوات مسيرون بيد الأستكبار العالمي و ربما حتى من قبل الحكومات المحيطة بآلعراق ...



الفارق كان كبيرا و سيبقى كبيراً بين من كان عبداً لصدام في العراق او لأسياد صدام في لندن و واشنطن و بيني الذي كنتُ حراً أبياً و معادياً لهم و أعمل بكد يديّ لأطعم زوجتي و أبنائي الغرباء من المال الحلال .. أو لأرسل و أساعد أخوتي و أخواتي في العراق و إيران و غيرها أيام الحصارات و الحروب !



الفارق يبقى و سيبقى كبيرأً بين من صدق مع الله و رسوله و بين من كذب على الله و رسوله!

الفارق يبقى كبيراً بين من جاع و لم يمد يده للآخرين ؛ و بين من جاع و مد يده بلا كرامة للصديق و الغريب!

الفارق يبقى كبيراً بين من عمل منذ اليوم الأول لدخوله بلاد الغربة و إلى كندا .. و بين صار عبئاً على الحكومة مذ دخل بلاد الغربة و كندا في اليوم الأول و كما كان في بلاده من قبل!



و هذا هو الفارق بين المؤمن الحقيقي الذي يسجد لله وحده .. و بين المتظاهر بآلدّين و الصّلاة الذي يسجد لكل شيئ بما في ذلك (دائرة المساعدات الأجتماعية) أو لمسؤوله أو لمرجعه , بل تكون قيامته يوم يهدد بقطع راتبه لأنه تحايل على النظام في أمر ما!



هذا هو الفارق بيني و بين جيوش من الموظفين و الوزراء و النواب العاطلين عن العمل و الأنتاج في بلاد الرافدين و النيل والخرطوم ؛ الذين ليس فقط .. لم يقدموا للعراق ولا لأية دولة أية خدمة أو مساعدة أو إنتاج؛ بل صاروا سببا في إهدار الاموال و الطاقات و الزمان و الأمكانات بسبب فساد قلوبهم و خبث سرائرهم و صحالة مستواهم الفكري و العلمي و عدم قدرتهم على صناعة أو توليد أي منتج مفيد للأمة!



لذلك سأواجه ربي برأس مرفوع, رغم الجوع و الغربة و المرض و الفقر لكن مع العزة, بينما هذه الأمة التي تدعي بأنها أمة محمد – و حاشا محمد – و هذه الأمة التي تنكص رأسها أمام كل شيئ إلا رب العباد حتى يوم المحشر, بل في هذه الدنيا قبل الآخرة بسبب المخلفات و التراكمات التي يندى له الجبين!



سأبقى أعاني و أعاني و أتغرب و أجوع حتى خارج الأرض ؛ لكني لا أمدُّ يدي لأحد .. لأنّ الجميع دوني وأنا فوقهم أتحداهم للأبد!

عزيز الخزرجي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google