أطباء ..أم تُجار ...اليوم؟
أطباء ..أم تُجار ...اليوم؟


بقلم: د.محمود القبطان - 31-12-2016
بداية أُقدم شديد إعتذاري لكافة الزملاء الذين يعملون من أجل معالجة المرضى بكل تفاني وراحة الضمير والبال,إعتذاري منهم لما سوف أتطرق له في هذه المقالة التي توحي أن بعض الاطباء نسوا قسمهم ومهنتهم وتحولوا الى تُجار بامتياز دون رعاية المريض بالشكل المطلوب وإنما تحول الفحص الى دقائق قليلة بعد أن يُرسل المريض للاشعة ,وإن كانت معه صور للاشعة وللمختبر وللصيدلية أخيراً والتي كلها تقع في نفس المكان أو بالقرب منها ومعروف السبب في هذا.أسرد بعض الامثلة على ذلك حتى لا يكون الكلام سمعت عن أبي فلان أو علان وقال هذا أو ذاك.
1-نقلاً عن أخي,حدث لوالدتي عندما تقرر ان تزور طبيب اخصائي للعظام والمفاصل فوقع الاختيار على د. عماد سرسم(كان يُسمى طبيب القصر ,قتل بعد سقوط النظام)العيادة مملوءة بحيث بعض المرضى يجلسون امام العيادة على الرصيف,يصل الطبيب تنهض الجموع الى القاعة التي زُينت بايات الشعروصُبغت الجدران بالحناء يُدخل الكاتب 15 مريض ومريضة في القاعة الثانية الصغيرة جداً ومن بعدها يدخل اربعة مرضى من جنس واحد للفحص,فحص سريع,أشعة ومختبر وصيدلية من اسماء محددة.الوساخة لا توصف,اما عيادة الاشعة فليس هناك جدران عازلة بالكامل من الاشعاعات لمن ينتظر أو باقي المراجعين,ليس هناك من مرافق صحية.
2-احد أقربائي,قبل عامين, إضطر الى عملية استئصال البروستات,وفي مستشفي أهلي,عيادة الطبيب بجانب المستشفى مع صيدلية ومختبر بنفس المكان,لربما يحتاج دم اردت ان اتبرع أنا شخصيا له حيث دمي يناسب كافة الانواع,في المختبر رفضوا ذلك لانهم هم من يجلب الدم!الدكتور يشرح بثواني الوضع بعد زيارته للطبيب في العيادة طلبت أن أدخل في صالة العملية ,الزميل رفض,لم أناقش رفضه.العملية طال زمنها وليس هناك من يعطي جواب عن كيف تسير الامور,يخرج المريض مع 15 شخص بين مُعين ومُمرض ومنظفة والجميع يرفعونه الى سريره من النقالة والجميع ينتظر البخشيش,بعد يومين يخرج المريض وتبدأ مرحلة الالتهابات,مراجعة للطبيب بعد عشرة أيام المريض يستفسر عما قاله ,يجاوب الكبيب الحجية سمعت!! ,ليس هناك حتى صابونة في المرافق الصحية ,يتبرع مريضنا بمبلغ لشراء الصابون للعيادة,الكاتب لا يُحسن الكتابة ومنشغل بالموبايل.,تنتهي المراجعة والالتهاب يزيد والمضادات تتغير,بعد أن 3 أسابيع, لينتهي الامر الى فتق في مكان العملية اضطر المريض الى عمل عملية مرة اخرى خارج العراق.
3-حدث ليَ بعض التغيير لعيني وإن كان غير كبير ولكنني فكرت أن اعمله في بغداد قبل شهر من الان,الطبيب يجلس في عيادة انيقة بعد ان عرفته بنفسي كزميل من وأين أعمل قال:بسيطة في اي وقت نعمل العلمية بدون أن يشرح ولا كلمة ما عدا البنج موضعي,وهو ما اعلمه.المبلغ الذي طلبه قال: حوالي مليونين قريباً!! يعني دكتور 2000 دولار,لا 15 ورقة تقريبا.في السويد اذا تكلمنا بالاوراق المبلغ 7 أوراق!
4-شقيقتي تعاني من آلام الظهر,أشعة الرنين ظهر فيها انزلاق غضروفي وأكثر من هذا,ذهبت لطبيب وحسب الوصف انه افضل ألاطباء الجراحين في هذا المجال,أخي رافقها,الطبيب شاب,لا يناسب عمر "الافضل"في هذا المجال,خمسة دقائق وامام المرضى في غرفة الفحص الصغيرة جداً,يطلب أشعة بالرغم من صور الرنين معهم,مختبر,طبيعي الاشعة العادية لا قيمة لها لان اشعة الرنين مع التشخيص مثبتة قبل يومين من الزيارة,اخي قال للطبيب دكتور المختبر ونتائجه قبل عشرة ايام كان نتيجته جيدة,قال اوكي,هسه واضح المراجعة بعد شهر,بعد اخذ الدواء "وليكون واحد يخبركم عن عملية"!!المريضة والمرافق أصلاا كانوا خائفين من العلمية فجاء جواب الطبيب بلسم لهم.الفحص كان عبارة عن الضرب على الركبة فقط!! هل هذا يُسمى فحص للانزلاق الغضروفي فقط؟الطبيب ليس الجراح الاصلي وانما إبنه الذي يعمل العملية والفحص والشهرة من الوالد!كما في احدى المحافظات الجنوبية شهرة احد الاطباء تأتي من أن يقوم بالفحص وحضور العملية لحين أن ينام المريض والعملية في المستشفيات الاهلية ,طبعاً, وزوج ابنته من يقوم بالعملية .
5- في البصرة دخلت الى صالة عمليات مع أحد الاقرباء وكان الطبيب قد سمح لي بالدخول لمشاهدة العلمية حيث اختصاصي بعيد عن اختصاصه.أثناء العملية انزلقت الصوندة على الارض فأختلط الدم مع السوائل والتي اشتراه أهل المريض طبعا,وامتلئت ارضية غرفة العمليات بما سقط من دم وغيره وكان " المُعين" يتفرج ولم يُحرك ساكناً فطلبت منه ,بعد ان لم يطلب منه احد ان يُنطف المكان فأتي بماسحة ودفع الاوساخ الى مكان حيث يغسل الاطباء اياديهم ويعقمونها قبل بدأ العلمية! عن أي صالة عمليات نتحدث حيث النظافة تحت الصفر أما التعقيم فحدث ولا حرج.المريض اصيب بالتهاب بعد العملية كنتيجة طبيعية بعد العلملية.
خلاصة:
الرقابة غائبة والعناية بالمريض أصبحت في أسفل المسلمات,ليس هناك من قوانين تحد من ابتزاز المرضى وفرض الفحوصات المختلفة ,ووزارة الصحة ليست في وارد تجهيز المستشفيات الحكومية بالاجهزة المتطورة وبناء صالات عمليات حديثة مواكبة للتطور ومعقمة وفيها موظفين مختصين يشرفون على كل احوال هذه الصالات من قبلهم. الاطباء يعملون بحدود 18 ساعة يوميا وربما أكثرهم لمدة 7 ايام في الاسبوع.اين النقابة والوزارة من الرقابة على عمل الاطباء والتفتيش,حيث الان المضمدين وبدون اجازات يعملون بنفس المهنة يصفون الدواء ويعالجون الحروق"كأختصاصيين"حسب لافتاتهم الموضعة في عرض الشوارع والناس "يؤمنون" بهؤلاء الاطباء الجدد في زمن العراق الجديد.هل يحق للدولة أن تفرض ضرائب على دخول الاطباء والمضمدين وغيرهم في اماكن عملهم الخاص حيث وارداتهم كبيرة جداً؟،نعم أقولها روبما تغيض هذه (النعم)البعض من الاخوة الزملاء لان البلاد لا تُبنى من موارد النفط فقط وانما من موارد متعددة كالضرائب والكمارك وغيرها.
وأخيرا اقول للجنة الامتحانات للاختصاصات الطبية في جامعة بغداد,هل في العراق الطب متطور كما في دول الاتحاد الاوروبي عندما تطلبون إداء الامتحانات للاخصائيين العراقيين الذين يريدون ان يخدموا بلدهم؟هل مازلتم تعتقدون أن العراق فيه الكفاية من الاطباء وليس هناك حاجة للعراقيين وانما للهنود والسوريين دون أن يقدموا اية امتحانات عندكم؟أم هي طريقة لتهريب كل الكفاءات بطريقة غير معلنه كما قال لي د.عبدالمنعم في كلية طب بغداد: لماذا لا تبقى في السويد حيث انت مختص ومكافئ؟هل مازلتم تريدون ان أقدم امتحان بالاختصاص بعد 33 عام كأخصائي في دول الاتحاد الاوروبي حيث أعمل؟على وزارة التعليم العالي والصحة وكل كلية طب بغداد ان تجتمع وان تحترم الكفاءات العراقية الراغبة في العمل بالعراق وتقييم العمل ليس بالامتحانات وإنما بما يقدمه الطبيب في اختصاصه.حتما أن عملت يوما في العراق فلن أكون طبيبا تاجرا على حساب المرضى لاسيما الفقراء منهم.وتحية لكل الزملاء الذين بذهبون اسبوعيا الى المناطق الفقيرة حيث النازحين وفقراء الاحياء لعلاجهم مجاناً وحيث يضحون في اوقات الجمع من راحتهم لاسعاد ومعالجة المرضى كما يقوم به أكثر من طبيب وكادر صحي شيوعي في بغداد وفي محافظات عدة.وكل عام وانتم بخير.
د.محمود القبطان
20161230



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google