لسياسة السعودية الخارجية الدائرة بين رحى تخريف ومراهقة و تخريب
لسياسة السعودية الخارجية الدائرة بين رحى تخريف ومراهقة و تخريب


بقلم: مهدي قاسم - 31-12-2016


السياسة السعودية الخارجية الدائرة بين رحى تخريف ومراهقة و تخريب

تعرضت العلاقات السعودية ــ المصرية في الأونة الأخيرة إلى هزات وانقلابات قوية مباغتة لتتحول من علاقة حميمية متوجة بقبلات جبين !!، إلى جفاء و عدائية فجأة ، حتى وصل الأمر إلى استفزاز النظام السعودي للحكومة المصرية من خلال زيارة السد الأثيوبي من قبل مسئولين سعوديين والإعلان من هناك عن استعداد الحكومة السعودية لدعم وتمويل السد المذكور ، و الذي هو مصدر خلاف أصلا بين الحكومتين المصرية و الأثيوبية ، لكون السد قد يشكل مصدر تهديد كارثي على مدى بعيد لمياه النيل وشحة لها في مصر التي تُعتبر مياه نهر النيل بالنسبة لها مصدر حياة أساسي لا غنى عنه إطلاقا ، و لا يمكن التخلي عنها بأي حال من الأحوال ..
و يبدو أن السبب الأساسي لهذا الخلاف يكمن في التصور السعودي الساذج و الغبي الباهت و الذاهب إلى أنه ينبغي على أية حكومة عربية التي تحصل على مساعدات مالية من الحكومة السعودية أن تكون دمية في يد الحكومة السعودية وتابعة و خاضعة لسياستها الخارجية ودائرة في فلكها في كل كبيرة و صغيرة تخص هذه السياسة الخارجية ، و أية محاولة للخروج عن قوالب التبعية الصارمة هذه ـــ ولو بقيد أنملة ــ تعتبر غلطة كبيرة تترتب عليها عقوبات مادية ومعنوية شديدة!!..
علما بأن الحكومة المصرية لم تخطأ بحق النظام السعودي و لا تأمرت عليه بشيء يذكر ، بقدر ما اتخذت بعض خطوات سياسية خارجية التي قد تنسجم مع أهدافها ومبادئها القومية ، فضلا عن مصالحها الوطنية الآخرى ، و هي ترى أنه لها التزاماتها و واجباتها القومية في المنطقة العربية ، سيما بوصفها كأكبر دولة عربية ، وصاحبة حضارة عريقة ، زائدا عن كونه بلد ثقافة ومعارف و فنون مختلفة ..
أما السعودية فما زالت و حيث كانت ـ مصدر عقليات بدوية متخلفة ومرفلة بجاهلية جديدة ، و منتجة للفكرالتكفيري والتطرف و الإرهاب إلى كل أنحاء العالم ، عبر مساجدها المشيدة هناك ، يديرها و يقودوها شيوخ وأئمة دين متبعثين من خريجي المدارس و الجامعات الوهابية ..
ولا شيء آخر غير هذا !!..
وهي نفس العقلية الرثة التي لا زالت تنظر إلى القيم والمبادئ الوطنية والقومية و الإنسانية العامة على إنهال مجرد سوق للنخاسة و فرصة سانحة لشراء ذمم أفراد ومجموعات بل و حتى حكومات و بلدان بحفنة دولارات ..
و الطامة الكبرى و الشامة الصغرى في السحنة العظمى ، تكمنان في كون هذه السياسة والعقلية قد أصبحتا أسيري تخريف ( الملك السليمان و كأنه في غيبوبة دائمة مع دمدمة وهمهمة غير مفهومتين في خطاباته القصيرة ذات دقيقة واحدة !!) ــ و بين خطورة ذهنية مراهقة وطائشة ومتشنجة للأبن المدلل والمفضل والبتاع كله ولي ولي العهد و الأمر و النهي محمد الذي ورّط السعودية بمجموعة من إشكاليات ومشاكل و أزمات سياسية و خسائر مالية تقدر بمئات مليارات دولارات صُرفت عبثا بهدف تمويل عمليات إرهابية و على حروب خاسرة في اليمن و سوريا والعراق ..



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google