الكورد بين الامس واليوم (4)
الكورد بين الامس واليوم (4)


بقلم: شهاب وهاب رستم - 01-01-2017
لم تكن لدى الحكومات العراقية المتعاقبة في العهدين الملكي والجمهوري إلا الحل العسكري الحل الوحيد في جعبتهم ليتعاملوا به مع القضية الكوردية ،و لم يتعلموا من المدارس التركية العنصرية سوى الحقد والكراهية على الشعوب ، اعلنوا الحرب على الكورد في الوقت الذي كان عليهم احترام الوعود التي قطعوها مع البريطانين امام عصبة الامم باحترام خصوصيات الكورد . الاحزاب السياسية العراقية التي تواجدت لم يكن لديهم برامج و حلول للقضية القضية ، بل حاولوا ايجاد اصول عربية للكورد ، فمنهم من نسبوهم الى اشخاص في العهد الجاهلي ، بل ونسبوهم الى ما توصل اليه خيالهم ، اعتمدوا الشدة في الممارسات اليومية في تعاملهم مع الانسان الكوردي ، فتحوا له ابواب السجون والمعتقلات لا لشيء إنما لانه كان يطالب بحريته وحقوقه .

المعاهدة العراقية – البريطانية عام 1930 لم يذكر فيها شيء عن الكورد بل اصبحت كوردستان بموجب هذه المعاهد شمال العراق ونسوا كلمة كوردستان ، ولم يذكر اسم الكورد في هذه المعاهدة ، هذا كشف عن النوايا الحقيقية للملك والبريطانيين بعدم وجود نوايا حقيقية وبرنامج عمل لتنفيذ ما وعدوا به الكورد .

حاول الكورد الوصول الى الحلول السليمة بالطرق السلمية ، كتبوا المذكرا الى الجهات الرسمية الداخلية والدولية والى الحكومة البريطانية الدولة المنتدبة على العراق ، لكن لم يكن هناك من يسمع النداءات ويقرأ المذكرات. عندما حاول رئيس الوزراء العراقي عبدالرحمن البزاز حل القضية الكوردية بالطرق السلمية وقف الجنرالات العسكرية ضده وقرروا القضاء على الكورد بضربة عسكرية وخلال شهر. فما كان امام الكورد الا القيام بالانتفاضة واعلان الثورة ، لكن رد الحكومة العراقية كانت عنيفة ضد الانتفاضات الكوردية وثوراته .

القيادات الكوردية لم تغلق باب الحوار مع الحكومة ، كانوا يرحبون بكل فرصة للحل السلمي والجلولس على طاولة المفاوضات ، كانت الحكومات تلجأ للمفاوضات عندما كان يصيبهم الوهن والضعف و يخافون على ضياع كرسي الحكم ، وعندما كانت تقوى شوكتهم ويجدون انفسهم اقوى يديرون ظهرهم للكورد ويرجعون لنهجهم العسكري . لم يبق خطة عسكرية وإلا طبق في كوردستان ، ولم يبق سلاح إلا واستخدم ضد الكورد . الحركة الوطنية الكوردية لم تصل الى أهدافها المنشودة في بناء كيان قومي كوردي مستقل إلا أنها أفرزت الكثير من النتائج الإيجابية التي لعبت دورا ًكبيرا ًوبارزاً في التاريخ الكوردي وأثرت في القضية القومية الكردية وأفرزت أيضا ً مجموعة من السلبيات ِحالها في ذلك حال جميع الحركات الوطنية في العالم . الحركة الوطنية التحررية الكوردية بجميع جوانبها النضالية (المسلحة ، السياسية والأعلامية ) أستطاعت التاثيرعلى الوعي والمشاعر والأحساس القومي لأفـراد المجتمع الكوردي وأثار لدى الفرد الكوردي التساؤل :

لماذا لا يتمتع شعبنا الكوردي بكل مقوماته الأقتـصادية والأجتماعية ونضاله وكفاحه بكيان كوردي مسـتـقل في جميع أجزاء كــــوردستان بدلا ً من البقاء ضمن الدول التي لا تعترف بحقوقنا القومية ؟

( يتبع )



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google