لا فرق بين الناقة والبعير مادام السفهاء بخير.
لا فرق بين الناقة والبعير مادام السفهاء بخير.


بقلم: ثائر الربيعي - 01-01-2017
كنت أتساءل كيف يتوحد الناس على الباطل دون أن يكون لديهم هدفاً سامي يضحون ثم يموتون أو يقتلون من أجله ؟ يدافعون عنه وعن مؤسسه ويقتتلون من أجل رمزهم وهم على علمٍ أنه رمزاً من ورق ,المشكلة أنهم يشاهدون الحق واضح كوضوح الشمس لا يحتاج لدليل, يغضون أبصارهم عنه ,ما يقوله لهم طاغيتهم يمضون عليه دون مناقشة ومناظرة منهم معه ,يطيعون الأوامر دون مجادلة ,طاعةٍ عمياء,وهنالك في الوادي الآخر جماعة تساجل وتخالف وتنتقد وتعاند وتتمرد على من ينصحهم ويرشدهم للطريق القويم,ليس لهم مواقف وثوابت ,في كل يوم لهم رأي وحجج للهروب من مواجهة الباطل ,والأنكى من ذلك يعملون على نشر الإشاعات التي تقود للتسقيط والتشويه من رمزهم وهم على معرفةٍ أنه صادق مصدق لا يعرف الكذب والخديعة ,محنة العالم أن يعيش مع جهلاء القوم عن أي رؤى وأفكار يتحدث لهم ,خضت هذه التجربة عندما تعرضت لموقف فيه منفعةً للعامة ومصلحة لهم فيه ,فقلت لمجموعة من زملائي علينا أن نوحد مواقفنا ورؤانا لغرض الوقوف بوجه الظلم والباطل الذي يريد أن يتحول لثقافة ومنهج للعمل يسوقنا اليه ,قلت لهم : أنه سيسعى لأن يحول الجميع بفعل انحرافه وأجرامه لمجرمين لأنه يستهدف هويتهم الأخلاقية ,ولا قيمة للإنسان دون أخلاق فهي الضابط الحقيقي لتصرفاته ,فروية لهم رواية مشهورة وصحيحة وهي قال المسعودي: (إن رجلاً من أهل الكوفة دخل على بعير له إلى دمشق في حال منصرفهم عن صفين، فتعلق به رجل من دمشق فقال: هذه ناقتي أخذت مني بصفين، فارتفع أمرهما إلى معاوية، واقام الدمشقي خمسين رجلاً بينة يشهدون أنها ناقته، فقضى معاوية على الكوفي وأمره بتسليم البعير إليه فقال الكوفي: أصلحك الله انه جمل وليس بناقة فقال معاوية: هذا حكم قد مضى، ودس إلى الكوفي بعد تفرقهم فأحضره وسأله عن ثمن بعيره فدفع إليه ضعفه وبرّه وأحسن إليه وقال له: أبلغ علياً أنّي أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل...) لا فرق بين الناقة والبعير في نظر من لا نظر له ,المهم غنائمه وحصته موجودة ولا تتأثر بأي متغير,الوقوف على التل ِهو أسلم شيء لمن لا يريد الغوص بالأزمات والمشاكل,هؤلاء الذين لا يفرقون جاءت بهم الأقدار لتضعهم في موقع المسؤولية وأصبحت المقدرات كوليمة يتناولوه بأيديهم بشراهة يملئون بطونهم منها بحقوق مغتصبة من فقراء وضعفاء,من أين سيدفعون ما نهبوها وسرقوه من أموال وأحلام وأمنيات تلاشت وذهبت وهم يقفون غداً أمام الباري بوجوه مسودة ؟أي محسوبية ومنسوبية ستفيدهم وهم عراة لسوء أفعالهم سرقاتهم في جانب ,وحديثهم على الأحرار والنيل منهم دون دراية يقودهم حقد وبغض العقل الجمعي في قرارهم من جانب آخر,يحكى :أن رجلا جلس على حائط فقال لعنة الله عليك ابا تراب فقال له احدهم أتعرف من هو ابو تراب فقال لا ولكني اعتقد انه قاطع طريق في البادية أو لص ووجدت الناس يلعنون فلعنت ,وللحديث بقية ..........



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google