المرجعية وقعّت نهاية عمار الحكيم ومجلسه الاعلى
المرجعية وقعّت نهاية عمار الحكيم ومجلسه الاعلى


بقلم: محمد العبد الله محمد - 01-01-2017
لم يكن متوقعا ان تنتهي الحياة السياسية للسيد عمار الحكيم بهذه السرعة وبهذا السقوط المدوي الذي لن يعترف به الان لانه يعيش في غير الواقع ولكنه سيتفاجا به في الانتخابات المقبلة ، حيث كان متوقعا ان يساعد عمره قياسا لبقية السياسيين لان يكون قائدا مستقبليا بحق ولكن خذله رجاله وخذل هو نفسه بكثرة مشاريعه ومبادراته ومواقفه التي دفعه اليها رجاله الذين احاط نفسه بهم اضافة الى محاولته دائما مسك العصا من الوسط ومساواة الدول الاقليمية في مسؤوليتها عن الارهاب .
لم يتعظ زعيم المجلس الاعلى من فشل السياسيين في الاحزاب الاخرى عندما لم يعتمدوا على المستشارين ذوي الخبرة و الدراية و الفهم فحذا حذوهم ليسقط قبلهم رغم انه كان يمكنه ان يحيط نفسه بخبراء ومستشارين لهم قيمة حقيقية وليسوا كرجاله الذين كل همهم المناصب والظهور الاعلامي وهم بلا منطق ولا حجة مقبولة سوى تمجيد زعيمهم .
كان تصريح الحاج حامد الخفاف حول موقف المرجعية من مشروع ومبادرة عمار الحكيم ( وليس التحالف الوطني ) االضربة القاضية للمستقبل السياسي لعمار الحكيم ونهاية للمجلس الاعلى الذي تاسس عام 1982 ناهيك عن التسوية الوطنية التاريخية التي كان ينادي بها خصوصا وانه كان يطرح نفسه بانه ابن المرجعية .
لقد كانت زيارة السيد عمار لمراجع النجف الثلاث غلطة كبيرة وهفوة مكلفة جدا كونه ذهب يحمل تسويته معه لينال مباركة المرجعية عليها حتى تاخذ زخما قويا ومشروعية اتجاه معارضيه في التحالف الوطني واذا بزيارته تلك كتبت نهايته السياسية ونهاية مؤسسته لان صدى الزيارة ونتائجها كانت سلبية بكل معنى الكلمة ومهما حاول هو وجماعته من اعلان تاييد المراجع الثلاث لتسويته فان عدم استقبال المرجع الاعلى له وتصريحات الحاج الخفاف الغى كل نتائج زيارته حتى وان حصل على تاييد المراجع كما ادعى واعلنت نهاية المجلس الاعلى وزعيمه عمار الحكيم واكبر دليل على صحة كلامي هي خطبة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة و التي كانت دليلا على المسافة الكبيرة التي تفصل القيادات التاريخية للمجلس الاعلى ورئيسه عمار الحكيم ومدى التنافر بينهم خصوصا بعد ان اختار السيد عمار مجموعة شبابية لا تملك لا خيرة ولا فهما سياسيا سوى انها تمجد القائد الاوحد واخطر ما قاله الشيخ جلال هو (وقال الصغير في خطبته أمس الجمعة وتابعتها (المدى برس)، مخاطبا التحالف الوطني بعد زيارة وفد التحالف للنجف وامتناع المرجع السيستاني عن لقائه، "الا تفكرون ان من المعيب ان يبقى مرجعكم لا يريد لقاءكم، حيث ذهبتم الى النجف وباب السيد بقي مغلقا)
لو كان للسيد عمار الحكيم مستشار سياسي واقتصادي حقيقي لكانوا قد قالوا له لا تذهب للنجف بل لا تطرح مشروعك بالاساس لانه مشروع فاشل كون قوى التحالف الوطني غير متفقين وموافقين عليه، ولو كان هناك من يفهم لقال له اطرح مشروعك على قوى التحالف اولا فان وافقوك كلهم فاذهب لتنال رضى المرجعية ومن ثم انطلق لعرضه على الافرقاء والدول الاقليمية .
لان الحقيقة تقول حزب الدعوة والتيار الصدري غير موافقين على مشروع التسوية ولكل اسبابه والقوى السنية استمهلت نفسها فترة طويلة غير مبررة لقبول التسوية لحين ان ترى ماذا يحدث في سوريا اولا وتنتظر اوامر الحكومة السعودية لتعلن موقفها من التسوية لذلك فان التسوية ليس مشروعا للتحالف بل مشروعا لعمار الحكيم او مشروعا مجلسيا وهو غير مقبول عند كل القوى السياسية وبضمنهم الاكراد .
اما ان لا احدا موافق عليه ويذهب للنجف وهو يعلم علم اليقين بان المرجع الاعلى لن يستقبله فهذا لعمري الضربة القاضية للمستقبل السياسي لعمار الحكيم ولمجلسه الاعلى لان عدم استقبال المرجع الاعلى له يعني ان المرجعية ليست مهتمه بمشروعه وعليه ان يلملم مشروعه ويعود الى مقر المجلس الاعلى ينتظر زيارة سفير او مسؤول وهو موقف معيب بحق شخص يمثل حزب .
ويمكن تلخيص اسباب فشل المشروع الحكيمي بالتالي :
داخليا : المشروع لم توافق عليه الدعوة او التيار الصدري وبالتالي هو ليس مشروع التحالف الوطني بل مشروع شخصي لعمار الحكيم و الجلس الاعلى .
مرجعيا : المرجعية العليا لم تباركه ولم تسانده وحتى لو افترضنا بان المراجع الثلاث ايدوه ولكن رفض المرجع الاعلى استقباله نسف كل التاييد بل ان عدم استقباله يعني عدم قبولهم بالمشروع من اساسه وجاء تصريح الخفاف ليعلن نهاية مشروع التسوية ونهاية عمار الحكيم نفسه و الذي زاد الطين بله هو تصريحات المجلس التي اشارت الى ان زيارة المرجع الاعلى لم يكن ضمن برنامج عمار الحكيم وانه لا يبحث عن تاييد المرجعية .
سنيا : رفض اتحاد القوى السنية قبول مشروع التسوية وطلب دراسته واشترط امورا تعجيزية تدل على رفضهم للتسوية بالمطلق نتيجة تحرير حلب ( رغم ان العبادي قرر تاخير تحرير الموصل بناءا على اوامر امريكية ) وبالتالي مع من يريد ان يعقد عمار تسويته ؟
اقليميا : جاءت الصفعة القوية لعمار الحكيم من قبل حليفه الاستراتيجي الاردن وهي اول دولة ذهب اليها ليعرض عليها تسويته حيث جاءت تصريحات رئيس اركان الجيش الاردني حول انه لو تم السماح للحشد الشعبي من تحرير كامل مدينة تلعفر فانه يعني ربط ايران بالعراق فسوريا فلبنان ( الهلال الشيعي ) وهذا خطر على الامة العربية حسب قول الاردني وبالتالي وياتي هذا التصريح عقب زيارة موفد سعودي أمني من قبل محمد بن سلمان الى الملك الاردني يعلن فيه ان السعودية وبعد خسارتها لمدينة حلب سوف لن تقبل باي تسوية او تهدئة في العراق وان القوى السنية العراقية قد ابلغت بالقرار السعودي ولم يبق الا الاردن ليعلن وفاة تسوية عمار الحكيم وفعلا جاءت تصريحات رئيس الاركان الاردني لتعلن وفاة ودفن تسوية عمار الحكيم .
وبالمحصلة النهائية خسر عمار الحكيم قوى التحالف الوطني وخسر المرجعية وخسر القبول السني فمع من يريد تسويق تسويته ؟ علما بانه كان خاسرا بالاساس القيادات التاريخية للمجلس الاعلى فهل بعد كل هذه الهزائم التي مني بها عمار الحكيم من اول مبادرة اطلقها الى النهاية المفجعة لتسويته التاريخية سيبقى يصدق من حوله بانه زعيم ؟
وفي النهاية اليس من الاولى بالمخلصين من حول السيد عمار ( ان كان لديه مخلصين ) ان يقولوا له كم من مشاريعه ومبادراته نجح ؟ من مشاريعه بخصوص المجلس الى مبادراته بخصوص العراق بكل قواه السياسية وعندها سييستطيع ان يرى اين موقعه على الساحة السياسية فهل يراجع سماحة السيد خطواته ومشاريعه وقراراته ام يبقى يطرح المشاريع الفاشلة ؟ يا سيد خسرت المرجعية وخسرت الاحزاب الشيعية وخسرت حليفك الاردني وبالاساس لم تكن تؤمن القوى السنية بك لانها تعرف حجم مجلسك في الساحة الشيعية واما الاكراد فانهم يدارونك لانهم يعرفون ان الثقل الشيعي ليس عندك فهل ستبقى في برجك العاجي؟



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google