الإمام الكردي إبن سليمان يدحض إبن عبدالوهاب ونحلته الخوارجية
الإمام الكردي إبن سليمان يدحض إبن عبدالوهاب ونحلته الخوارجية


بقلم: مير عقراوي - 02-01-2017
كاتب بالشؤون الاسلامية والكردستانية
مقدمة موجزة :
ربما لم يبتلي الاسلام والمسلمون في طول التاريخ بكارثة عظيمة مشؤومة وخطيرة ككارثة محمد بن عبدالوهاب ( 1703 – 1791 ) ونِحْلته المنحرفة التكفيرية المتطرفة الضالة وأتباعه الزائغين عن هدي الكتاب والسنة والعقل السليم والمنطق السديد والسلوك القويم . فبعد أن نشر إبن عبدالوهاب ضلالاته وأفكاره المغالية والمتطرفة والمُكفِّرة للمسلمين تحالف مع محمد بن سعود ( 1710 - 1765 ) ، حيث القوة العسكرية فأقدم على شن الحرب الدموية ضد العرب بالجزيرة العربية وخارجها في شرق الأردن والعراق ، ثم آستمر أتباعه من بعده الى إنتهاج نفس الأسلوب الوحشي الهمجي ، مضافا الى تخريب وتدمير الأماكن الدينية والتاريخية الآثارية وطمس معالمها وتسويها بالتراب ، مثل مرقد أم المؤمنين خديجة – رضي الله عنها ، ومرقد أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – ومرقد زيد بن الخطاب – رضي الله عنه – وآثار ومساكن لآل بيت النبوة الكريم . خلال هذه الحرب والحملات الدموية المشتركة الوهابية – السعودية تم قتل عشرات الآلاف من المسلمين ، مع سبي النساء المسلمات ونهب الأموال ، وبذلك فإنهم نهجوا تماما سنة يزيد بن معاوية الطاغية في الهجوم على الحرمات المقدسة في مكة والمدينة ، مضافا الى آرتكابه أعظم جريمة بحق الاسلام والمسلمين ، وهو قتل سبط رسول الله وآله وأتباعه في كربلاء .
لقد تصدى لإبن عبدالوهاب الكثير من العلماء الأعلام والأئمة العظام المسلمين حينما بدء دعوته الخوارجية التكفيرية ، وحينما شرع في تكفير المسلمين وقتلهم جماعيا ، وذلك بذرية كفرهم وشركهم وآرتدادهم عن الدين ، منهم أخاه الشيخ سليمان بن عبدالوهاب ( ت / 1793 ) ، حيث رد على أخيه الخوارجي التكفيري الضال بكتابين قيمين هامين ، هما : ( الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية ) ، و ( الرسالة ) ، ومفتي مكة يومها الشيخ السيد الامام أحمد بن زيني دحلان ( 1816 – 1886 ) ، وبخاصة مفتي الشافعية في المدينة المنورة يومها الامام محمد بن سليمان الكردي الذي كشف اللِّثام وأماطه عن وجه إبن عبدالوهاب الذي كان يتخفي وراءه بذرائع ( تجديد التوحيد ) ، و( محاربة البدع ) ، حيث الامام الكردي الهمام بن سليمان في رسالته التاريخية الى آبن عبدالوهاب لم يُسلِّم بسلام المؤمنين والمسلمين ، بل قال له : { السلام على من آتبع الهدى } . وهذا أمر هام ودليل دامغ من إن إبن عبدالوهاب كان قد مرق وآرتد عن الاسلام كما فهمه منه شيخه وأستاذه الامام الكردي محمد بن سليمان إمام الشافعية وشيخهم بالمدينة المنورة ، هذا بالاضافة الى تكفير العلماء والخطباء في مكة والمدينة إبن عبدالوهاب ، في ذلك يرجى مراجعة هذا الرابط الفيديوئي : ( وثيقة من علماء مكة والمدينة بتكفير محمد بن عبدالوهاب ) !
نبذة موجزة عن الامام الكردي محمد بن سليمان :
يقول خير الدين الزركلي في موسوعته : ( محمد بن سليمان الكردي ؛ فقيه الشافعية بالديار الحجازية في عصره ، ولد بدمشق ونشأ في المدينة ، وتولَّى إفتاء الشافعية فيها الى أن توفي ) ينظر كتاب ( الأعلام ) لمؤلفه خير الدين الزركلي ، ج 6 ، ص 152
من مؤلفات وتصانيف الامام الكردي محمد بن سليمان :
1-/ كتاب ( الفتاوى )
2-/ كتاب ( فتح القدير )
3-/ كتاب ( الحواشي المدنية على شرح آبن حجر للمقدمة الحضرمية )
4-/ كتاب ( حاشية على شرح الغاية )
5-/ كتاب ( الأصول الدينية في شرح الرسالة العلاوية )
6-/ كتاب ( عقود الدرر في مصطلحات تحفة إبن حجر )
محمد بن عبدالوهاب والامام الكردي محمد بن سليمان : كان محمد بن عبدالوهاب تلميذا من تلامذة الامام محمد بن سليمان الكردي ، حيث كان أبرز أساتذته وشيوخه في العلوم الشرعية . بعد أن نشر محمد بن عبدالوهاب مذهبه وآراءه الشاذة والمتطرفة والتكفيرية أرسل اليه شيخه الامام الكردي محمد بن سليمان رسالة هامة وقيمة وتاريخية ، مضافا إنه ألف كتابا قيما ودحضيا للمذهب الشاذ لمحمد بن عبدالوهاب بعنوان ( شواهد الحق ) . في رسالته التاريخية قال الامام الكردي محمد بن سليمان لمحمد بن عبدالوهاب :
( يا آبن عبدالوهاب ، سلام على من آتبع الهدى : إني أنصحك لله تعالى أن تَكُفَّ لسانك عن المسلمين ، فإن سمعتَ من شخص أنه يعتقد تأثير ذلك المستغاث به من دون الله فعرِّفه الصواب وآبن له الأدلة على أنه لاتأثير لغير الله ، فإن أبى فكفِّره حينئذ بخصوصه . ولا سبيل لك الى تكفير السواد الأعظم من المسلمين ، وأنت شاذٌّ عن السواد الأعظم ، فنسبة الكفر الى من شَذَّ عن السواد الأعظم أقرب ، لأنه آتبع غير سبيل المؤمنين ، قال تعالى { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُولِّه ما تَولَّى ونُصْلِه جهنم وساءت مصيرا } . وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) ينظر كتاب ( شواهد الحق ) لمؤلفه محمد بن سليمان الكردي ، ص 131
التعقيب والشرح لرسالة محمد بن سليمان الكردي نوجزها فيما يلي :
1-/ النقطة الأبرز والأهم التي وردت في رسالة الامام الكردي محمد بن سليمان لمحمد بن عبدالوهاب ، هو إنه لم يُسلِّم عليه بتحية وسلام المؤمنين والمسلمين ، وهو { السلام عليكم ... } ، بل إنه سلَّم عليه بسلام من لم يهتدي للايمان والاسلام ، أو بسلام من مرق وآنحرف ، أو من آرتد عن الاسلام ، وهو { السلام على من آتبع الهدى } ! ، وذلك ليقينه ، وهو العلامة والامام – أي الشيخ محمد بن سليمان الكردي – بأن محمد بن عبدالوهاب قد مرق وآرتد عن الاسلام وتعاليمه ، لذلك خاطبه بسلام : { السلام على من آتبع الهدى } !
2-/ يقول الامام الكردي بن سليمان لإبن عبدالوهاب بأنه ينصحه لله تعالى بأن يكف لسانه عن المسلمين ، أن يكف عن تكفير المسلمين كلهم . السمة التكفيرية العامة للمسلمين لإبن عبدالوهاب ، هي سمة خوارجية بآمتياز ، فخوارج التاريخ في عهد الامام علي – رضي الله عنه – قد كفَّروا المسلمين كلهم بعد واقعة التحكيم التاريخية المعروفة في التاريخ الاسلامي ، في مقدمتهم الامام علي والتابعين – رضوان الله تعالى عليهم –
الامام الكردي بن سليمان يوضِّح إبن عبدالوهاب ويُعلِّمه بأن اذا رأى شخصا يستغيث من دون الله سبحانه ، عليه أن يرشده ويُعرِّفه وجه الصواب ويبني له الأدلة على خطإه ويُعرِّفه الى وجه الحق واليقين من التوحيد ، فإن أبى الشخص ورفض وعاند إلاّ أن يمشي في طريقه الإضلالية والمنحرفة حينئذ عليه تكفيره كفرد ، في ذلك لا حق ولا سبيل له ( الى تكفير السواد الأعظم من المسلمين ) .
ثم يقول الامام الكردي لإبن عبدالوهاب بأنه ( شاذ عن السواد الأعظم ، فنسبة الكفر الى من شذ عن السواد الأعظم أقرب ) أي : إن إبن الوهاب نفسه قد شذ عن السواد الأعظم من المسلمين وخرج منهم وآنحرف عنهم ومرق منهم ، لذلك فإن نسبة الكفر هي أقرب اليه ، لأنه قد خالف الإجماع الاسلامي ، ولأنه قد شذ شذوذا مباشرا وعلنيا وصريحا عن السواد الأعظم للمسلمين والأمة المسلمة ، عليه فهو – أي محمد بن عبدالوهاب – هو أقرب للكفر منهم للايمان والاسلام .
ثم يتلو على أسماع إبن عبدالوهاب الآية الخامسة عشر بعد المئة من سورة النساء عَلَّه يتذكر أو يخشى فيتوب ويهتدي الى سبيل المؤمنين بعدما خرج ومرق منها مروق السهم من الرمية ، وهي : { ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا } .
3-/ ثم أخيرا يؤكد له الامام الكردي بن سليمان بأنه – أي إبن عبدالوهاب – قد حاد عن الاسلام والمسلمين ، إنه قد خرج من السواد الأعظم للمسلمين ، ذلك الذئب يأكل من الغنم القاصية ، أي البعيدة والتي تخرج بعيدا عن القطيع ! . ينظر كتاب ( فتنة الوهابية ) لمؤلفه السيد أحمد بن زيني دحلان ، ص 9 ، ويقول السيد أحمد بن زيني دحلان مفتي مكة يومها : ( وممن ألَّف في الرد على آبن عبدالوهاب أكبر مشايخه ، وهو الشيخ محمد بن سليمان الكردي ) . ينظر نفس المصدر أعلاه والمؤلف والصفحة ..
هكذا ، كما رأينا فقد أدحض وأبطل الامام الكردي محمد بن سليمان كل ما ذهب اليه محمد بن عبدالوهاب من الآراء المتطرفة والتكفيرية والشاذة ، وإنه في ذلك أوضح للناس كلهم بأن محمد بن عبدالوهاب قد خرج عن السواد الأعظم للمسلمين ، بل وإنه قد آرتد عن الاسلام ، ولهذا لم يُسلِّم عليه بسلام المؤمنين ، لأنه – أي إبن عبدالوهاب – قد تولى غير سبيل المؤمنين والمسلمين ...
أخيرا فإن ما شاهدناه خلال السنوات الماضية من الفظائع والبشائع والشنائع وكبرى الموبقات والوحشيات للقاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام وطالبان وأشباههم من سفك الدماء كالأنهار وجزب الرقاب والعدوان على الأعراض والسبي للحرائر والسلب والنهب للأموال والثروات وتفجير المراقد للأنبياء والأولياء وتفجير الكنائس والمساجد والأماكن التاريخية الآثارية ، حيث خوارج العصر الجدد ما هو إلاّ التنفيذ الحرفي والكامل لمعتقدات إمامهم الخوارجي إبن عبدالوهاب الذي مع جيشه لآل سعود أعلن الحرب الدينية على العرب في الجزيرة العربية ، حيث رافقها سفك الدماء كالأنهار وسبي نساء العرب والسلب والنهب ، وذلك بذريعة آرتدادهم وكفرهم وشركهم !



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google