٢٠١٧..عَامُ النَّظَافَةِ
٢٠١٧..عَامُ النَّظَافَةِ


بقلم: نــزار حيدر - 02-01-2017
٢٠١٧..عَامُ النَّظَافَةِ
نـــــــزار حيدر
والمقصودُ بالنّظافةِ ثلاثةُ أَشياءٍ؛ العقل واليد والبطن.
فنظافةُ العقلِ تعني تطهيرهُ من التطرّف والتزمُّت والكراهية، وتطهيرهُ من العنصريّة والطائفيّة وثقافة عبادة الشّخصية والذَّيلية والامّعيّة والطّاعة العمياء واحتكار الحقيقة والسّلطة والحزبيّة الضيّقة والعشائريّة والمناطقيّة الضيّقة، ومن ثقافة اللاأُبالية وتكرار كلمات مثل (لا يُفيد) و (هيّ باقية عليَّ) وغيرها من الكلمات التي توحي بالسلبيّة والتهرّب من المسؤوليّة، لنهيِّء الطريق الى السّلام والوئام والمحبّة والتّعايش السّلمي في عراق ما بعد الارهاب.
امّا نظافة اليد فتعني الأَمانة وحماية المال العام على وجه التّحديد! وهذا بحاجةٍ الى تغيير الأُسس التي يعتمدها المسؤول في التّعامل مع المال العام، فاذا كانت القاعدة تعتمد على رأيٍ شرعيٍّ تعسُّفيٍّ يَقُولُ انّ المال العام [مجهولُ المالك] فكيف ستنجح [النّزاهة] في محاربةِ الفسادِ مثلاً؟! خاصَّةً وانّ كلّ [القيادات المتديّنة] التي لا تذهب الى وزاراتها قبل ان تتوضَّأ ترى نفسها مُجتهِدة، والحمد لله؟! فلماذا لا تَكُونُ عندنا دولة فرهود كما نرى اليوم؟!.
انّ هذه القاعدة هي التي شرعنت اللُّصوصيّة وسرقة خزينة الدّولة من قِبَل [العصابة الحاكمة]!.
انّها قاعدة شِرذمة خطيرة لازالت تسيطر على المال العام! فتسرقهُ باسم الدّين وتتصرّف به كيف تشاء باسم الفتوى!.
وأتساءل؛ كيف اكتشفوا هذه القاعدة الدّينية الارهابيّة ولم يكتشفها أَميرُ المؤمنين (ع) الذي كان يوصي كلُّ من يعيِّنهُ والياً او يبعثهُ على الخراج والحقوق بقولهِ كما في كتابٍ له الى الأشعث بن قيس عامله على أَذربايجان {وَإِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ بِطُعْمَة، وَلكِنَّهُ فِي عُنُقِكَ أَمَانةٌ، وَأَنْتَ مُسْتَرْعىً لِمَنْ فَوْقَكَ، لَيْسَ لَكَ أَنْ تَفتَاتَ فِي رَعِيَّة، وَلاَ تُخَاطِرَ إِلاَّ بِوَثِيقَة، وَفي يَدَيْكَ مَالٌ مِنْ مَالِ اللهِ عَزَّوَجَلَّ، وَأَنْتَ مِنْ خُزَّانِهِ حَتَّى تُسَلِّمَهُ إِلَيَّ، وَلَعَلِّي أَلاَّ أَكُونَ شَرَّ وُلاَتِكَ لَكَ، وَالسَّلاَمُ}؟!.
وأتساءل ثانيةً؛ أَوليس في هذا المالِ حقوقٌ للأيتام؟ أولم يقل ربُّ العزّة في كتابهِ الكريم {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}؟!.
اذا أردنا ان يكونَ العام الجديد عام نظافة اليد فيجب ان يقف [عِجْلٌ سمينٌ] واحِدٌ على الأقلّ خلف القُضبان ليواجه القضاء! لتتحقّق دعوة الخطاب المرجعي بالضّربِ بيدٍ من حديدٍ على رؤوس الفاسدين والفاشلين! وبذلك سيفهم [الموما اليه] ان لا أَحد من [الجيران] يُمكن ان يبرِّئ ساحتهُ بكلمةِ مديحٍ او جملة ثناء، فلقد ازكمَ فسادهُ الأُنوف، وتسبّب فشلهُ بتدمير البلد وانتهاكِ سيادتهِ، وصدق من قال له مخاطباً بانَّ تاريخ العراق سوف لن ينساهُ! وأُضيف، كما لم ينسَ عهد الطّاغية الذّليل صدّام حسين! فكيف للعراقيّين ان ينسوا سْبايْكَر وضحاياها وضياع الميزانيات الانفجاريّة وتستُّرهُ على الفاسدين والفاشلين وانتشار الفساد في كلّ مؤسّسات الدّولة وخاصّةً في المؤسّسة الأَمنيّة والعسكريّة الأَمر الذي تمدّدت بسببهِ فقاعة الارهابيّين لتحتلّ نصفَ العراق؟!.
وهل ينسى العراقيّون انّ كلّ الدّماء التي لازالت تنزف في البلاد والتي كان آخرها ما شهدتهُ اليوم العاصمة بغداد، سببها سياسات [القائد الضّرورة] الذي ظلّ يُساوم الارهاب والارهابيّين ويبتزّ سياسييّهم بملفّات مؤجّلة ترك السّلطة من دون ان يستفيدَ منها لحمايةِ الدّم والأَرض والعِرض، بسبب انشغالهِ بشعار [بعد ما ننطيها].
امّا نظافة البطن فهو امرٌ يجب ان ينتبهَ له المجتمع كلّ المجتمع بلا استثناء.
صحيح انّ أَكل المجتمع للحرام هو نتيجةً للسّياسات الاقتصادية الخاطِئة التي تنتهجها الدّولة الفاسدة او الفاشلة! الا انّ ذلك لا يعفي المجتمع من المسؤولية اذا ما تورّط بمثل هذا المرض.
انّ حماية البطن من الحرام بحاجةٍ الى مشروعٍ وطنيٍّ، ديني وثقافي وأخلاقي، يشرح بالتّفصيل مخاطر المرض، وآثارهُ الدّنيويّة قبل الأخروية المترتّبة عليه.
ولقد علّمتنا عاشوراء انَّ احد أَخطر نتائج أَكل المجتمع للحرام هو عدم الاصغاء الى الحقّ ورفض الاستماع للنّصيحة، كما قال الحُسين السّبط (ع) للزُّمرة التي تجمّعت لقتالهِ في كربلاء في يوم عاشوراء عام ٦١ للهجرة {وكُلُّكُم عَاصٍ لأَمرِي غيرُ مُسْتَمِعٍ قَوْلي، فَقَدْ مُلِئَتْ بُطُونُكُم مِنَ الحَرَامِ وطُبِعَ عَلى قُلُوبِكُم. وَيْلَكُم، أَلَا تَنصِتُون؟ أَلَا تَسْمَعُون؟}.
انَّ العلاقة بين أَكل الحرام وعدم الاصغاء للحقّ هي علاقة طرديّة فكلّما زاد الحرام كلّما ابتعدَ المجتمع عن الاصغاء للحقِّ أَكثر فأَكثر، ولذلك فليس اعتباطاً ابداً ان نرى السياسيّين اليوم لا يصغون الى المرجعِ الأَعلى والذي أَثبت مليون مرَّة انَّ كلامهُ يَصُبُّ في صالح الدّولة حصراً وبالتالي في صالحهِم! بل انَّ بعضهُم يتقوَّل على لسانهِ لتبرير عدم الاصغاء! لانَّ بطونهُم مُلئت حراماً من المال العام! وكلُّ واحدٍ منهم لهُ طريقتهُ وأسلوبهُ وفتواهُ الشّرعية التي يُبرِّر بها لصوصيَّتهُ وأكلهُ الحرام!.
٢ كانون الثاني ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google