الهجمات الإرهابية الأخيرة تحذيرٌ للحكومة وتهديد لأبناء الشعب العراقي
الهجمات الإرهابية الأخيرة تحذيرٌ للحكومة وتهديد لأبناء الشعب العراقي


بقلم: سالم لطيف - 03-01-2017
{ إذا أنتَ أكرَمْتَ الكريم مَلَكْتَه ** وإنْ أنتَ أكْرَمْتَ الّلئيم َ تَمَرّدا }!

المحاولات الانتحارية الإرهابية التي ضربت بغداد ومدن أخرى مؤخراً هي جوابٌ شافٍ و وافٍ للأصوات الكريهة التي تسعى لـ "التسوية أو المصالحة" مع اللؤماء! والخونة والحاقدين وعملاء ومرتزقة بعض دول الجوار. وصفعة موجعة ومهينة للمؤسسات الأمنية والناطقين باسمها؛ عرت ضحالة تبريراتهم المستمرة للخروق الأمنية الدامية المستمرة وخاصة بعد كل ظهور من على بعض القنوات العراقية وخاصة "العراقية نيوز"! للمسئولين الأمنيين وبعض المحاورين بأن لدينا أجهزة كفوءة! ومتمكنة! ويحتذى بها!! وكما يردد أحدهم بأن {لدينا أجهزة أمنية كافية و وافية تغطي بغداد لا بل أبعد من بغداد }!! وبعد أيام يكون جواب الإرهابيين من الدواعش وحواضنهم رداً عنيفاً دموياً يسقط كل تلك الإدعاءات و"العنتريات" العارية و الفارغة و"المخدرة" لمشاعر الناس المتضررة والملتهبة والتي تنذر بما لا تحمد نتائجها.

هذه التفجيرات الإرهابية التي حدثت مؤخراً وبهذه الكثافة والكفاءة جاءت نتيجة التفتق العبقري!! لأفكار رجال مؤسساتنا الأمنية وأبطالها الميامين!! بقرار رفع نقاط التفتيش في الداخل وفي مداخل بغداد وإزالة الكتل الكونكريتية التي كانت تحد من حركة الإرهابيين إلى حد ما؛ وكنا نتوقع أن الإرهابيين سوف يستهدفون مراكز حكومية حساسة و "المنطقة الخضراء"!! التي لم ترفع عنها الكتل الكونكريتية ونقاط التفتيش! وكأنما كان أبناء الشعب في المناطق الأخرى هم المستهدفون! ويبدو أن الإرهابيين تعمدوا إهمال تلك النقاط الحكومية الحساسة للإيغال في إهانة الحكومة والمؤسسة الأمنية وتحديها وإحراجها بأنها غير مستهدفة لأنها ضعيفة وجبانة!! والتعمد في أذية المواطنين في مناطق شعبية كثيفة السكان والمستشفيات التي فتح الطريق إليها بسهولة لتقتحمها السيارات المفخخة لتكتمل الصورة بالقتل وحتى الجرحى والمصابين سوف يقتلون!! لأن ليس هناك مَنْ يعالجهم أو يسعفهم.. خُطَطٌ وتحركات محكمة ومدروسة وذو طابع تحدي جرئ وعلى راحتهم يختارون الزمان والمكان؛ و"الجماعة" مخدرين نيام! يستيقظون بهلع ويهرولون إلى التعليق والتصريح الممجوج والمكرر ثم وبعد خراب "البصرة وبغداد"!! يخرجوا لنا بضعة أشخاص لا ندري مَنْ هم وكالعادة بأنهم "قبضوا عن المنفذين "؛ في الوقت أن المنفذين منهم مَنْ تمزق في التفجيرات وآخرون اختفوا عن الأنظار ومختصون! أخذوا الصور للتفجيرات بكل حرية ونشروها على الفيس بوك وانسلوا منتصرين فرحين و(العزه واللطم) خلفهم في كل مكان وضعوا بصمتهم بالدم عليه ودونوه في سجلاتهم للتاريخ!

هذه العمليات الإرهابية تحذيرٌ للحكومة و"شفقة عليها"! بأن مراكزها الحساسة ومسؤوليها باتوا أهدافاً سهلة في العمليات القادمة ولم ولن تمنعهم كل الأجهزة الأمنية والإستخباراتية لأن هذه الأجهزة مشلولة معلولة! مخترقة وملوثة "ملونة"! (واحد يجر بالعُرُض والآخر يجر بالطول) كما يقولون.. من ناحية أخرى استهزاء وتحقير لحاملي الراية البيضاء من الذين يسعون إلى "التسوية والمصالحة"! من أجل الحفاظ على مكتسباتهم ومصالحهم بتدعيم جبهة الفساد والسرقة والتواطؤ بجبهة التآمر والدواعش وحواضنهم ليكونوا معا جبهة واحدة ضد العراق وشعبه! والتصدي لكل من يرفع صوته ضدهم ويتهمهم بالفساد والخيانة والعمالة ولا يعلمون أنهم سوف يؤخذون على حين غرة ويدوسونهم بالأحذية ويعودوا بالعراق إلى ما قبل عام 2003 ... يا حكومة السيد "حيدر العبادي" ماذا أنتم فاعلون؟ ويا شعب العراق وجيشه وحشده كيف تحافظون على حياتكم وبقاءكم ومستقبلكم وما يخبئه "الفاسدون والخونة والعملاء" لكم باسم الإسلام تارة وباسم الشيعة تارة أخرى!؟

متى يحاسب المقصرون والخونة في المؤسسات الأمنية ؟ متى نستوعب ثقافة الاعتراف بالخطأ والتقصير والاستقالة لعدم الكفاءة؟ متى نضع الرجل المناسب في المكان المناسب؟ متى نتخلص من وضع "المسؤولية بالوكالة"!؟ هل نستورد المسؤولين الأكفاء!! .. متى يختار رئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع ووزيراً للداخلية وليكن وزيراً للاستخبارات والأمن ليتحمل كل منهم المسؤولية كاملة في مجال عمله واختيار هؤلاء بعيدا عن الكتل والمحاصصة والمشاركة كفى مهزلة والمقامرة بحياة المواطنين والرهان على أرواحهم البريئة.. ولا تلجأوا إلى انشغالنا في جبهات القتال مع الدواعش فإن القادة العسكريين في الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي يقومون بواجباتهم على أفضل وجه وبكفاءة عالية وإخلاص و وفاء يستحقون كل تقدير واحترام لتحقيقهم الانتصارات الباهرة؛ وما عليكم إلا الاهتمام بحماية ظهورهم من عمليات الغدر والخيانة فيما يجري من خروق أمنية يمكن التغلب عليها بقليل من الحذر واليقظة وتنظيف الأجهزة الأمنية من عناصرها المتخاذلة والمرتشية والمرتخية! وإلا فإن العواقب وخيمة والثمن غال.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google