ساسة يمقتون الرحمة
ساسة يمقتون الرحمة


بقلم: سلام محمد العامري - 04-01-2017
[email protected]

قال أحد الحكماء: " إن المرء حينما يقسو عليه الزمن, حين اذن فقط يعرف معنى الرحمة".

عجيبٌ أمرُ بعض الساسة العراقيون, حين يرون تفكيرهم, هو الأصوب غالباً, لا يشعرون بخطأ ما يعتقدون به, إلا بعد فوات الأوان.

دعت المرجعية المباركة في النجف الأشرف, إلى الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية, والاخلاص في العمل, وقد كان بابها مفتوحاً للمشورة, كما كان الإمام علي عليه السلام, نبراساً يستضيء به الخلفاء, الذين تسنموا الخلافة قبله, وليس عيباً أن بَقي عليه السلام, رابع خليفة بعد النبي, عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم, فقد وصفهُ الخليفة الأول بقوله:" عَليٌ أعلمنا عَليٌ أفقهنا عَليٌ أتقانا", بينما قال الخليفة الثاني:" لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها أبا الحسن".

مُنذ سقوط الطاغية صدام, والمرجعية في الأشرف, تُبدي المشورة وتُعطي الحُلول الناجعة, يشهد بذلك كافة الأطراف السياسية, المشتركة بالعملية السياسية العراقية, علمانية كانت ليبرالية, سنية, مسيحية, كردية, من الصابئة او أيزيدية, تركمانية أو عربية, بل وحتى الحزب الشيوعي, كلُّ أولئك مُجمعون, على ان رأي المرجعية, هو الرأي الصائب, وهي التي حافظت عبر فَتاواها, على وحدة العراق, ودفع الحرب الأهلية, مع أنها ليست طرَفاً في الحكومة, ولَيسَ لها محاباة مع أحد الساسة .

يَعلَمُ جميع المُطَلعين, لو أن المرجعية رَشَحَت في الانتخابات, لَحَصَلَتْ عَلى أغلبية ساحقة, إلا أنَّ حساباتها أكبر من الحكم والسياسة, وهكذا دأب الأئمة الأطهار, عليهم الصلاة والسلام, بينما يرى بعض الساسة, إنَّ ذلك خوفٌ على مكانتها, وهذا نابِعٌ من ضَعفِ إدراكهم, لبواطن الأمور, لكنهم عندما يقعون في الأزمات, يطرقون باب المرجعية, لتَجدَ لهم حَلاً, ليس حباً بها, بل ليبقيهم على الساحة!.

ليس بعيداً على العراق, ما حَصَلَ في المحافظات المغتصبة من داعش؛ حيث وصل ذلك التنظيم الإجرامي حزام بغداد؛ عند ذلك لم يُنقذها من السقوط, غير فتوى المرجعية بالجهاد الكفائي, صَرخَ بعض الساسة أنها طائفية, وحاول بعضهم أن يجيرها لنفسه, واستغلها آخرون كي يلمع نجمهم بالسياسة, فدعتهم المرجعية لوحدة الكلمة, والتفكير لما بعد داعش.

لقد تم طرح مشروع التسوية الوطنية, الذي يُعتبرُ أكبر مشروع, مستخلص من وصايا المرجعية والمطالب الشعبية, لكن هذا المشروع لم يَرُق لبعض الساسة؛ المنتفعين من وضع عدم الاستقرار.

متى يعرفُ بَعضُ الساسة كل قَدرَ أنفسهم؟ أم حسبوا أنهم لا يصيبهم الضر, لوجود من يدافع ويبذل الدماء؟.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google