بدون رتوش: ما بعد اطلاق سراح افراح شوقي
بدون رتوش: ما بعد اطلاق سراح افراح شوقي


بقلم: مالوم ابو رغيف - 04-01-2017

في اول تصريح لها بعد اطلاق سراحها قالت الصحفية المفرج عنها افراح شوقي بانهم(من هم) قد عاملوها معاملة جيدة وان استجوابا بسيطا اجروه معها وطلعت براءة.
ان هذا التصريح يلقي بعض الضوء على الجهة التي احتجزت السيدة الصحفية. فهذه الاحتجاز او الخطف لم يكن انتقاميا، اذ ان الخطف الانتقامي لا يكون مصحوبا بمعاملة جيدة انما بالمهانة والتنكيل ولا تتم فيه الاستجوابات، فالمعلومات او الاعترافات تنتزع بالقوة والاجبار.
اذا صح ما صرحت به السيدة افراح، بان الجهة التي اختطفتها ليست بذلك السوء الذي افترضه المتظاهرون او الاقلام الصحفية التي تناولت الموضوع، فهي( اي جهة الاختطاف) لم يكن لها من غرض سوى اجراء استجواب بسيط( حسب وصف السيدة افراح نفسها) لاثبات براءة المتهمة .
لكن ما هو الاتهام الموجه لها والذي اوجب الاستجواب وطلعت منه براءة؟
لا نعتقد انه حول مقال قديم نشر لها في جريدة الشرق الاوسط الندنية في 18 يناير 2015 اي قبل سنة، ولا عن عن مقال عادي جدا تتحدث فيه عن ملابسات الاعتداء على مديرة مدرسة في ذي قار. هذه المقالات لم يكن لها اثر لا على الشارع ولا على الرأي العام ولم تثر ضجة.
.
ان هذا التناقض بين التصريح والخطف يعني بان السيدة افراح شوقي جملت الحقيقة وان شيئا ما يجبرها على ذلك لعله تعهدا بعدم الادلاء باي تفصيل لقاء اخلاء سبيلها.
ورغم اننا نتفهم ذلك ونعطيها العذر، فلا احد يجازف بحياته في بلد لا يحكمه قانون ولا دستور ولا نظام ويسود فيه قانون البطش والتعسف والتنكيل، لكننا ايضا ندرك بان الخاطفين قد حققوا غايتهم واخرسوها وهذا ما لم يستطعوا فعله مع القتيل العراقي هادي المهدي الذي رغم تعرضه للتعذيب والتنكيل والمهانة الا انه عندما خرج فضحهم وفضح اساليبهم الخسيسة واستمر في مقاومته لهم فلم يجدوا وسيلة اخرى سوى تصفيته.
اذا كان للسيدة افراح عذرا بالسكوت، فالخوف على الاطفال وعلى مصير العائلة وعلى حياتها لا يستطيع تفهمها الا من تعرض الى مثل هذه المواقف الارهابية العصيبة جدا، لكن ثمن هذا السكوت ايضا بالغ جدا، اذ انها تفقد اهميتها كصحفية مهمتها اظهار وكشف الحقيقة.
كما نرى ان اتصال العبادي بالسيدة افراح هو فعل ساذج ليس له معنى الا لاغراض استعراضية سمجة.
فهل اتصل بها مهنئا على براءتها ام على سلامتها؟
وهل يعرف الجهة التي اختطفتها او احتجزتها اذ على الحكومة مسئولية معرفة الحقائق واطلاع الشعب على التفاصيل.
كان على العبادي التوجه بالحديث الى الشعب الذي هو موضوع القتل والتعذيب والاختطاف والاغتصاب والتعهد امامه بانهاء هذه الحالات الشاذة باخذ المواطنين من بيوتهم دون امر قضائي او قانوني.
لقد تحول موضوع خطف الصحفية افراح شوقي الى قضية راي عام، وبذلك فان افراح نفسها، حتى وان كانت محور القضية، لم تعد بتلك الاهمية وخاصة بعد ان اختارت السكوت، واصبح جوهر القضية الاعتقالات والاحتجازات التعسفية بحق المواطنين بكل شرائحهم ومهنهم.
.
لذلك لا يجب ان تنتهي القضية بانتهاء حالة احتجاز افراح واطلاق سراحها، بل يجب ان تستمر حتى استجلاء الحقيقة وحتى تتوقف كل اعمال القتل والخطف والكشف عن الجهات التي ترتكب مثل هذه الجرائم.. نذكر هنا بقول الخليفة ابو بكر الصديق الذي قال بعد وفاة النبي:
من كان يعبد محمد فان محمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت
ونحن نقول من كان يريد اطلاق سراح افراح شوقي فقد تم له ما اراد، ومن كان يناضل من اجل الحق ليستمر بالنضال حتى الانتصار.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google