العملية الإرهابية في القادسية كان يجب ان لا تكون
العملية الإرهابية في القادسية كان يجب ان لا تكون


بقلم: محمد رضا عباس - 05-01-2017
تشرفت بزيارة جبهة القتال في القيارة في زيارتي الأخيرة الى العراق. حيث قام المحسنون من اهل الحي الذي يسكن اخواني فيه بتسيير حملة من خمسة سيارات , كان احد السيارات عبارة عن لوري كبير محمل من خمسة مائة زوج حذاء رجالي تبرع بها احد تجار الشورجة إضافة الى ما يقارب 1000 كيس معبئة بالسكر وشاي , صابون , علبتين من سمك الساردين , علبة جبن , قناني شربت البرتقال , كعك ومعجنات , وبلوز رجالي . بالحقيقة كانت حملتنا واحدة من عشرات الحملات التي شاهدتها اما واقفة لغرض الاستراحة او السائرة نحو جبهات القتال ونحن في طريقنا الى مدينة القيارة , وبذلك من السهولة القول ان الحرب ضد داعش أصبحت قضية وطنية جامعة لم يشاهدها العراق من القبل . الحملات كان يقودها التاجر والموظف وطالب الجامعي وسائق سيارة وحلاق ونجار وبقال واستاذ جامعي. يشارك في هذه الحملات الصغار والشباب والكبار , حيث تبدء سير هذه الحملات الخارجة من مناطق بغداد في الرابعة صباحا , ومنها , خاصة من الجنوب والوسط العراقي, من يضطر ان ينام في مدن وسط الطريق مثل مدينة سامراء حتى يتمكن الوصول الى جبهات القتال في ضوء النهار .
ليس شغلي هو وصف الكرم العراقي مع من يستحق الشكر والثناء , الحشد الشعبي, او الحماس العراقي في محاربة تنظيم داعش والتخلص منه , فهناك من الكتاب من وفى وكفى في سرد الصور الإنسانية والتكاتف الوطني بين الحشد الشعبي و المواطن في بغداد والانبار , في كربلاء و ذي قار , في البصرة وديالى . لقد اصبح اسم الحشد الشعبي سلعة متداولة يتردد على شفاف الأطفال وشفاه الأمهات , واصبح الدعاء لهم بالنصر المبين مع كل صلاة . لقد توصلت الى قناعة عند زيارتي الى جبهة القيارة , ان ما يوعظ به اثيل النجيفي واخيه أسامة من مخاطر الحشد الشعبي على المناطق المحررة ما هو الا ثرثرة سياسية لا تليق بسياسي محترم وان من يخاف تقسيم العراق فلينام مطمئن لا خوف على العراق ولا هم يحزنون , لان الله يريد ان يكون العراق بحدوده الحالية .
لا أخفى على القارئ باني كنت خائفا طول سفرتي من بغداد الى القيارة ليس على مصيري ومصير من كان معي من هجوم إرهابي غير متوقع ولم أكن خائف من حادث مرورس بسبب حالة الطريق العام ما بين بغداد والموصل والذي أصبح غير صالح للاستخدام لكثرة الحفر من جراء تفجير العبوات الناسفة والتي كانا بسببها نضطر في بعض الأحيان الانتقال الى الطرق الغير معبده او استعمال الشارع المعاكس (ذهابا وإيابا). لقد كنت خائفا من محاولة نفوذ المجاميع الإرهابية الى مواقع القتال بحجة حمل المساعدات للحشد خاصة وان السيطرات العسكرية المتعددة على طريق بغداد-موصل لم تقوم حتى بالتأكد من صحة هوية الحملة او الراكبين معها. نعم لقد اجتازت حملتنا العشرات من السيطرات الحكومية بدون تفتيش او حتى السؤال عن طريق توجهنا. وعندما سئلت من كان معي في الحملة عن سبب عدم التفتيش اجابني ان نقاط التفتيش لا تقوم بتفتيش المركبات التي تحمل الاعلام العراقية ولافتات الحشد الشعبي. وعندما قلت لهم هذا خطا ويجب ان ينتبه المسؤولين لهذا الموضوع كان جوابهم الله هو الذي يرعى ويحرس الحشد.
اكثر من ذلك و على طول الطريق بين بغداد والموصل لم اشاهد علامات لأسماء المدن الواقعة على الشارع العام , وان كانت هناك بعض الالواح كتب عليها أسماء المدن فأنها اما قد تهشمت بسبب الحوادث المرورية او سقطت على الأرض بفعل العوامل الجوية . لقد كنت مداعبا مع من كان معي كيف سأثبت الى اهلي وزملائي في الولايات المتحدة الامريكية باني كنت على جبهات القتال وهناك لا توجد علامة في الصورة لاسم مدينة او قرية؟ اكثر من ذلك لم اكن انا الوحيد من فقد بوصلته وأين نحن متجهون وانما كانوا حتى سواق الحملة , حيث اكتشفنا اننا قد اجتزنا القيارة بعشرة كيلو مترات , حيث اوقفتنا احدى مفارز القوات المسلحة وقالت لنا اننا اجتزنا القيارة بعشرة كيلومترات واننا لا نبعد الا ثلاث كيلومترات من مواقع العمليات العسكرية (خط النار) , وان بعد هذه النقطة لا يسمح لأي شخص الدخول اليها من غير المقاتلين .
ما اردت ذكره ان تنظيم داعش لا يحتاج من يعلمه عن طرق جديدة لذبح الأبرياء او تفجيرهم , فتحت أيديهم خبرات كل شياطين الانس والجان , ولكن لماذا نعطي لهؤلاء المجرمين فرصة لضرب حشدنا في كبد جبهات القتال بحجة نقل المساعدات لهم؟ هيئة الحشد الشعبي مسؤولة على ضمان حياة مقاتليهم وعليها ان لا تسمح لأي جهة ومهما كان اسمها تمرير عرباتها بدون تفتيش. عربات الحشد الشعبي يجب ان تفتش حالها حال أي عربة تمر بسيطرة عسكرية او امنية لان من السهل للمجاميع الإرهابية وضع اعلام الحشد الشعبي على سياراتهم (من الممكن شرائها بمبلغ 500 دينار من الباعة المتجولين) لتنفيذ مأربهم الدنيئة , وهذا بالضبط ما حصل في نقطة تفتيش القادسية في النجف الاشرف . المجرمون كانوا يتنقلون بعربة مظللة وعليها اعلام الحشد الشعبي , ولو فتشت هذه العربة من منطقة انطلاقها لما استطاعت الوصول الى مشارف النجف الاشرف و تزهق أرواح سبعة أبرياء عدا الجرحى منهم . يضاف الى ذلك اعطى الهجوم سمعة لهؤلاء المجرمين بأنهم يستطيعون الوصول الى أي هدف في الليل او النهار في الشمال او الجنوب.
السيد رئيس الوزراء امر بعد الحادث الاجرامي بتفتيش جميع عربات المسؤولين , أتمنى ان تلتزم السيطرات الأمنية بهذه التعليمات , وربما اصدار هيئة الحشد الشعبي اجازات خاصة لأصحاب حملات المساعدات للمقاتلين تسمح لهم بمرور السيطرات الأمنية دون تفتيش , لان عدونا له عيون تراقب كل شاردة و واردة و منطقة رخوة وان ترك الموضوع سائب بدون فحص وتفتيش سوف يعطي المجال للعصابات الإرهابية باختراق المناطق العسكرية بسهولة وقتل المزيد من الأبرياء , و بذلك نعطيهم حجما اكبر من حجمهم الطبيعي بسبب خطا من الممكن معالجته.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google