تسوية بطعم الفراولة
تسوية بطعم الفراولة


بقلم: وليد كريم الناصري - 06-01-2017
لسنا ضد التسويات، حتى وإن تعددت أدوارها وأشكالها، إذا ما كانت تحفظ حقوق الشعب، وتوقف نزيف الدم في المجتمع، ولكن أن تكون تسويات بمباني إزدواجية، ولأغراض شخصية إنتخابية، تُحلل السياسة لجهة وتُحرمها لجهة أخرى، هذا ما لا يقبل ولا يمكن تقبله، لأنه سينتهي بدمار البلد وإزهاق الارواح وإراقة الدماء، وعلى هذا الأساس سنورد جملة من الرسائل السياسية المشفرة، لتفكيك أُسسها والوصول الى حقيقة طعم التسوية الجديدة.

• خطاب السيد المالكي "بأنه سينزل بوجوه جديدة قوية في الانتخابات القادمة"، تزامناً مع زيارته لجمهورية إيران الإسلامية.
• خطاب السيد "أثيل النجيفي" الأخير بأنه:" مستعد للجلوس مع إيران، والتفاهم معها بشأن العراق.
• إنتقاد"النجيفي" للسيد "الحكيم" بأنه غير منصف حيال إتهامه بأنه طرف ليس للمصالحة، مادامت تزدلف عليه الشبهات".
• فضيحة قناة العهد التابعة للشيخ الخزعلي المنضوي تحت عباءة السيد المالكي، واستقبالهم للنجيفي على إنه رجل مقاومة وطني وقائد في الحشد الشعبي،في وقت ينتقد به الشيخ "الخزعلي" لمشروع التسوية، ويصفه بأنه مصالحة مع الإرهابيين.
• السيد "أبو مهدي المهندس" ولقاءه الأخير مع النجيفي، لإذابة جليد المقاطعة، ولكسب رهان السنة، مع قرب حلول الانتخابات.
يقيناً وبعد تفكيك المعادلات السياسية أعلاه، نصل الى أهم حقيقتين تحيكهما مغازل السياسة بالخفاء:-
11- السيد المالكي يشير الى إنه يمارس الأنتخابات المقبلة، على نغم فصائل الحشد الشعبي، بإستخدام بعض االتونات الفاعلة بالحشد، أمثال السيد "أبو مهدي المهندس" والسيد "هادي العامري" والشيخ "الخزعلي"، كما وأن السيد "المهندس" كونه لاعب سياسي لتقريب وجهات النظر، بين إيران وفصائل السنة بقيادة النجيفي، وله دور أكبر من حيث منصبه بالحشد، أعطى فسحة أمل للمالكي بأن يكون "المهندس"، هو الوجه الجديد الفعال، الذي ستضمن أدواته وجود حزب الدعوة على دفة الحكم.

2- تشير الدلائل المؤكدة، الى وجود تسوية خلف الكواليس ومن نوع خاص، بين إيران وتركيا، تختص بالشأن العراقي، ويكون طرفاها السيد " المهندس" من جهة إيران والسيد "النجيفي" من الجانب التركي، ولعل اللقاء السياسي الذي جمع الطرفان الوسيطان قبل فترة، يؤكد صحة تلك الدلائل، وتقديم السيد النجيفي على إنه وطني مقاوم للإرهاب، من قبل قناة العهد، يعطي تباشير عن إنظمامه لصفوف خط الدعاة الحاكم، شأنه شأن من سبقه (صالح المطلك ومشعان الجبوري).

بعد إستنزاف مشروع التسوية، الذي أوجده التحالف الوطني، بسيل من الاتهامات الغير مبررة، وعلى لسان المنضوين تحت عباءة حزب الدعوة، بحجة المصالحة مع الإرهاب، يذهبون هم بأنفسهم ويضعون أيديهم مع هولاء، بعنوان تسوية لكن من نوع أخر...! وهنالك فرق جداً واضح ما بين التسويتين، الاولى أوجدت بالعلن..! لحقن الدماء، وشرطها ان لا تكون مع داعش، ومن ينتمي للإرهاب أو يموله، أما الثانية فقد حيكت بالخفاء..! مع المتهمين بالإرهاب، لأغراض إنتخابية، تضمن وجود حزب الدعوة، على كرسي السلطة لفترة رئاسية رابعة.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google