بقلم: ابتسام إبراهيم -
06-01-2017 سنوات طويلة قضاها احمد عبد الرضا باحثا عن وظيفة حكومية, سنوات لم يترك بابا للتعيين إلا وقد طرقه ولم يدع وزارة إلا وقد عنون إليها وثيقة تخرجه من كلية التربية دون جدوى سنوات طويلة غادره خلالها رونق الشباب حتى قارب الخمسين, سنوات شاهدة على تنقله بين المدارس الأهلية ومنظمات المجتمع المدني كمدرب للرسم ومختلف المهن الحرة حتى يعيل أسرته ويسدد نفقات دراسة أطفاله في زمن شحت فيه المستلزمات المدرسية, سنوات عرف خلالها إن بيته الأول والأخير هو وزارة التربية فهو خريج كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد قسم التربية الفنية وان مؤهله الأكاديمي يمنحه حق توفير فرصه عمل من قبل وزارة التربية.
وشاء الله,قبل شهر وهو يتابع أسماء المرشحين للتعيين على ملاك مديرية تربية الرصافة الأولى لم يصدق عينيه حين رأى اسمه بين من وقع عليهم الاختيار كمرشحين للتعيين دون واسطة ودون أن يدفع الأموال "كما يقول وينشر البعض على الفيسبوك" ومضت الأسابيع ولم يعترض على اسمه أو معدله واختصاصه أي من الإخوة وظهرت الاعتراضات ولم يكن اسمه من بين من تغيرت أسمائهم واخبره السادة الأفاضل في المديرية أعلاه إن القائمة المعلقة على جدران المديرية هي فقط من تم رفعها للمصادقة عليها من قبل معالي الوزير
وكانت المفاجأة التي قتلت حلمه في أن يحصل على وظيفة حكومية بالوزارة المعنية بتخصصه ,المفاجأة التي لا تشبه ما عرفناه من قوانين التوظيف في ان أصحاب الشهادات العليا يتنافسون فيما بينهم وليس مع أصحاب البكالوريوس ...تم حذف اسم احمد عبد الرضا عمران من القائمة ليحل محله اسم آخر يحمل ماجستيرا ..هل من العدل أن نستبدل التربوي الذي قضى أربع سنوات يدرس ليتخرج كمدرس ثانوية مؤهل أكاديميا وتربويا ..أين يذهب التربويون بشهاداتهم أذا فضلت عليهم وزارة التربية أصحاب الماجستير والدكتوراه؟
كيف لنا أن نشجع أولادنا فيما بعد ليختاروا كليات التربية فيكونوا معلمي المستقبل إذا تيقنا إن أحلامهم قد تقتل وان الانتظار الطويل سيكون حليفهم ؟
قصة احمد عبد الرضا عمران هي واحدة من عشرات القصص التي نسمعها ونقراها وصرنا نعيش معها لذا نرجو من معالي وزير التربية إعادة النظر ورفع الحيف والظلم الذي طال بعض رعيته.
