تُجَّارُ آلدَّمِ
تُجَّارُ آلدَّمِ


بقلم: نــزار حيدر - 06-01-2017
تُجَّارُ آلدَّمِ!
نــــــــــــزار حيدر
وهُم على نوعَين؛
الاوَّل الذي تُمثِّلُ أَنقرة نموذجَهُم الصّارخ.
لا نُريد ان نشمُت أَو نتشفّى بما يجري الآن في الجارة الشّماليّة تُركيا، فلسنا، نَحْنُ ضحايا الارهاب، من هذا النّوع، بل العكس هو الصّحيح فنحن نتعاطف مع ضحايا الارهاب أينما وُجِدوا، كيف لا وَنَحْنُ أَوّل ضحاياهُ منذ عاشوراء عام ٦١ للهجرة عندما قتل إِسلامهُم (يزيد) إِسلامُنا (الحُسين) في كربلاء ولحدِّ الآن؟!.
ولكن، وللتّذكرة فقط أَقول؛ إِنّها فواتير متراكمة يجب على أَنقرة دفعها، ليس بالتّقسيط! وإِنّما دُفعة واحدة! فتجّار الدّم لن يفلتوا منها هذه المرّة!.
إِنّما الذي نُريدُ قولهُ هو انّ ما تتعرّض لهُ الجارة من موجةٍ (إِرهابيّة) قاتلةٍ هي حصادٌ لذلك البذر الذي نشرهُ السّلطان الجديد، سواء في العراق أَو في سوريا، عندما رضيَ لنفسهِ ان يكونَ مَطيَّةً وحصان طروادة واداة بيد نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، والحزب الوهابي، ينفِّذ سياساتهم ويلتزم بأَجنداتهِم حتّى تحوَّل الى حاضنةٍ دافئةٍ وممرٍّ آمنٍ لكلِّ الارهابيّين الذين يتجمّعون من مختلف دول العالم للمرورِ من بلادهِ إِمّا الى العراق وإِا الى سوريا! بعد تدريبهم وتنظيمهم وتجهيزهم!.
لا علينا، فقد يكون الرَّجل قد انتبهَ لخطئهِ، الجريمة، وهو يحاول الآن تصحيحهُ، بعد كلّ تلك العنتريّات التي لم تقتل ذبابةً والتي ورَّطت بلادهِ بأزماتٍ مع كلِّ دول الجوار ومع العديد من دول المجتمع الدولي كان في غنىً عنها بأَيِّ شكلٍ من الأشكال! لولا فرورهُ الذي صوّرها له فرصةً ذهبيّةً لاعادةِ أَمجاده التّاريخيّة القديمة!.
نتمنّى على السُّلطان العثماني الجديد ان يكون صادقاً هذه المرَّة في محاولاتهِ الديبلوماسيّة والسياسيّة الرّامية لاصلاح العلاقة مع بغداد، فَلَو شعرنا هذه المرَّة بانّهُ لازال يلعب بذيلهِ وانَّ وراء إِتصالاتهِ الهاتفيّة وزيارات رجالاتهِ الى بغداد ألاعيب سياسيّة جديدة الغرض منها لالتقاط الأَنفاس من خلال الانحناء أَمام العاصفة، فسيكون هو من يلعب بالنّار وما الارْهابُ الذي يقف على أسوار أَنقرة واسطنبول ببعيدةٍ عن مخدعهِ!.
لسنا ضدّ علاقاتٍ حسنةٍ مع بلادهِ، شريطةَ ان تكونَ مبنيّة على مبادئ حُسن الجوار واحترام السّيادة والمصالح المتبادلة، وهذا ما سعى اليهِ العراق مرّات وكرّات فيما مضى!.
نأمل ان يكون السُّلطان صادقاً مع نَفْسهِ على الأقلّ هذه المرة، فحُسن الجوار يَصُبّ في مصلحة البلدَين والمنطقة برمّتها.
امّا النّوع الثاني من تُجّار الدّم فهم بعض السياسيّين العراقييّن الفاسدين والفاشلين الذين يحتمون بكلمةِ مديحٍ وثناءٍ تُقالُ لهم من خلفِ الحدود!.
هؤلاء لازالوا يحلَمون بالزّعامة والقيادة على الرّغم من أَنّهم كانوا قد اعترفوا في وقتٍ سابقٍ، وبعظْمة لسانهم، أَنّهم فاشِلون وانَّ عليهم ترك العمليّة السّياسية لغيرهم! فلماذا يُصرّون على الحضور في السّاحة مهما كان بائساً وميؤوساً مِنْهُ على حدِّ قول أَحد مراجع الدّين في النّجف الأَشرف؟!.
هل يظُنّون انّ المديح والثناء الفارغ يكفي لاعادة إنتاجهم؟! أَم يتصوّرون بأَنّ ذاكرة العراقيّين ضعيفة الى هذه الدّرجة؟!.
١/ فنحنُ العراقيّون لسنا بحاجةٍ الى من يُزكّي لنا [قادتنا]! فأهلُ مكّة أَدرى بشعابِها كما يقولون، ومن كان يتصوّر أَنّهُ ومن لفَّ لفَّهُ صاحب حَضوة وفيهِ بقايا من خَيْرٍ فليستوردهُ منّا وَنَحْنُ فِيهِ من الزّاهدين!.
لن نُصغِ الى مدحِ أَحدٍ لهذا [الزّعيم] او ذاك، فلنا أدواتنا الخاصّة للتّقييم، بالانجازات وليس بالشّعارات والخطابات الفارغة، تقف على رأسِها الشّارع والمرجعيّة الدّينية!.
٢/ أَستغربُ كيف يقبل فاسدٌ وفاشلٌ ومطرودٌ حتّى من المرجعيّة ان يُكرّر الكلام عن ما يسميه بمحورِ المقاومة؟! فعن أَيّة مُقاومة يتحدّث وهو الذي هرب أَمام بِضعة إِرهابيين في الموصل وفي غيرها من المدن العراقيّة التي دنَّسها واغتصبها الارهابيّون؟!.
٣/ لم أَسمع أَو أَر قائداً للمقاومة بالكلامِ فقط، فليصدُق معنا ولو مرّةً واحدةً فيبعث إِبنهُ مثلاً او حفيدهُ أَو أَزواج بناتهِ من الذين حصدوا أصوات النّاخبين بالعبارة الدّعائية [زَوج بنت دولة رئيس الوزراء] أَو ايّ واحدٍ من أقاربهِ يختارهُ هُوَ الى جبهات القتال في الحربِ على الارهاب! لنتأكد بأَنّهُ بالفعل قائدٌ ميدانيٌّ يصدُق قولهُ فعلهُ! ولنتأكّد بانّهُ يُقاوم الارهاب وليس اللّحاف الذي يتدثَر بهِ!.
٤/ الا يكفيهِ تجارةً بدماءِ أَبنائِنا وشبابِنا على مدى سنين طوال فكانت النتيجة تمدُّد فقاعة الارهابيّين واحتلالها لنصف العراق ليتاجر بها اليوم في المناطق السّاخنة؟! وبأيَّةِ أَموال سيُتأجر بالدَّم؟! أَبِمالِ العام الذي سرقهُ هو ومحازبيهِ وأبنائهِ وأقاربهِ؟! أَم بأَموال المشاريع الوهميّة التي ملأت لافتاتها ومنصّاتها العراق؟! أَم بغسيل المال العام الذي استنزفَ بهِ خزينة الدّولة؟! أم بأَموال صفقات السّلاح الفاسدة؟!.
على العراقيّين ان ينتبهوا الى امثالهِ، فهؤلاء تُجّار دم وليسوا قادة مقاومة! فَلَو كانوا كذلك لرأَيناهم في الصّفوف الأماميّة وليس في مخادعهِم يُطلقون نداءات المقاومة من تحتِ الَّلحاف!.
٥ كانون الثاني ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google