العراق بين كماشة الإرهاب وبغي الفساد
العراق بين كماشة الإرهاب وبغي الفساد


بقلم: سالم سمسم مهدي - 07-01-2017
كان من المفروض ان اتحدث اليوم عن شريان قلب الشعب النابض جيش الامام موسى الكاظم نواته العطرة وإرادته الخيرة وسوره الحصين ولكن لوعة الفساد التي بسببها طُعنت ظهورنا جعلتنا ننسى كل ما فيه من الفرح شيئاً ...

وبالرغم من إصرار الجماهير على تحدي الباطل وطواغيته الذين تحولوا من مشردين مظلومين حسب إدعائهم إلى قتلة أوباش ليس بالرصاص فقط بل أيضاً من خلال استخدام سلاح التجويع الأجرامي ...

لم يقف إجرامهم عند هذه النقطة فالفوضى اللاخلاقة شملت كل شيء ابتداء من استهداف الخلق الرفيع للعراقيين الذي تغنى به الشعراء والأدباء وصولاً للقضاء الذي تحول من موقف الحكم العادل إلى مستوى شحاذ يقف عند أبواب السراق والمزورين كي يسهل لهم موبقاتهم ...

لم تسلم التربية والتعليم والثقافة وردهات المستشفيات من ريح الفساد النتن وكذلك عصفت بالزراعة والصناعة والتجارة التي أصبح همها إيجاد الرز الفساد كي تفسد فيه بطون العراقيين أما الصناعة فلا خبر جاء ولا وحي نزل كما قال أراذل بني أمية ...

أن الجيش العراقي هو الشجرة الفواحة بالخير والمدرسة التي غرست الأخلاق في نفوس كل من أنتسب له وأنخرط في صفوفه وتفيء تحت ظله الوارف لتتكل انجازاته بإنجاب الشهيد عبد الكريم قاسم رمز النزاهة والشجاعة وحب فقراء الوطن ...

ما يؤسف له انه أنتكس تحت تأثير أولئك الذين ابتدعوا ظاهرة الفضائيين القذرة التي حطت من مكانة الجيش وحسن أدائه وسببت انهيار المعنويات وتراجع الروح الوطنية الصادقة ...

لقد جثم الفساد على صدور جنودنا الغيارى سنين ذات تأثير لأنها تعاقبت في فترة تحضير وأعداد لما بعد قرار بريمر الحاقد فتحولت مرحلة التأسيس الجديدة إلى مرحلة فاشلة أنقذها دخول دماء جديد في جسده المريض استجابة لقرار المرجعية الشجاع وطلبها من الشعب أن يأخذ كل صاحب قرار دوره في التصدي والهجوم ...

أن الفساد هو الذي جاء بالإرهاب وليس العكس كما يحاول أن يبرر ذلك كل فاسد فاقد للغيرة أنغمس في الرذيلة متجاوزا كل الحدود ...

ما أثار الشجون عن كلام تطرقنا له أكثر من مرة ما شاهدنا في بغداد من أطلال في مناطق ضربها الإرهاب لتزهق أرواح آلاف الابرياء ولتترك بصماتها السوداء المدمرة على الأحياء والأزقة بلا استثناء ...

أما مدن العراق الأخرى فلقد أصبحت ساحة تشهير للفضائيات العالمية كافة تتزين بها مقدمات نشراتها الإخبارية في حالة من التشفي والشماتة والاستهزاء كلا حسب موقفه ...

أن حسرتنا على ما أصاب جيشنا من جسيم خسائر وباذخ عطاء ذوداً عن مُخدّرات العراق وطفولته البريئة يتحمل شرورها وتبعاتها كل من أسس للفساد وعمل به وجعلت من رجالنا الشجعان وقودا لهذه الحرب الطاحنة وضع المسببين لها أنفسهم وأولادهم منها في بروج الأمان .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google