مطار بغداد اصبح هو الاخر ضحية الإرهاب , النزاعات السياسية , والركود الاقتصادي
مطار بغداد اصبح هو الاخر ضحية الإرهاب , النزاعات السياسية , والركود الاقتصادي


بقلم: محمد رضا عباس - 07-01-2017
المراقب يصاب بالصدمة عند دخوله الى مطار بغداد وخاصة القادم من المطارات العالمية ذات الازدحام الشديد بعدد الطائرات القادمة والمغادرة وعدد المسافرين الذين يزدحمون في قاعات الانتظار. عند قدومي الى مطار بغداد كانت قاعة وصول القادمين اشبه بالفارغة ولم يحرك هدوء القاعة الا اصوات العاملين فيه من الموظفين ورجال الامن. لم اشاهد الا ثلاثة طائرات عراقية صغيرة الحجم في اصطفاف واحد جاثمات على مدرج المطار , وطائرة اماراتية صغيرة الحجم جاثمة على مسافة ليست بعيدة عن الطائرات العراقية . انتابني الحزن والكأبة بسبب صمت المطار بعد ان غادرت مطار استنبول والذي كان يكتظ بعدد كبير من الطائرات الجاثمة والمغادرة والقادمة اليه والازدحام الشديد في عدد المسافرين فيه وسعة سوقه , السوق الحرة , والذي يعرض مجموعة كبيرة من البضائع التركية والاجنبية . بالحقيقة كان السوق الحرة في مطار استنبول اشبه بمول كبير يحتوي محلات تعرض فيها أشهر البضائع ذات الماركات العالمية. بالمقابل , كان سوق الحرة في مطار بغداد اشبه بسوق او دكان تحت التصفية بعد ان مات صاحبه .
لا لوم على حالة مطار بغداد , حيث لا يمكن لأي شركة تسويق في العالم اقناع سائح التوجه الى بغداد وقضاء لياليه في شارع ابو نؤاس او اسواق بغداد الجديدة او اسواق البياع او السفر الى اثار بابل في بابل او اثار اور في ذي قار او اهوار العمارة والناصرية والبصرة . اعداء العراق واعداء التغيير نجحوا في محاصرة العراق في كل شيء ولن نندهش ان رفض الاجنبي زيارة العراق بعد ان يقرا في صحيفته اليومية اخبار العمليات الإرهابية الاجرامية ضد الأبرياء في شوارع المدن العراقية وتصريحات بعض السياسيين المتشنجة والتي تؤدي الى تخويف الراغبين في زيارة العراق او قراءة التعليقات السلبية عن العراق والتي تكتظ بها صفحات التواصل الاجتماعي. وهكذا أصبح السائح يتجنب دخول العراق وتفضيل اماكن اخرى من العالم التي تملك المواقع السياحية الممتازة وبأسعار تنافسية إضافة الى توفر الامن والأمان. لا اعتقد ان هناك انسان يريد ان يعرض نفسه الى مخاطر التفجيرات الإرهابية من اجل مشاهدة اثار نبوخذ نصر. لقد نجح الاعلام المعادي بزرع الخوف والرعب في قلوب الملايين من الراغبين لزيارة العراق واصطناع اكاذيب من اجل ابعاد السائح لزيارة العراق.
بالحقيقة ذهب الحزن عن صدري والذي سببه فراغ قاعات القادمين الى مطار بغداد من المسافرين , بل احتسبت ان عدم قدوم المسافر الاجنبي (غير زيارة العتبات المقدسة) رحمة لنا وحفظا لماء وجهنا .لقد اختصرت حكومتنا الموقرة نظافة بغداد بأربعة او خمسة كيلومترات وهو الطريق ما بين مطار بغداد وساحة عباس ابن فرناس . لله والتاريخ فان هذه الكيلومترات القليلة كل ما تجد من نظافة في بغداد. السيدة امينة عاصمة بغداد على ما يبدو في إجازة طويلة وكذلك سيارات التنظيف. لا توجد منطقة زرتها في بغداد بدون الحاجة الى يد امانة العاصمة وسوف لن اخاصم اي وكالة دولية محترمة ان تضع بغداد في مرتبة المئتين بين عواصم الدول الغير نظيفة. بغداد تغرق في الاوساخ وبغداد اصبحت تعاني من البناء العشوائي والبسطات وانتشار زرائب الحيوانات على الطرق الرابطة بين المدن واختفاء معالمها الجميلة. بغداد كانت أنظف وأجمل في الستينيات القرن الماضي.
على العكس ما اقراء على بعض المواقع الالكترونية , ان تعامل الموظفين و رجال الامن مع القادمين الى العراق مع العراقيين وغير العراقيين كان في غاية الاحترام . بالحقيقة لم يأخذ الا دقائق , ربما الدقيقتين , لإنجاز معاملة الدخول وهو وقت اقل بكثير من الوقت الذي يصرفه القادم الى مطار لندن مع موظفي الاقامة وكذلك في باريس و نيويورك , دبي , و واشنطن. الخدمات من مطار بغداد وحتى ساحة عباس ابن فرناس هي الاخرى جيدة جدا حيث ان للمسافر خيارين للوصول الى الساحة اما عن طريق ركوب باص من الحجم الكبير مع عدد من الركاب او بواسطة السيارات الصالون الصغيرة وأنها متوفرة بكثرة وبأسعار مناسبة.
كان حضور الواسطة قويا في قاعة استلام الحقائب حيث لاحظت عدد غير قليل من اهل القادمين معي على الطائرة من استنبول يقبلون ويعانقون احبائهم وهو شيء جميل ونتفاخر به. ولكن كما اعرف ان الدخول الى مطار بغداد هو ممنوع الا للمسافرين , فكيف دخل غير المسافر الى اخطر بناية في بغداد ؟ لابد اذن من واسطة , وان هناك افراد من رجال الامن من يسهل مرور غير المسافرين الى مطار بغداد . ندين الوساطة في دوائر الدولة المدنية بأقوى العبارات وستكون ادانتنا للقوات الأمنية اقوى واشد لسماحهم لغير المسافرين الدخول الى قاعات المطار ,لان هجوم مسلح واحد او وضع عبوة ناسفة واحدة , لا سمح الله, في احدى قاعات المطار كافية لإخراج مطار بغداد من قائمة مطارات العالم. نضع هذه الحالة تحت انظار وزير النقل السيد الحمامي المحترم.
نحب ان يرجع مطار بغداد الى عافيته بل نطمح ان يكون الاول في منطقة الشرق الاوسط لوجود المؤهلات له ولكن هذا لا يتم الا بعد رجوع الامن والأمان الى ربوع البلد الجريح و يعود الاعمار وتعود بغداد نظيفة ,جميلة , زاهية كسابق عهدها وتأخذ المراكز الترفيهية والحضارية والثقافية مكانتها الطبيعية بدون ان يفرض احد شروطه المذهبية والعقائدية على الاخرين . بقي ان اذكر السيد وزير النقل ان انتقال مطار بغداد الى مصاف المطارات العالمية يحتاج الى مرافق صحية حضارية. المرافق الصحية الحالية في مطار بغداد مهملة وتعطي صورة غير جميلة للقادمين عن البلد من اول لحظة , حيث ان بعض التواليتات الغربية كانت محطمة المقاعد وبعض حنفيات المياه عاطلة عن العمل ! لقد كنت أتمنى من الوزير زيارة مرافق المطار قبل نزوله لساحة العمل ويقف , مشكورا, على اعمال صيانة احدى الطائرات العراقية الجاثمة في احدى ورش التصليح .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google