حسناً فعل العبادي وعلي بن يلدرم
حسناً فعل العبادي وعلي بن يلدرم


بقلم: سالم سمسم مهدي - 09-01-2017
أن حسن الجوار في العلاقات العامة والخاصة يلعب دوراً كبيرا في تلطيف الأجواء ويجعل العيش هانئاً سلساً مريحاً ينعم بما يترتب عليها من مذاق حلو أبناء البلدان المتجاورة ويشعرهم بالاطمئنان ...

من هنا فأن روح التسامح وعدم تدوير بعض الأسطوانات المشخوطة في الوقت الذي تنزف جراح أبناء شعبنا الدماء بغزارة يتطلب منا أن ننظر نظرة واقعية للأمور خاصة وأن ساسة العراق الجديد جعلونا في وضع نحتاج فيه إلى من يبيعنا كيس الطحين وشراء الطماطة والخيار من خارج الحدود ...

ما يؤيد قولي تصريح الرئيس المنتخب لأكبر دولة ذات الاقتصاد الأقوى عالميا والذي ذكر فيه أن المعارضين لتحسين علاقات بلده مع روسيا هم " الحمقى " الذين ما أكثرهم في عراق الفرهود ...

إذا ما أردنا أن نحسب حساب عرب كما يقول المثل العراقي الدارج ما سيترتب على تحسين العلاقات مع الدول المجاورة نراها توفر لنا فرصة تحصين أنفسنا وان نحرص على أن لا نرميها في أحضان طرف واحد على حساب الآخرين لنكون بالتالي تحت رحمته وأهوائه ويا ويلنا إذا ما غضب منا في يوم الأيام ...

وأن ذلك يحتم علينا تحسين العلاقات مع الدول المجاورة وهذا يعني أننا نختصر الطريق والزمن في تجارتنا وسفرنا وترحالنا في تحركاتنا نحو العالم الآخر ويقلل من تكاليف ما نستورد من بضائع بعد أن دمرت مرتكزاتنا الأساسية سياستنا الفاشلة وانعدام خُلق المسؤولية عند من يسمون أنفسهم مسؤولين ...

أن البراعة والحنكة الدبلوماسية مطلوبة في التعامل مع الجيران الإقليمين لأن جيرتهم لا تشبه الجيرة الخاصة التي تدفع الإنسان في بعض الاحيان إلى التضحية بداره وأبناء محلته إذا ما شاب التوتر علاقته مع جاره المباشر وهنا ينطبق المثل القائل " أسئل عن الجار قبل الدار " وهذا ما لا يمكن تطبيقه على جيران الأوطان ...

إذا ما أردنا أن نستعرض واقع حال شعوب العالم كافة فأننا نلاحظ حتما ًتأثيرات الجيران ملموسة من خلال تواجد الاقليات المتبادلة الموزعة بين أبناء هذه البلدان لذا فأن العلاقة اللطيفة بين هذه الدول يبعث برسائل اطمئنان لهذه الجاليات التي غالبا ما تحرص على العلاقة المثمرة مع جميع الاطراف ...

أن هناك مصالح مهمة تربط الشعبين العراقي والتركي لها امتدادات في مجال الزراعة والري والتجارة والقطاع الطبي والصناعي ناهيك عن تسهيلات السفر التي يفتقر لها العراق مع الدول الاخرى التي تمنع العراقيين من أن يطئوا اراضيها ...

قد لا يروق كلامنا هذا لتجار الحروب الذين لا يجدون مكانة لهم في عراق مستريح يشمر ابناءه عن سواعدهم لتحقيق الأعمار والتطور والبناء لأن مثل هؤلاء التجار لا يعرفون العيش إلا في الظلام والاقتتال الدموي الذي تزهق به الأرواح وتتعطل الحياة ...

لذا فأن الدبلوماسية الهادئة مطلوبة كي لا يقع العراق فريسة لرغبات الآخرين وخشونتهم وصلفهم وأحقادهم التي تثير الاشمئزاز في كل المناسبات وحسنا فعل العبادي وبن يلدرم بما أقدما عليه .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google