العراقي ضحية الارهاب أو الاهمال – المرحوم الفقيد رزاق زمان سلامة الدايني نموذجا ً
العراقي ضحية الارهاب أو الاهمال – المرحوم الفقيد رزاق زمان سلامة الدايني نموذجا ً


بقلم: قاسم ماضي - 09-01-2017
يبدو أن قدر العراقي أن يستمر في صراعه مع المجهول في رحلة أقل ما يمكن وصفها هو المضي في غياهب التيه وهو يواجه مصيره الغامض الذي ينتظره ، فمنذ عقود والعراقي يخوض غمار رحلة البحث عن الخلاص لغرض الحصول على ملاذ آمن ، لذا فقد قصد البحار والقفار وغيرها حتى وصل الى مختلف أصقاع الارض ، وحقبة تلو الحقبة لا يبدو أن لهذا نهاية فقبل مرحلة تغيير النظام البائد كان الكثير من أبناء شعبنا يعتقد أن ظاهرة الهروب من الوطن ستتلاشى مع إنتهاء فترة حكم النظام السابق بما حملته من مآسٍ وحروب وحصار وديكتاتورية ، بيد أن سيناريو الهروب ما لبث أن عاد وبقوة بعد أن دشن ساسة العراق الجدد مرحلة جديدة من تاريخ العراق ممهورة بالدماء والرصاص وبصفقات الفساد فمنذ العام 2003 وحتى الآن إجتاحت العراق مشاهد عنف غير مسبوقة مصدرها الإرهاب بمختلف مصادره وأجنداته وآيدلوجياته المختلفة حتى صار منظر إنتشار السلاح في العراق ظاهرة واضحة للعيان ، وبات المواطن هدفا ً ولقمة سائغة لأي فصيل مسلح أو جماعة إرهابية ، فلم تتمكن حكومة المنطقة الخضراء الغارقة في وحل الفساد والفضائح الاخلاقية وفي أتون الصراعات الحزبية والسياسية بحثا ً عن مكاسب ومغانم أكثر لتعزيز نفوذها وسلطاتها لم تفلح في وقف نزيف الدم العراقي ، ولعل الراصد للمشهد العراقي الحالي يمكنه إستخلاص إنطباع مفاده أن المواطن العراقي بات أما هدفا ً للارهاب سواء إرهاب القاعدة أو داعش المجرمتين أو الفصائل المنفلتة التابعة للاحزاب المسيطرة على المشهد العراقي ، أو أنه أصبح هدفا ً للإهمال ، كما يحصل مع الكثير من الكفاءات العراقية التي تلقى حتفها بسبب الاهمال فكم من كفاءة عراقية قضت بسبب الاهمال وعدم الاهتمام في مجالات علمية وأدبية مختلفة ، وفي هذا السياق لنا أن نتذكر المرحوم الاستاذ رزاق زمان سلامة الدايني الذي إنتقل الى رحمة الله تعالى مؤخرا ً وهو الذي يتمتع بخبرة إقتصادية وإدارية طويلة بوصفه خبيرا ً في مجال الاقتصاد والادارة ويحمل مؤهلا ً علميا ً بنفس الاختصاص فضلا ً عن كونه من المهتمين بشؤون الثقافة فهو من رواد شارع المتنبي والذي لم تستفد من خبرته الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تاريخ التغيير حتى الان المرحوم الدايني المولود في بغداد سنة 1947 وهو والد كل من ( إيهاب ، محمد ، أبوذر، والحسين ) وكم كفاءة علمية متوفرة في العراق او في مختلف انحاء العالم وبمختلف الاختصاصات كان يمكن لتلك الحكومات الاستفادة منها في المشاركة بعملية بناء العراق الجديد على صعيد إعادة هيكلة مؤسسات الدولة على اسس صحيحة أو على صعيد البناء والاعمار وإجتراح النظم الناجعة في قطاعات كثيرة منها التعليم والصحة والاقتصاد والامن والخدمات ، وفي الوقت الذي تقدم فيه جاليتنا في ديترويت تعازيها لعائلة الفقيد الدايني تنتهز الفرصة لتوجيه رسالة مفادها متى سيتحقق الاصلاح وتستقر أمور البلاد لترسو على مرفئ الامان ؟ ونتوقف عن سماع أخبار فقدان الأحبة عبر الارهاب أو الاهمال أو الموت تجمدا ً كما حصل مع العراقيين الاثنيين الذين توفيا جراء البرد القارس وهما يفترشان أحراش غابات بلغاريا بحثا ً عن بلد يمنحهما اللجوء ؟

أما آن الأوان للالتفات الى الكفاءات العراقية سواء تلك المتواجدة في الداخل أو الخارج لزجها في عملية إعادة بناء العراق ؟

قاسم ماضي – ديترويت



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google