القصيدة المتوحشة !
القصيدة المتوحشة !


بقلم: د. رضا العطار - 09-01-2017

من نظم الشاعر نزار قباني وغناء القيصر كاظم الساهر

القصيدة المتوحشة

أحبيني . . بلا عقد
وضيعي في خطوط يدي
احبيني . . لأسبوع . . لأيام . . لساعات
فلستُ انا الذي يهتمُ بالأبَد
أنا تشرينُ . . فانسحقي
كصاعقة على جسدي
احبيني . .
بكل توحش التتر
بكل حرارة الادغال
كلً شراسة المطر
ولا تبقي ولا تذري
ولا تتحضًري ابدا
فقد سقطتْ على شفتيكِ
كل حضارات الحَضَر
احبيني . .
كزلزالٍ ، كموتِ غير منتظر
و خلًي نهدك المعجون
بالكبريت والشرر
يهاجمني كذئب جائع خطر
وينهشني ويضربني
كما الامطار تضرب ساحل الجُزر
انا رجل بلا قدَر
فكوني انت لي قدري
وابقيني على نهديكِ مثل النقش في الحجر

احبيني ولا تتساءلي كيفا
ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
احبيني بلا شكوى
ايشكو الغمدُ ، إذ يستقبل السيفا ؟
وكوني البحر والميناء
كوني الارض والمنفى
وكوني الصحوَ والاعصار
كوني اللين والعنفا
احبيني . . بألف والفِ اسلوب
ولا تتنكري كالصيف
اني اكره الصيفا
احبيني وقوليها
لأرفضُ ان تحبًبي بلا صوت
وارفض ان تواري الحبَ
في قبر من الصمت
احبيني بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت
بعيدا عن تعصبها
بعيدا عن تخشبها

احبيني . . بعيدا عن مدينتنا
التي من يوم ان كانت
اليها الحب لا يأتي
اليها اللهُ . . لا يأتي

احبيني ولا تخشي على قدميكِ
- سيدتي – من الماء
فلن تتعمًدي امرأة
وجسمك خارج الماء
وشعرك خارج الماء
فنهدك بطة بيضاء
لا تحيا بلا ماء
احبيني بطهري او باخطائي
بصحوي او بأنوائي
وغطًيني
ايا سقفا من الازهار
يا غابات حنًاء
تعرًي
واسيقطي مطرا
على عطشي وصحرائي
وذوبي في فمي . . كالشمع
وانعجني باحزاني
تعرًي . . واشطري شفتي
الى نصفين . . يا موسى بسيناء

* مقتبس من ديوان الشاعر م 1 ص 652



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google