بقلم: محمد رضا عباس -
10-01-2017 يتمتع أبناء القوات المسلحة بمكانة محترمة في العالم الغربي ولا سيما في الولايات المتحدة الامريكية. المواطن الأمريكي ينظر الى أبناء القوات المسلحة على انهم ناس نذروا أنفسهم للدفاع عما يتمتعون به من حرية وامان ومستوى معاشي راقي. الشعب الأمريكي لا ينظر الى القوات المسلحة على انهم افراد ينفذون اجندات خاصة وانما اجندتهم هو الوطن , وعندما تتعرض القوات الأمنية الى انتكاسة لا يلام الا السياسيون وليس القادة الأمنيين . كما وان الأجهزة الإعلامية تعطي اهتمام فائق واحترام منقطع النظير عند التحدث مع القادة العسكريين , خاصة في مواقع القتال . على سبيل المثال يتأكد المذيع بعدم مقاطعة القائد العسكري وهو يتحدث او وقف البث عنه وهو مازال يتحدث. القادة الأمنيين يعتبرون وجه البلد والامينين عليه , وبذلك يتم التعامل معهم بفائق الاحترام والتقدير.
مع كل الأسف , الفضائية العراقية وهي الوحيدة التي اراقبها , لا تتبنى معايير الاحترام لقادتنا الأمنيين والذين يخوضون اقسى واشرس معركة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط المعاصر . قادتنا العسكريون اثبتوا للعالم اجمع قدراتهم القتالية في أقسى الظروف الجوية وبنفس الوقت يتعاملون مع عشرات الالاف من النازحين بكل مهنية واحترام وبذلك استحقوا بجدارة احترام المنظمات العالمية المهتمة بحقوق الانسان وأبناء المدن المحررة وسيذكرهم التاريخ بأحرف من نور. نعم , ابطال القوات المسلحة العراقية من أمثال الفريق عبد الوهاب الساعدي , الفريق معن السعدي , الفريق طالب شغاتي , الفريق عبد الغني الاسدي , الفريق رائد شاكر جودت , الفريق ثامر إسماعيل , اللواء عبد الله نجم الجبوري , الفريق رياض جلال توفيق , الفريق عبد الأمير يار الله , الفريق الطيار حامد المالكي , والفريق الطيار أنور حمه امين , العميد عبد الحسين الخزرجي , الفريق فاضل البرواري , الفريق عثمان الغانمي وابطال اخرين يضيق المجال عن ذكرهم , سوف لن تغيب أسمائهم عن تاريخ العراق الحديث بل ستكون أسمائهم هو عنوان العراق الجديد لما قدموا من اعمال عسكرية ضخمة ادهشوا فيها الصديق قبل العدو فهم من حمى الوطن من الانهيار او احتلال داعش وهم من حمى العملية السياسية وهم من أعاد بناء هيبة القوات المسلحة العراقية , وبذلك استحقوا ان نرفع قبعاتنا تكريما لهم .
الفضائية العراقية لا تسمح للقادة العسكريين والذين يظهرون مع المراسلين الحربيين التي ترسلهم المحطة لتغطية العمليات العسكرية من تكملة حديثهم , حيث يضطر قارئ النشرة الإخبارية بقطع البث والقائد العسكري ما زال يتحدث عن الإنجازات العسكرية بحجة انتهاء الوقت المقرر. اعتقد ان هذا الاجراء عيب , مرفوض , ولا يليق بقادتنا . بالكلام العراقي قارئ النشرة وكأنه يقول للقائد العسكري "أنجب". انهم يستحقون تعامل احسن من تعامل الفضائية العراقية معهم , ولكن اخلاقهم الراقية وحبهم لتوصيل الحقيقة للشعب العراقي هو الذي يجعلهم الاستمرار في التعامل مع الفضائية المذكورة.
قادتنا العسكريون لا يستحقون الا الاحترام والتبجيل و يجب على الفضائية العراقية ان ترفع مكانتهم وذلك باستخدام طريقة اكثر تحضرا في التعامل معهم , كان يخبرهم المراسل الحربي عن الفترة الزمنية المسموح لهم في الحديث , او تسجيل حديثهم واستعمال ذلك الجزء الذي يستفاد منه مقدم الاخبار في فترة اللاحقة او استحداث برنامج خاص يومي يتحدث فيه القادة العسكريون عن المعارك والتقدم فيه .
عبد الوهاب عبد الزهرة الساعدي قائد عبور نهر الخوصة ومحرر الفلوجة وبطل معارك بيجي اصبح بطل لكل العراقيين وعنوان الشجاعة والتخطيط واصبح اسمه يتردد على افواه الشباب العراقي وطلاب المدارس، عسكريا كقائد من الطراز الأول , ويحلم كل شاب ان يحقق ما حققه هذا البطل المقدام . ولكن الفضائية العراقية أساءت لشخصه وذلك بإظهاره وهو يدخن سكارته في احدى مواقع القتال. كان من المفرض ان تقطع الفضائية العراقية هذا المقطع من التقرير قبل بثه على الجمهور. عبد الوهاب اصبح ليس شخصا عاديا من الناس وانما شخصية مجتمعية ومثل لمئات الاف من الشباب المندهشين بشخصيته العسكرية الفذة , ويجب ان لا يبث عنه أي مقطع تحط من مقامه , التدخين . ماذا تريد الفضائية العراقية ان تقول للشباب من هذا المقطع؟ هل تريد ان تقول للشباب التدخين يجعلك رجلا قويا مشهورا مثل الساعدي , كما كانت شركة ونستون الأمريكية لإنتاج السكائر تفعل في احد إعلاناتها الذي كان يظهر فيه رجل كاوبوي على فرس ويقود قطيع من البقر في احدى براري نيفادا . العالم المتحضر أصبح يستعمل المشاهير لتوعية المجتمع من بعض الامراض والعادات السيئة مثل التدخين.
كلام اخر موجه الى الفريق عبد الوهاب الساعدي , اعلم انك شجاع وقائد من الطراز الأول , فكن اكثر شجاعة و أترك التدخين , و يا حبذا ان تعلن تركك عادة التدخين وانت تذيع بشرى تطهير الجانب الايسر من قضاء الموصل بالكامل من سيطرة مجاميع داعش الإرهابية . ظهورك على شاشات التلفاز وانت تعلن توقفك عن التدخين سيرسل رسالة مؤثرة الى بقية المدخنين في العراق.
