بقلم: يحيى السماوي -
10-01-2017 إني أرى ـ فـيـمـا يـراهُ الـنـائـمُ الأعـمـى : فـراشــاتٍ تُـكـبِّـرُ فـي الـحـدائـق ِ .. قـال عـرّافُ الـمـديـنـةِ : إنـهـا الأطـفـالُ يـمـتـشـقـون أكـوابـا ً بلا لـبـنٍ يـفـيضُ بـهـا الـشـحوبْ
*
يـتـقـدَّمـون الأمّـهـاتِ
وخـلـفـهـم سـيـلٌ مـن الـدَّم ِ والـدمـوع ِ كأنـهُ الـطـوفـان ُ سَــدَّ عـلـى الـدّهـاقِـنـةِ الـدروبْ
وأرى على سَـعَـةِ الـفـضـاءِ الـطّـلـق ِ لافـتـة ً تـنـزُّ حـروفُـهـا بـزلازلِ الحِـلـم ِ الـغـضـوبْ : * للهِ ما للهِ ..
لـكنْ
كـنـزُ " قـيصـرَ " لـلــشـعـوبْ
*
وأرى تـنـانـيـرَ الـجـيـاع ِ
تـكـرُّ بـالـجـمـرِ الـجحيم عـلـى قـصـور الـمُـتـخـمـيـنَ
أرى الـذّئـابَ تـفـرُّ
تـسـتـجـدي الـسّـلام َ مـن الـظِـبـاءِ الـمُـسـتـضـامَـةِ .. والحـمـائِـمَ بـعـدَ غـربـتِهـا تـؤوبْ
وأرى طواويـسَ الـمـديـنـةِ تـخـلـعُ الـرِّيـشَ الـمُـلـوَّنَ .. تـسـتعـيـرُ من الـقـنـافـذِ جـلـدَهـا .. ولحى الـذقـون المـسـتعارةِ : في بـراميلِ الـقِـمــامـة ْ ..
وأرى أبا ذرِّ الغفاريْ
شاهـرا ً سـيفا ً بوجهِ الأولياءِ الـزُّور ِ تـتـبعـهُ ملايـيـنُ الجـيـاع ِ.. وعـروةَ بـن الـوردِ مُـمْـتـشِـقـا ً حُـسـامَـه ْ ..*
أهيَ الـقـيامة ُ ؟
قال عـرّافُ المدينةِ :
إنَّ لـلـدنـيـا قِـيـامَـتهـا الـتي تُـفـضي إلى يوم الـقِـيـامـة ْ