كيف نواجه أزمة الثورة والمعارضة
كيف نواجه أزمة الثورة والمعارضة


بقلم: صلاح بدرالدين - 11-01-2017
سورييوالثورة والتغيير أمام مفترق طرق اما الاعتراف بحدوث الانتكاسة أو الهزيمة او التراجع أو الاخفاق ( سمه ماشئت ) ثم البحث عن سبيل لمواجهة التحدي الأكبر في مراجعة حاسمة لحصيلة أعوام خمسة وتشخيص مكامن الخطأ والانحراف والعمل الدؤوب سياسيا وتنظيميا وميدانيا على اعادة البناء والانطلاق ببرنامج سياسي متجدد وقيادة وطنية ثورية لمواصلة الكفاح الوطني أو المكابرة الفارغة والاذعان للواقع المؤلم وترك مصير الشعب والبلاد للمحتلين ونظام الاستبداد والميليشيات الطائفية وقوى الظلامية والارهاب وفي مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا لن ينفع الترقيع ولا دعوات الاصلاح وتهدئة النفوس وبيانات ونداءات من جانب أعداد من ذوي المصالح والرواتب والمواقع في " مؤسسات المجلسين السوري والكردي والائتلاف " لتنفيس الاحتقان وقطع الطريق على ارادة الغالبية في حل الأزمة بالحسم والحزم عبر اللجوء الى الوسط الشعبي ومن خلال المؤتمر الوطني الجامع .
قبل كل شيء وبدون تعقيدات وألغاز وبغاية البساطة أقول علينا طرح التساؤلات المفصلية التالية : لماذا هذا المؤتمر ولماذا ازدياد الدعوة له الآن ولماذا انضمام البعض الى هذه الدعوة من مسؤولي كيانات – المعارضة – وخاصة ( المجلس والائتلاف ) متأخرين سنوات خمس وهل المؤتمر المنشود من أجل تصحيح مسار وأداء من فشل وأخفق وأضر بالثورة والقضية واعادة انتاج نفس الشخوص المسؤولة عن الهزيمة تحت عنوان – المؤتمر الوطني – من دون قيامهم ( وهو أضعف الايمان ) بمراجعة في العمق وتشخيص مكامن الخطيئة والانحراف ومن ثم الاعتذار للسوريين ثم هل ستكون وظيفة المؤتمر العتيد بمثابة اعادة الاعتبار للفاشلين أم منصة لمساءلتهم وترميما لماهدموه وتاليا هل سيكون على غرار الاجتماعات والمؤتمرات السابقة مدفوعة الثمن السياسي المسبق من احدى الجهات الداعمة – المعروفة – ومقررة سلفا من سيقود ومن سينتخب ومن سيعين وهل سيرسم لهذ المؤتمر القفز فوق العملية التقيمية النقدية الشاملة للعامل الذاتي الضعيف الهش على صعيد من تصدروا الثورة والمعارضة من مدنيين وعسكريين ومقاتلين وادعوا ( التمثيل الشرعي والوحيد ) أو تفادي الوقوف العلمي الواقعي على تعقيدات العامل الموضوعي بما يحمل ذلك من تأنيب لضمائر ( أصدقاء الشعب السوري ) وعتاب للنظام العربي الرسمي وتحميلهم جميعا جزءا من مسؤولية الأزمة الراهنة ؟ وغير ذلك من التساؤلات العديدة .
أي عمل بخصوص المؤتمرات واللقاءات الوطنية سيبقى قاصرا وقد يكون مضرا كماأرى اذا لم ينطلق من مفهوم المراجعة العميقة النقدية الشاملة لانتكاسة الثورة التي يجب الاعتراف بحصولها واخفاق وهزيمة المعارضة التي تتحمل المسؤولية الرئيسية والايمان بوجوب اعادة بناء الثورة وهيكلة جسمها وعمودها الفقري المتقطع وأقصد ماتبقى من الجيش الحر والحراك الثوري العام وصولا الى صياغة البرنامج السياسي الجديد المناسب المتوافق عليه وانتهاء باختيار مجلس سياسي – عسكري مجرب وكفوء .
أي عمل في هذا الاتجاه سيبقى ناقصا بل مبتورا اذا لم يستند الى حقائق تاريخية رافقت الأيام الأولى لاندلاع الانتفاضة الثورية السلمية السورية وأولها أن ( المجلس الوطني السوري ) لم ينشأ بطريقة ديموقرطية سليمة وخضع للآيديولوجيا الحزبية وألبسوه طربوشا اسلاميا ليكون عنوانا زائفا للمجتمع السوري المتعدد الأقوام والأديان مما أثار الريبة والخوف وحرمان المعارضة من قطاعات واسعة من مختلف الأقوام والأديان والمذاهب كما قدم ذلك هدية على طبق من ذهب لنظام الاستبداد الذي استغل ذلك ونجح في الاساءة للثورة وتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي .
ان أي عمل قادم بخصوص المؤتمر الوطني سيبقى دون المستوى ان تجاهل أمرا آخرا وهو أن سبب الهزيمة أن ( المجلس والائتلاف ) والمعارضات كلها والثوار – اتفقوا على اسقاط النظام واختلفوا على النظام البديل – كما يروج الى ذلك البعض والحقيقة هي أن المعارضات بدون استثناء لم تكن مع اسقاط النظام كمؤسسات أمنية وعسكرية وادارية وحزبية ذات قاعدة اقتصادية واجتماعية وخطاب فقد رضيت علنا ومواربة بالتحاور مع النظام والعمل معه ووقعت على اتفاقيات وبيانات ( جنيف وفيينا ) وغيرها التي نصت على الحفاظ على مؤسسات النظام وقد أخفت المعارضة ( الائتلاف والهيئة العليا ) خطيئتها بالتركيز على رحيل الأسد وكأن رحيله سيزيل كل مؤسسات النظام التي تتأسس وتترسخ منذ عقود .
أما بشأن البديل عن الاستبداد فلم يكن هناك سبب للاختلاف حتى بداية 2012 وكنا كوطنيين نرى أن الأولوية لاسقاط النظام من دون طرح مانؤمن به من نظام قادم وتفاصيله وأسسه وذلك درءا لأي خلاف بين صفوف الثوار والمعارضين ولكن جماعات الاسلام السياسي هي من بدأت بتعميم وبث الشعارات ومنها استفزازية لحوالي نصف المجتمع السوري كما رفعت الرايات السود وتردد من جانب العديد من المطلعين أن جماعة الاخوان السورية كانت ترسل عاملين فنيين مع آلات التصوير مكلفين بترديد وتسجيل شعاراتها مع تصوير نشاطات المحتجين ومقاومة الثوار في الميدان وذلك كعمل دعائي حزبي صرف .
ان أي عمل صوب تحقيق المؤتمر الوطني السوري يجب وبالضرورة حتى يكون ناجحا أن لايتصدره المسؤولون في – المجلس الوطني السوري والائتلاف والمجلس الوطني الكردي وسائر تشكيلات المعارضة الوطنية – لأنهم فشلوا وأضروا ويتحملون المسؤولية التاريخيةوعليهم الاعتراف بذلك أمام الشعب وبامكانهم دعم المشروع عن بعد ن أرادو والدور الأساسي يجب أن يكون للمستقلين وتنسيقيات الشباب وحراكهم ومنظمات المجتمع المدني مضافا اليهم الثوار الديموقراطييون وخصوصا ماتبقى من تشكيلات وأفراد الجيش الحر .
هناك الكثيرون من الوطنيين المستقلين وكنت من بينهم بدأنا بطرح فكرة المؤتمرالوطني السوري الجامع مبكرا وتحديدا منذ بدايات 2013 من أجل اعادة بناء وتعزيز صفوف الثورة والحفاظ على وجهها الوطني ومضمونها الديموقراطي وأهدافها النبيلة وصيانة وتعزيز وجود وقدرات الجيش الحر كعمود فقري لتحقيق المشروع الوطني في تحقيق الحرية والكرامة والتغيير وصولا الى سوريا الجديدة التعددية التشاركية ولكننا جوبهنا من جانب كيانات المعارضة بشتى أنواع الضغط السياسي والتشهير والتشكيك والآن لن نبادلهم الأمر بالمثل بل نقول لهم بهدوء : ارفعوا أيديكم ووصايتكم عن مشروع المؤتمر الوطني السوري الجامع .
لاشك أن نجاح المؤتمر المنشود متوقف على جدية اختيار اللجنة التحضيرية التي من المفيد أن تعبر عمليا عن مختلف المكونات والتيارات السياسية المؤمنة بالثورة يغلب عليها العنصر الشبابي من النساء والرجال ومطعمة بمناضلين وطنيين نزيهين خبرتهم سنون مواجهة نظام الاستبداد .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google