الحرب السورية بوابة روسيا الى العظمة
الحرب السورية بوابة روسيا الى العظمة


بقلم: حيدر الصراف - 12-01-2017
ادركت الأدارة الأمريكية و ان كان بصورة متأخرة او تحت الضغط العسكري الروسي المتزايد ان ( سوريا ) ليست ضمن مناطق نفوذها انما هي تقع في نطاق ( الأملاك ) الروسية التي يجب الأبتعاد عنها و عدم التقرب منها او المساس بها و ان وقت الضعف و الهوان الذي حل بروسيا بعد انهيار ( الأتحاد السوفييتي ) قد ولى و ها قد عادت روسيا من جديد لتأخذ مكانتها لكن هذه المرة ليست من بوابة اوربا الشرقية كما كان عند نهاية الحرب العالمية الثانية انما من البوابة السورية الواصلة الى شواطيئ البحر الأبيض المتوسط و الذي من حق الدول العظمى التجول في بحار و محيطات العالم بكل حرية و دون اعتراض او اعاقة من احد .

بعد سقوط ( الأتحاد السوفييتي ) و انهيار الكتلة الأوربية الشرقية و خروجها من دائرة النفوذ ( الروسي ) و التحاقها بالمعسكر الأمريكي الغربي كانت تلك ضربة موجعة و مؤثرة معنويآ اكثر منها اقتصاديآ او جغرافيآ اذ اعتبرت اهانة و ثلم للكبرياء الروسي كدولة كبرى التي قبلت به مجبرة و على مضض و ما ان هبت عاصفة ( الربيع العربي ) حتى وجدت روسيا وريثة ( الأتحاد السوفييتي ) ان تلك العاصفة اقتلعت الأنظمة الموالية لها فقط دون غيرها ( كان سقوط بعض الحكام من الموالين لأمريكا و الغرب مثل نظام ( بن علي ) في تونس و حكم ( الرئيس مبارك ) في مصر لكن ذلك لم يؤثر على توجه الحكام الجدد فبقي ولائهم كما كان سابقآ للأمريكان و الغرب عمومآ فيكون الهدف من الربيع العربي هو اسقاط الأنظمة الموالية لروسيا فقط ) .

كان ( نظام صدام حسين ) في العراق اول تلك الأنظمة الحليفة لها في السقوط و الأنهيار تحت جنازير الدبابات الأمريكية و الغربية المتحالفة معها في احتلال عسكري مباشر و لم تستطع روسيا وقتها من فعل اي شيئ بالضد من الأرادة الأمريكية و بقيت متفرجة على ذلك المشهد الدامي و الحزين في خروج الحليف العراقي من دائرة النفوذ الروسي و هذا يعني انسحابها من شواطيئ الخليج العربي و الأراضي الغنية بانفط و الثروات المعدنية الأخرى بعد ذلك كان ( نظام القذافي ) في ليبيا هو المرشح القوي للأطاحة به و الأنهيار تحت ضربات طائرات ( حلف الناتو ) في دعم مباشر للقوات البرية المقاتلة على الأرض لا بل ان قوات ( حلف الناتو ) هي من قتلت ( العقيد القذافي ) فعليآ و بذلك انتهى هذا الحكم الموالي لروسيا هو الآخر و حرمت ( روسيا ) من اي موقع لها في شمال افريقيا يطل على البحر المتوسط .

في بدايات التحرك الغربي الأمريكي في ( سوريا ) لم تكن روسيا قد نهضت بعد من كبوتها و لم تستفيق و تستجمع قواها بعد لذلك كان الجناح الجنوبي لحلف الناتو و بقيادة الحكم التركي هو البوابة الرئيسية و الممر و المعبر و الممول ( وان تنكرت تركيا اخيرآ من كل ذلك بعد ان يأست من سقوط النظام السوري ) لكل المنظمات المعارضة و المناهضة للحكم السوري القائم و كان الكثير من تلك الحركات ذات توجهات اسلامية متطرفة و تعد ارهابية مثل ( جبهة النصرة و داعش ) و اخريات لا تختلف عنها كثيرآ سوى في التسميات و العناوين .

يبدو ان ( روسيا ) قد افاقت من صدمة انهيار ( الأتحاد السوفييتي ) و تبعثره الى مجموعة من الدول المستقلة المتناثرة و الضعيفة و التي لا تقدر على فعل اي شيئ سوى اعتمادها على المساعدات و الهبات الأمريكية و الأوربية بدلآ عن مساعدات ( الأتحاد الروسي ) اي انها استبدلت مانح وهاب بآخر لكن روسيا اثبتت انها حقآ الوريث الشرعي للحكم السوفييتي القوي و الصلب و ما تدخلها في سوريا و الأخذ بزمام المبادرة و تصدر الواجهة السياسية و العسكرية في ذلك الصراع المرير على حساب الدور الأمريكي و الغربي الذي انزوى مبتعدآ و تاركآ لهذه الدولة الكبرى ( روسيا ) المهمة الصعبة في ترتيب البيت السوري و احلال السلام فيه بعد ان فشل التحالف الأمريكي من اسقاط ( النظام السوري ) او حتى في الهيمنة المطلقة على المعارضة المسلحة فلا النظام سقط و لا المعارضة اصبحت ذو شأن و قوة تحسب لها .

هكذا تكون المفاوضات على الطاولة المستديرة في ( الأستانة ) و التي دعت اليها ( روسيا ) و بالضغط على الحكم التركي الذي له الهيمنة و النفوذ على بعض اطراف المعارضة السورية المسلحة لما يقدم لها من دعم مالي و تسليحي و تسهيلات لوجستية و بالأخص فصائل ( الجيش الحر ) اي المعارضة المعتدلة و ان الراعي لهذه المحادثات القادمة في ( الأستانة ) ليست الأمم المتحدة او الأتحاد الأوربي او الولايات المتحدة انما هي ( روسيا الأتحادية ) و التي يبدو انها مصممة على انجاح هذه المفاوضات مهما كان الثمن كون نجاح محادثات ( الطاولة المستديرة ) هي ضمان العودة المظفرة للدولة العظمى ( روسيا ) الى الساحة الدولية كصاحبة حق ( الفيتو ) في مجلس الأمن الدولي بحق و بقوة عسكرية جبارة ( فمصائب قوم عند قوم فوائد )

حيدر الصراف



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google