متطرفي العلمانية اشد خطرا من متطرفي الدين
متطرفي العلمانية اشد خطرا من متطرفي الدين


بقلم: مهدي المولى - 13-01-2017
لا شك أننا ابتلينا بمتطرفي الدين الذين ينسبون انفسهم الى الدين زورا وكذبا لجهلهم في الدين وسوء نواياهم الفاسدة فجعلوا من الدين مطية لتحقيق مصالحهم الخاصة في الوقت نفسه ابتلينا ببعض الذين ينسبون انفسهم الى العلمانية الى المدنية الى اليسارية فهؤلاء اكثر تطرفا واكثر جهلا من متشددين ينتسبون الى التدين والدين وبهذا يكون خطرهم اكثر واكبر على العلمانية والمدنية واهلها لانهم لا يدفعون فقط متطرفي الدين بل المعتدلين من اهل الدين الى الوقوف ضد العلمانية واهلها بقوة وهذا يعني انهم السبب في انتشار العنف وتوسعه في المنطقة وانحصار وتقلص العلمانية والمدنية ودورها بل حتى تهميشها والقضاء على اي تأثير لها في ما يجري في البلاد
المعروف ان العلماني المدني ديمقراطي مهمته الاولى والاخيرة وخاصة في مثل ظروفنا هي دعم وترسيخ الديمقراطية يعني تهيئة يعني أعداد شعب يتخلق بقيم الديمقراطية يعني تشجيع وحث المواطن على طرح رأيه اعتقاده بقناعته الخاصة بدون خوف بدون مجاملة وفي نفس الوقت يحترم رأي واعتقاد الاخر فالانسان لا يمكن ان يطرح رأيه ومعتقده بحرية الا اذا احترم رأي ومعتقد الأخرين واستمع اليها
كما ان العلماني المدني ليس مهمته اكراه الآخرين على رأي اعتقاد واحد هذه مهمة الطغاة المستبدين الذين يبتغون ان يجعلوا من شعوبهم قطيع من الحمير ليس الا بل العلماني المدني اليساري يرى في تعدد الاراء والمعتقدات هو اساس تطور وتقدم الحياة وعليه ان يخرج من دائرة تصارع الافكار الاراء المعتقدات ويتخلى عنها بل عليه ان يقر ويؤمن بتلاقح الافكار والآراء والمعتقدات
فتصارع الافكار لا ينتج الا الخراب والارهاب والفساد
وتلاقح الافكار ينتج البناء والسلام والصلاح و ما حدث ويحدث من عنف وارهاب من مصائب وكوارث الا نتيجة لتصارع الافكار فكل انسان كل مجموعة ترى فكرها رأيها هو الصحيح الاصح وغيرها غلط هو الخير وغيرها شر وهذا ما يقره ويعمل به بعض المجموعات الدينية لهذا تندفع الى فرض رأيها معتقدها على الآخرين بالقوة وبأساليب ظلامية وحشية لا يدرون ان هذا الاسلوب يذبح تلك الفكرة والعقيدة ويدمر الحياة والانسان وما حدث في الشعوب التي سيطر عليها الفكر الواحد العقيدة الواحدة سواء التي وصلت بالانقلابات العسكرية الانتفاضات الشعبية
العلماني المدني ليس رأي ولا عقيدة العلماني واقعي عقلاني اي يحترم كل ما هو موجود في هذا الواقع من افكار ومعتقدات وفق دستور وضعه الشعب وصوت عليه ووفق المؤسسات الدستورية
اذا كان للتغير بعد 2003 ايجابية فالايجابية الوحيدة هي الحرية التي يتمتع بها العراقي هي حرية العقل وايجابيات اخرى هي المركز الثقافي والقشلة فهذه جامعة من ارقى الجامعات العراقية وافضلها انها تحرر عقل الانسان اي تصنع انسان فالانسان لا يمكن ان يكون انسان الا اذا تحرر عقله فاذا احتل عقله سقطت منه انسانيته
الجامعة الوحيدة التي كل من فيها اساتذة وطلاب في الوقت نفسه
الجامعة الوحيدة التي يدخلها الجميع ومن حق كل عراقي ان يدخلها بدون اي شروط ولا حدود بكل مستوياتهم الفكرية والعقلية والجميع متساوون لهذا من الممكن ان يكون لهذه الجامعة مستقبل في صنع الانسان العراقي اي الانسان الحر الذي يعتز ويفتخر بعراقيته ونأمل ان تؤسس جامعات اخرى شبيهة بجامعة الغشلة والمركز الثقافي في كل محافظة في كل قضاء في كل ناحية
للأسف الشديد أبتليت القشلة ببعض انصاف المتعلمين والذين يعيشون بأفكار الاحزاب الشمولية الحزب الواحد الحاكم لواحد يحاولون فرض انفسهم وفرض افكارهم على الاخرين هم وحدهم الذين بيدهم الحل اما غيرهم لا يصلحون وما يطرحونه هو الصحيح ويرفضون اي رأي او فكر آخر بل يرون انفسهم انهم اساتذة معلمين والذين حولهم تلاميذ والويل لمن يعارضهم او ينتقد ما يطرحونه وبعضهم يرى نفسه شيخ دين يقرأ المقتل في فاتحة على الجميع الصمت والبكاء فهم وحدهم لا ثاني لهم لا يدرون ان هذا الاسلوب خلق انسان خائف انتهازي متملق وبالتالي نشأ تيار مضاد متطرف
لهذا ادعوا كل من يريد النجاح لهذه الجامعة اي جمعة القشلة والمركز الثقافي في تحرير عقل الانسان العراقي
اولا كل من في هذه الجامعة استاذ وتلميذ
ثانيا الافكار تتلاقح لا تتصارع
ثالثا الانسان حر في طرح افكاره بحرية بشرط احترام اراء الاخرين وهذه اول مرحلة لهذه الجامعة ان يطرح الانسان أفكاره عن قناعته الذاتية لا خوفا من احد ولا مجاملة لاحد وهذه الوسيلة الوحيدة لتحرير العقل وخلق الانسان الحر وهذا لا يمكن الا اذا استمع الى ارأء الآخرين فتتفاعل تتلاقح مع افكاره فتثمر افكار جديدة
مهدي المولى



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google