الازمات والفساد المستشري و عملية الاصلاح في اقليم كوردستان
الازمات والفساد المستشري و عملية الاصلاح في اقليم كوردستان


بقلم: عماد علي - 13-01-2017
الازمات الحادة تضيق الحناق على الشعب الكوردستاني منذ اكثر من سنتين . اما الان و قد اقترب الربيع و نسمع امورا و اشاعات سياسية تتكرر وفق الظروف الخاصة الموجودة بكل سنة، و منها تخفي اهداف حزبية و شخصية و تكتيك اني دون ان تكون جوهرها صادق و فحواها هادف للامر المعلن عنه . نتذكر الادعاءات و الترويجاتللسنين السابقة لعملية الاستفتاء حول استقلال كوردستان و ما تحدثنا عنه في حينه من انها مجرد فقاعة لابعاد تاثيرات الاعتراضات و الاحتجاجات التي كانت مسيطرة على الشارع، ومن اجل اخفاء الفساد المستشري و الخروج من الازمات الحزبية و الشخصية و التغطية على السلبيات المختلفة و النفوذ الى الضفة الاخرى من التضييق الذي علق حول اعناق المتنفذين، بعدما كشف امرهم للجميع من جهة، و من اجل بيان نواياهم الواهية و المزيفة المضللة و المكسوة باهداف و افعال حزبية بعيدة عن اية مصلحة تمس الشعب .
و من ثم اعاد هؤلاء الكرة باسم الاصلاح مرارا و اشغلوا الاعلام الحزبي و ما لديهم في الظل لاجل اشغال الشعب الكوردي المغلوب على امره به، دون وجود اي وجه للحقيقة في السير على العملية التي تحتاج لاسس غير متوفرة لدى من يدعيها . فهل الفاسد او المشارك باي نسبة كانت منه يمكنه اصلاح الوضع و خصوصا ان كان يتضرر حتى في خطوة واحدة باتجاه هذا الامر اي الاصلاح .
في هذه الايام نسمع كما اعتدنا من قبل و بالاخص منذ شباد الماضي، نسمع علو صوت من يدعي زيفا بانه يسير على تحقيق عملية الاصلاح دون ان يذكر ما انجازاته خلال هذه السنة الكاملة و هو يستمر في تبجحاته في هذا الشان دون ان تُبان ماهي الخطوات الصحيحة و ليست الامويهية و المماطلة التي اتخذت في هذه الفترة في ظل انعدام الشفافية من جهة و مشاركة من هم غير مناسبين لاجراء عملية الاصلاح المترامية الاطراف التي تحتاج الى توفير ارضية و عوامل مساعدة و اسس و ارادة حقيقية صادقة و اصحاب عقلية و مصداقية ، و ليس من هو صاحب المشكلة او المؤسسات و حتى من يتراسها وفق المحاصصة الحزبية و هم اصحاب ملفات الفساد في حياتهم السياسية و من تبذير للثروات و ممتلكات الشعب، و حتى من يتراسون المؤسسات المهمة التي تعتبر اساس لحل هذه القضية، ومن المسماة زيفا و تضليلا و بهتانا بالنزاهة او على هذه الشاكلة .
هؤلاء المتنفذين من اصحاب عالي النسب و المفاخر التي اودت تحركاتهم بحياة الناس الاحتماعية و الاقتصادية و السياسية الى الحضيض، و ها نعيش في ظل مرحلة خانقة من ما تطبق و تضيق على انفاس الناس من الازمات المختلفة الانواع و ليس هناك اي افق يمكن ان يامل اي من المواطن المعاني بانه يخرج من ماهو فيه سالما او محسنا لنسبة ضئيلة من حاله على الاقل باقل درجة من الضرر و تنجو احواله الشخصية في نهاية النفق بامان .
في الوقت التي لم نتقن لعبة السياسة مع من يريد لنا الشر من الدول و الاطراف المتعددة اقليميا و باالاخص من دول الجوار، و ان كانوا هم السبب الرئيسي لازماتنا بشكل مباشر او غير مباشر من خلال تحالفات الاحزاب اصحاب النفوذ و السلطة في كوردستان معهم، و به يمكن ان نستسلم للحال و نعتمد عليهم في تحسين احوالنا مخدعين لانفسنا قبل اي احد اخر، فهل من عدو يفعل ما يشاء من اجل ان يوقعك في الحفرة بانه ينجيك في اي وقت و مرحلة او ظرف كان من بعده، هذا خارجيا اما داخليا، فانك من سببت بسذاجتك و صراعك الداخلي و ما خطوت من الخطوات اللاشرعية من فرض ارادتك النابعة من عقلية العصور الوسطى و دون ان تمتلك رؤية واضحة و ارضية و اسس للاصلاح و تريد باجتماع مصغر دون اية خطة علمية و بمجاملات، ان تحقق الهدف التي تدعيه و تريد به التضليل و تحقيق ماهو الاهم لديك . ان قيّمنا الواقع الموجود من الظروف الذاتية و انعدام اي اسس ضرورية و ملحة لعملية الاصلاح سنكشف نسبة النجاح في تلك الادعاءات السياسية المكشوفة فقط، و يمكن ان نقرا التضليل من خلال :
1-انعدام ولو نسبة ضئيلة جدا من الشفافية لدى السلطة و حتى الجهات التي اختارتها السلطة بنفسها من ما تسمى بالمؤسسات المستقلة بهتانا لانها من جملة ما تاسست و انبثقت من خلال المحاصصات الحزبية من جهة وهم ايضا اصحاب المشكلة بانفسهم من جهة اخرى . و منذ سنة و نحن نعيش في وضع لم نسمع عن ما يجري من وراء الستار في هذا الشان و عدم ذكر اي خطوة للراي العام في هذا الامر، يكشف الحقيقة .
2- انعدام سلطة نزيهة و مسؤلين نزهاء يمكن الوثوق بهم من اجل الخطو باتجاه الاصلاح الحقيقي .
3- عدم استقلالية السلطات الثلاث و بالاخص القضائية و هي تحت رحمة اوامر الاحزاب المتنفذة و الشخصيات ذات المصلحة، و في ظل غياب الادعاء العام المستقل المطالب بالاصلاح و حقوق المواطنين .
4- عدم وجود خطة او مشروع علمي متكامل في هذا الشان، و كل ما يدعيه هؤلاء هو مجرد اجتماعات سطحية و تقارير شفهية غير موثقة، في الوقت الذي تحتاج هذه العملية الى ادق الخطوات الدقيقة و المشاريع العلمية و من اصحاب الكفاءات و الخبرات من الاختصاصيين المستقلين الذين لا يمكن ان يكون لهم صلة بالسلبيات التي افرزتهذه الازمات و ما لها العلاقة بالفساد، من المنورين و النزهاء و الكفوئين و اصحاب العقلية و لديهم مصداقية و رصيد و شخصيات معتبرة في كوردستان، و انما كل من يتكلم عن هذه العملية هم من المشكوكين بهم في امور الفساد و هم اهل السلطة و من انتج هذا الواقع المزري .
5- عدم قراءة المرحلة بشكل جيد و التماطل و التملص من الواجبات التي على عاتق من يدعي بانه في خصوص تحقيق الاصلاح، و عدم الاعتبار للوقت، و تهميش الاهم في العملية و هو توحيد الصفوف و اعادة الواقع السياسي الى حالته الطبيعية و اعادة تفعيل البرلمان الذي يجب ان يتخصص و يكون فاعلا في هذا الشان قبل غيره، و اهمال هذا الامر بهذا الشكل هو الفساد بذاته، مع انعدام الارضية المناسبة للحكم الرشيد .
يمكن ان نصدق ما يجري لو كان من له القدرة على الاصلاح موجودا و صاحب المصداقية وكان بامكانه ان يشرف على عملية الاصلاح احدى هذه الجهات الخاصة المفقودة اصلا في كوردستاننا: اما مرجعية معتبرة مهما كانت نوعها قوميةاو وطنية اودينية اومذهبية او تاريخية او اجتماعية، ان كانت زاهدة و صاحب تاريخ معتبر غير ملم بمصالح بعيدة عن ما يهم الشعب، لها مصداقية و كلمة و رصيد، يمكنه ان يفرض ما يهم المصالح العليا للشعب، و هذا غير موجود لدينا اساسا . او برلمان فعال ذات شان له القدرة على الحل و الربط و يمتلك في صفوفه قدرات عقلية قادرة على حل الازمة المعقدة الخانقة في كوردستان و يصلح ما يتمكن منه، و هذا ايضا غير متوفر لدينا وحتى البرلمان بصفاته و خصائصه الناقصة قد اثبط مفعوله بامر حزبي و شخصي . او من خلال مؤسسات مدنية مستقلة فاعلة و لها القدرة على تحقيق خطوات الاصلاح، و هذا غير متوفر ايضا لكون ما تسمى بالمنظمات و المؤسسات المدنية ليست الا هم من انبثقوا في ظل احد الاحزاب و بمحاصصة تامة و بدعم مادي و معنوي منهم بشكل واضح .
لذا، و نحن نسمع هذه الايام التي نتجه نحو مرحلة مابعد داعش و الربيع قادم و نقترب من موعد الانتخابات العامة، ليس لنا الا ان نتشائم اكثر في تحقيق ما يهم الشعب من الاصلاح و استاصال الفساد بايدي نظيفة وليس بمن هو السبب و المشارك اصلا في الفساد و الحال التي وصلت اليها كوردستان .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google