المدنيون ماذا يريدون في مظاهراتهم
المدنيون ماذا يريدون في مظاهراتهم


بقلم: مهدي المولى - 14-01-2017
انهم يريدون من الحكومة القضاء على الفساد والفاسدين يريدون من الحكومة القضاء على الارهاب والارهابين يريدون حماية المواطن من الفساد من الارهاب من الموت المجاني الذي انتشر في كل مكان في كل بيت وساحة وشارع وهذه مطالب حق وعدل ووفق الدستور وعلى الحكومة تنفيذها والا فانها مقصرة في واجبها ان لم نقول انها متواطئة
لكن الحكومة مريضة الحكومة ضعيفة اضافة الى الهجمات الارهابية الوهابية الظلامية الوحشية التي تستهدف المواطن البري الذي لا حول له ولا قوة
ليس امام المدنيين الا طريقين وسيلتين وهما قتل الحكومة او معالجة مرضها وضعفها والقضاء على المجموعات الارهابية الوهابية
فاذا كانوا يريدون قتل الحكومة عليهم اولا ايجاد البديل هل لديهم ذلك البديل لا طبعا ليس لديهم اي بديل وليس لديهم القدرة على ذلك وفي هذه الحالة ادخلوا العراق والعراقيين في حروب طائفية ودينية وعرقية وعشائرية ومناطقية اي ادخلوهم في نار جهنم وكانوا عونا ومساعدا لداعش الوهابية ومن ورائها العوائل المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأسها عائلة ال سعود
اما اذا عالجوا مرض الحكومة وضعفها هذا ممكن ولو فيه بعض الصعوبات لكن اذا كانت النوايا صادقة ومخلصة والهدف خدمة الشعب والوطن من الممكن تذليل تلك الصعوبات وتحقيق المطلوب وهذا يتطلب وحدة المدنين وكل عراقي يريد الخير للعراق والعراقيين في تيار في جبهة واحدة هدفها معالجة مرض الحكومة وضعفها وتتحرك وفق خطة مسبقة متفق عليها من الجميع ويحدد المرض واسباب الضعف ويحدد العلاج
اما اذا بقي المدنيون متشتتون متفرقون لا جامع يجمعهم ولا طريق واضح لهم كل مجموعة لها خطة وطريق فهذا يعني لم يحصل اي شي ايجابي في صالح الشعب بل العكس تماما سيحصل سوءا اكثر وشرا اكثر
لا اريد ان اشكك في اخلاصهم ونواياهم الا ان هذا التشتت وعدم الوضوح في الرؤية سيسهل لداعش الوهابية والصدامية وقوى اخرى مأجورة هدفها السرقة والتخريب جماعة الفرهود اختراق المظاهرات والاحتجاجات والسيطرة عليها وقيادتها وتحقيق مآربها الخاصة المتضادة لمطالب القوى المدنية والذي يقول ان القوى الارهابية الوهابية والصدامية لا تحاول ركوب موجة التظاهرات فانه داعشي صدامي
فهذه هيئة النفاق والمنافقين وفضائيتها تصدح علنا ان مظاهرات بغداد والوسط والجنوب هي امتداد لمظاهرات الانبار وصلاح الدين والموصل والحويجة التي غطت المجموعات الارهابية واخفتهم حتى جاء وقت غزوها انطلقت منها واحتلت اكثر من ثلث العراق وذبحت ابنائه واسرت واغتصبت نسائه ودمرت معالمه الدينية والتاريخية والحضارية
كلنا نعلم لا توجد حكومة واحدة في العراق هناك مجموعة من الحكومات حكومة البرزاني وحكومة النجيفي وحكومة الصدر وحكومة العبادي وحكومة الحكيم وحكومة المالكي وحكومات اخرى لكل شيخ عشيرة حكومة يملك جيشا وعلم وحدود معينة الويل لمن يتجاوز عليها ولكل حكومة من هذه الحكومات خطة وبرنامج الا حكومة العبادي الوحيدة التي لا تملك خطة ولا برنامج
لهذا على المدنين كما قلنا ان يوحدوا انفسهم في تيار واحد يضم كل العراقيين من كل محافظات العراق ومن كل اطيافه واعراقه ويصرخوا صرخة واحدة والدعوة الى
الالتزام والتمسك بالدستور والمؤسسات الدستورية ولا يجوز خرقه التجاوز عليه والرفض الكامل والتام للموافقات والاتفاقات مهما كانت وتحت اي ظرف
الحكم للقانون وللموسسات القانونية ورفض الاعراف والقيم العشائرية وتحكم شيوخ العشائر ورفض اي مسئول يلتقي ويعقد مؤتمرات مع شيوخ العشائر فهذا اسلوب الطغاة الظالمين في كل مراحل التاريخ من معاوية حتى صدام
قلنا ان الحكومة في بغداد مريضة ضعيفة وفعلا استغلت القوى الظلامية الوحشية الدواعش الوهابيةوالصدامية ذلك وهجمت على العراق وتمكنت من احتلال اكثر من ثلث العراق وكاد العراق كله يغرق في ظلام الارهاب الوهابي لولا الفتوى الربانية التي اصدرتها مرجعية الامام السيستاني وتلبية العراقيين جميعا لها وتشكيل الحشد الشعبي المقدس وتصديه لهذه الهجمة حيث تمكن من وقفها ومن ثم مطاردتها وهكذا تمكنت هذه الفتوى من معالجة بعض من مرض الحكومة وبعض من ضعفها لو كان المدنيون موحدون ولهم خطة واحدة منطلقة من واقع الشعب وما يتعرض له من هجمة ظلامية لكانوا اول الملبين لتلك الفتوى الانسانية ومن اول المؤسسين الى الحشد الشعبي المقدس ولساهموا مساهمة اكبر في معالجة مرض الحكومة وضعفها والانطلاق معا في بناء العراق الديمقراطي المدني عراق القانون
خاصة ان الدستور العراقي دستور يدعوا الى حكومة مدنية ديمقراطية يحكمها القانون والمؤسسات الدستورية اما ان هناك سلبيات نواقص فهذا امر طبيعي يمكن اضافة شي حذف شي تعديل شي لكن وفق الدستور وهذا امر طبيعي فالتغيير والتجديد سمة من سمات كل شي في هذا الوجود ومن لم يتجدد ويتغير يرمى في مزبلة القمامة ومن ثم يقبر هذه هي حركة التاريخ
مهدي المولى



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google