مكافحة الارهاب وذريعة التسوية
مكافحة الارهاب وذريعة التسوية


بقلم: عبد الخالق الفلاح - 14-01-2017
قد يعتقد البعض من ان المجموعات الارهابية التي تنشط في العالم اليوم والتي انطلقت من الشرق الاوسط باتجاه العالم هي مجموعات معلومة الحال يمكن الجلوس معها للوصول الى صياغة اتفاقات بين الطرفين ينهي النزاع ووقف القتال بالتسويات ...كل من يعتقد ذلك فهوا مخطئ خاصة بعد الانتصارات الاخيرة وتحريرالعديد من المدن العراقية . لا يمكن الحديث عن مستقبل الإرهاب إلا من خلال نظرة شاملة إلي تاريخه وتطوره، وإطاره المفاهيمي والتطبيقي. وعندئذ نكون في موقع يسمح لنا بالنظر في مستقبل هذه الافة الخطيرة التي تعيش في منطقتنا ، لقد وجدت هذه التنظيمات المجرمة لخلق حالة من الخوف والهلع لدى الناس، وبما يساعد على تحقيق أهداف سياسية تتمثل في تقويض أسس الدول ومجتمعاتها السياسية ،هذه التنظيمات ستولد اخرى هجينة تتبدل بحسب الظروف والاحوال .هزيمتها يجب ان تكون في الاولوية وخطوة اساسية في ضرب بقيت التنظيمات والمجموعات المجرمة لا الحوار معهم وهم يقتربون من نهايتهم في الموصل كما يطالب البعض من القادة .

هذه العصابات بلاشك تدار من قبل مؤسسات استخباراتية عالمية لا تنتهي عند نهاية هذه المسميات الحالية ومواجهتها والتغلب عليها يحتاج الى قراءة دقيقة وواعية عن ما يحدث في المنطقة لكي يتم الكشف عنها بوضوح وجلاء لمعرفة المخططات التي تديرها هذه الدوائر الدولية ، وتحاول على تثبيت موطئ قدم في دولها بعد ان دفعت التيارات المتطرفة للسيطرة على شؤون المنطقة وفي تهيئة الظروف المناسبة لتقسيمها والسيطرة على مقدراتها و الدعم الاعلامي الشرس لمحاولة التأثير على الراي العام لتثبيط الهمم وبث اليأس ونشر الفوضى وهدم المؤسسات المهمة والاستراتيجية بشكل مؤلم لحد الفجيعة ...

كان الاعلام العربي الخليجي والغربي ولا يزال والموجه من الولايات المتحدة الامريكية بدرجات متفاوتة وبأصرار عجيب يستهدف الجهال وادى لتحويل الاهداف المجيدة والسامية عندهم الى اهداف طائفية ومذهبية وعرقية ساهمت في تقزيم الطموحات وتقطيع اوصال الروابط الحقيقية التي تجمع الشعوب واستبدالها بدوائر ضيقة الولاءات الفرعية التي تقطع الروابط العضوية والاخلاقية وتحويلها الى كارثية بعد ان كانت وحدة مصير وترابط الى شعور للاستهزاء والاساءة والاحتقار و اليأس بدل الاحتفاظ بالثقافة والتراث والاصول والانتماء لانها محصلة التدخل الخارجي وحتمية السياسات الخاطئة للحكام للحفاظ على البقاء واستمرار انظمتهم وديمومة مكاسبهم على حساب القيم السائدة والثقافة الوطنية بما يتلائم مع اهداف تلك الانظمة الحاكمة ولهم اهداف شريرة معلومة بما يملكون من امرهم .

ان للارهاب اوجه وصور كثيرة وهناك قضايا اقليمية تعطي وترمز للظلم وبحاجة للمعالجة يجب ان لا تغيب عن بالنا ولا توجد عملياً قوى دولية او اقليمية تعطيها الاهمية وهي الهوية التقليدية في المجتمعات مثل العشيرة والعائلة والاصول وتمثل دعامة للعديد من البلدان وهوية لم تعد ضمانة للاستقرار بل العكس تمثل عامل للتوتر وتحتاج الى مجتمعات حديثة تقوم على مقومات المواطنة وحكم القانون بدل معطيات ومكاسب تحصل عليها عن طريق العشيرة والعائلة والطائفة والمجموعات الاجتماعية او من مواقف سياسية محدودة والمعايير المزدوجة في النظر للإرهاب على أنه إرهاب جماعات وأفراد دون النظر إلى إرهاب الدولة والممارسات القمعية التي تقوم تجاه الشعوب العزل من الأسلحة. .. الارهاب يأتي من الداخل اولاً وبطريقة غيرتقليدية وهي التي تسعى لها الدول صانعة الارهاب وبطبيعته بخطوات حثيثة وهي مازالت تتنكر وتتهرب من التحليل التاريخي والسياسي والاجتماعي الحقيقي لهذه الظاهرة الخطيرة كي لا تنسب اليها .

ومن هنا لايمكن الركون لما قامت به هذه المجموعات من جرائم ومجازر رهيبة شاملة على المستوى الحضاري والثقافي والفكري والمعنوي والتفنن بالقتل مما يجعل الشعوب امام مسؤولية للتعبير العملي عن الادانة بالقول والفعل عن طريق النخب الواعية لكشف اللثام الحقيقي عن وجه المؤامرة والمنسوبة للاسلام مع الاسف . والتي لا تمت للانسانية بصلة فكيف تنسب لديننا الحنيف وهم في أغلب الأحوال لا يعلمون عن الإسلام أي شيء ويجهلون المبادئ التي يحث عليها . وتعد من أبرز أسباب الفشل في إيجاد حل لها و بعيد كل البعد عن الصحة والدليل على ذلك أن الإسلام أول من تحدث عن مبدأ التسامح وقبول الآخر بعيداً عن العنف والترعيب والقتل وصيانة حقوق الانسان.

محاربة الارهاب لايمكن ان تؤدي لوحده لايجاد الحلول المناسبة والملائمة لكافة المشاكل التي عانت منها المنطقة انما بالمزيد من الانفراج والتواصل والانسجام وارتفاع صوت العقل والحكمة والدراية والتعاون بصدق بالشكل الذي ينهي كل الازمات التي تعاني منها والاعتماد على السياسة المستقلة وثقافة الاعتدال المناهض للتطرف على المستوى الحكومي والجماهيري مما يترك تأثيرات ايجابية على جميع النشاطات الاقتصادية والثقافية والسياسية وضرورة تعزيز التعاون بين شعوب دول المنطقة لايجاد الحلول المناسبة لمشاكلها لاسيما الارهاب والتطرف وماتعاني منه بعض بلدان المنطقة من ظلم هذه العصابات والوقوف معاً لما يؤدي لاستباب السلام والاستقرار وهو ما تصب في صالح بلدانها وعدم الانجرار وراء السياسات العقيمة دون تغييرالافكار المتخلفة الى روئ منيرة الاهداف وعدم الدخول في حروب لايمكن كسبها وما الحقته بدولهم وامنهم من اخطار صبت في جيب المخططات المستوردة على حساب الشعوب وهدم ما تم بنائه .

عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google