اجراءات ملموسة..بدل المناشدة !
اجراءات ملموسة..بدل المناشدة !


بقلم: محمد عبد الرحمن - 15-01-2017
وجه رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، في الاونة الاخيرة، رسائل الى جهة او جهات معينة، وكرر ذلك في اكثر من مؤتمر او ايجاز صحفي اعتاد ان يعقده يوم الثلاثاء من كل اسبوع .
العبادي حذر من ترويع المواطنين لاهداف ومرام سياسية، وعدّ اختطاف افراح شوقي فعلا سياسيا - جنائيا، ونصح من يريد التخلص منه ان يتوجه الى البرلمان لا ان يوجه السيارات المفخخة الى المواطنين بهدف ارعابهم واظهاره وكأنه بلا حول ولا قوة. ودعا الجهات ذاتها، وهي على حد قوله تمتلك اجهزة ومعلومات، الى ضبط منتسبيها ، وكان الحديث يدورعن الخطف بهدف الحصول على الاموال او لحماية الفساد والفاسدين، وعن الجريمة المنظمة، طالبا من هذه الجهات التعاون مع الاجهزة الامنية بدل طعنها من الخلف وهي تخوض معركة شرسة ضد الارهاب .
ولا ادري ان كان الملثمون الذين فرقوا المواطنين بالقوة في ساحة التحرير، او الذين دخلوا الى مدرسة في البصرة او في غيرها العديد من الافعال المشابهة، ينتمون الى تلك الجهات التي ناشدها السيد العبادي التعاون مع الدولة ومؤسساتها، والامنية منها على وجه الخصوص !
كسر بجمع يبدو في احاديث السيد رئيس الوزراء ان هناك جهة او جهات مارقة على الدولة، وليس لاحد دالة عليها الا أولي امرها، الداخليين او الخارجيين، فهي تفعل ما يحلو لها ويطيب، ضاربة هيبة الدولة عرض الحائط، وما من سبيل الا مناشدتها ودعوتها الى التعاون والى ان تأخذ بنظر الاعتبار الظرف الحساس الذي يمر به البلد ومعركته الضارية ضد داعش والارهاب عموما .
ومن احاديث السيد العبادي يتبين ان هذه الجهات او الجهة معروفة له، ومعروفة امكانياتها وقدراتها وما تنوي القيام به او ما قد قامت به حتى الان. ومن المؤكد، والمصدر هو العبادي دوما، ان هذه الجهات تمارس السياسة وهي قريبة من السلطة او هي من عناصر السلطة، ولكنها تلعب "خشن" وتحرج الجميع بمن فيهم رئيس الوزراء .
ومن المؤكد ان ما قاله وسيقوله السيد رئيس الوزراء ليس بالأمر غير المعروف للمواطنين ، بل ربما معروف حتى اسم هذه الجهة او تلك، التي يصر السيد العبادي على عدم الاشارة اليها بالاسم وهوالعارف بكل التفاصيل عنها .
لم تعد هناك غرابة في ما يحصل، لكن المشكلة ان الدكتور العبادي يكرر المناشدة وهو المسؤول التنفيذي الاول، والقائد العام للقوات المسلحة. والغريب انه عندما يتقدم المواطنون للدعم والاسناد باشكال مختلفة، تتبرم الاجهزة المعنية، او لنقل بعض عناصرها، ولا تسمح للفعل ان ياخذ مداه، وكأنها مصابة بحساسية مفرطة من كلمات "خيم" و "اعتصام".
ان القناعة كبيرة بان ردع ما تقوم به بعض هذه الجهات التي لم يسمّها السيد العبادي، لا يحصل بالمناشدة والدعوة وحسن الموعظة. فهي تعرف جيدا ما تقوم به وعلى الاقل اولي الامر فيها. بل تبرز الحاجة ماسة الى الاقدام على مجموعة افعال، منها وفي المقدمة تحويل شعار "حصر السلاح بيد الدولة" الى واقع فعلي وعملي، وان تكون الدولة حقا هي المسؤولة عن امن وحماية المواطنين، كذلك التشجيع، عبر مختلف الوسائل،على ان تاخذ حركة الاصلاح والتغيير مداها الفعلي، افقيا وعموديا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة "طريق الشعب" ص2
الاحد 15/ 1/ 2017



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google