كَام آلدّاس يا عبّاسْ!
كَام آلدّاس يا عبّاسْ!


بقلم: عزيز آلخزرجي - 16-01-2017
لقد باتت مصائب العراق كثيرة و متشعبة و معقدة إلى حدّ لم يعد يستيطع أي مفكر أو متابع أن يعرف مصير هذا البلد و المحن التي ستواجهه على المدى القريب و البعيد بسبب الفاسدين الأميين فكرياً و عقائدياً؛ لكن أغرب قصّة قرأته هذا اليوم في الصحف العراقية كان بعنوان جذبني كثيراً هو في الحقيقة مثل شعبي عراقي لم أسمعه من زمان بسبب الغربة .. يقول: (كام الداس يا عباس)!

أصل الموضوع يتعلق بنوع جديد من السرقات و النهب يعود لواحد من أكبر العتاوي الفاسدين الكبار ألمُقرّبين جداً من رئيس الوزراء, و يتعلق بأكل حقوق الأمام الغائب (عج), بدعوى (الحقوق الشرعية) .. حيث يبدو أن دائرة الحصار المادي و الأقتصادي بدأ يضيق و يقترب حتى من الحيتان الكبار الذين نهبوا العراق بلا رحمة و لا ضمير و لا دين و أخضعوه لديون ثقيلة صارت عبئاً على العراقيين و الأجيال المساكين التي لم تلد بعد و كما ستشهدون ذلك مع المدعو السيد العلاق, و أقرانه من الحيتان الكبار الذين لا يتقنون فكراً أو عقيدة صحيحة سوى النهب و السرقة و اللف و الدوران بلا حياء أو ضمير أو خوف من يوم القيامة!

قبل البدء بعرض تلك القصة الغريبة .. تجدر الأشارة إلى قضية أخرى مهمة أيضا .. هي أن شخصيات سياسية، و مسؤولون، قاطعوا “مؤتمر حوار بغداد” الذي اقامه المعهد العراقي لحوار الفكر بالتعاون مع البرلمان في العاصمة بغداد، فيما استغرب ناشطون من حجم الاموال المرصودة للمؤتمر و التي تجاوزت ملياري دينار عراقي، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من ازمة مالية و اقتصادية “خانقة”، جرّاء النقص الحاصل في الموازنة، و الحرب على الإرهاب.

رئيس لجنة الامن و الدفاع البرلمانية حاكم الزاملي ذكر خلال مؤتمر صحفي اليوم: ان ” لجنته استغربت من الاعلان عن عقد مؤتمر تحت مسمى (حوار بغداد) و الذي ترعاه هيئة رئاسة مجلس النواب”، مؤكدا انه “ تمّ استدعاء بعض الشخصيات و المسؤولين و منهم متورطين بقضية سقوط الموصل و متهمين بالفساد، و تتسائل اللجنة عن جدوى عقد هكذا مؤتمرات و تصرف فيها اموال ضخمة دون اخذ رأي اللجنة النيابية، في وقت يعاني العراق ازمة مالية و اقتصادية حادة و تخوض قواته حربا شرسة ضد الارهاب الداعشي!؟

على كل حال لنعود إلى قصة فساد الحوت الكبير المجرم المدعو بآلسيد (العلاق) و رفاقه الدّعوجية - البعثية!

بعنوان: (كام الداس يا عباس .. ناهب ( نائب برلماني ) شيعي يستولي على رواتب الإمام المهدي عج , ويستحوذ على خدمته الجهادية لأكثر من ألف عام بدون أي وجه حق !؟

حقاً باتت مصيبة العراق مركبة و معقدة جداً , بل و ميؤس منها تماماً في ظل الوضع الحالي القائم منذ بداية الوصاية الأمريكية – البريطانية على العراق , و وصول السادة أتباع (آل البيت) للسلطة و حتى يومنا هذا , و لا يكاد يمرّ يوم أو حتى ساعة إلا و طالعتنا الصحف و تناقلت نشرات الأخبار و مواقع الابتلاء الاجتماعي ( التواصل ) , ناهيك عن ما يدور من لغط و ما تلوك به الألسن على مدار الساعة .. ما لا يمكن التصديق به أو حتى تصوره في أحدث أفلام ” السايس فيكشن ” وأكثرها إثارة !, بل فاق بملايين المرات ما قرأناه من حكايات ألف ليلة وليلة والأساطير الخيالية والخرافات , في العراق تحديداً يتم وبشكل مقصود وممنهج ومبرمج ليس الاستخفاف بالعقل البشري .. بل محاولات مسخ للعقل وتدمير منظم لمنظومة القيم والأخلاق وكافة الأعراف والقوانين , غرائب وعجائب وطلاسم تحدث وتمارس يطول الحديث عنها , لكنها مستمرة , تحدث وينطلي بعضها على الناس المغفلين , وتمر مرور الكرام وتنسى , والبعض يتصور أنها نكته , وآخرون يصرون على أنها من علامات وأشراط قيام الساعة !؟, وكلما ذهلنا وصعقنا بخبر أو حادثة ما .. وتبادر لنا بأنه لا يمكن أن يحدث أسوء منها , نفاجئ بخبر وحدث صاعق أفضع وأبشع وأشنع من ما سبقه .. وهكذا دواليك بحيث اعتاد الشعب العراقي المنكوب واستسلم و رضخ للأمر الواقع.


سمعنا و قرأنا و شاهدنا بأمّ أعيننا حالات بعينها لم تحدث في أي بلد أو دولة في العالم المتحضر أو المتخلف أوالهمجي على حدٍ سواء , أو حتى في أحراش أي قرية في غابات إفريقيا أو الأمازون.


نعم عشنا و شفنا و سمعنا بالخدمة الجهادية ؟ و هيئة السجناء السياسيين ؟ و المسائلة و العدالة ( إجتثاث البعث و ضحايا الانتفاضة الشعبانية , و سجناء رفحا , و هيئة النزاهية , و عن شهادات الدراسة المزورة و غير المزورة, كما هي الشهادات العلمية كـ الماجستير والدكتوراه في حب الإمام الحسين ع … وو إلخ , و شاهدنا نواب و برلمانيون و قادة أحزاب و كتل يعترفون بالصوت و الصورة بأنهم سراق و حرامية و لصوص و سُرّاق و مرتشين و لديهم ملفات يفتحونها و يغلقونها حسب الطلب كـ مشعان الجبوري, و آخر يعترف بأنهم جميعاً مُأمنين مستقبلهم و مستقبل أولادهم و زوجاتهم و عشيقاتهم و حواشيهم خارج العراق بجانب قصور و أراضي و حسابات مليونية !

و إذا صار الدم بالشارع راح يوقعون بيها أولاد الخايبة على حد وصف النائب حيدر المله !

و آخر يقرّ و يعترف بأنه و زمرته فشلوا فشلاً ذريعاً في إدارة شؤون الحكم و يجب أن لا يكون لهم دور في مسقبل العراق , ناهيك عن الكشف عن ملفات الفساد و فواتير و صفقات و كومشينات و تقاسم العقود و الكعكة و كل واحد أخذ حصته و فرح بيها كما جاء على لسان الرفيقة حنان الفتلاوي و الدملوجي و عالية و غيرهن و غيرهم من القادة و الزعماء و النواب الجدد , لكننا لم نسمع و لم يخطر ببال أي أحد بما فيهم الإمام الغائب (عج) نفسه , بأن تصل الأمور بأحد النواب المعممين من الطائفة الشيعية الكريمة بأن يقوم بالتجاوز والسطو الطائفي على الخدمة الجهادية للإمام (عج) التي تمتد لأكثر من ألف عام ..



أي منذ الغيبة الصغرى و حتى أن تمّ تحرير العراق و عودة الحقوق الشرعية لأصحابها منذ بداية القرن الواحد و العشرين !؟



و يقوم .. أيّ هذا السيد النائب بالإستيلاء غير الشرعي على رواتب الإمام الحجة …!؟

حيث كشف مصدر عراقي عن قيام أحد النواب “المعممين” من حزب الدعوة ، باستغلال الحقوق الشرعية المخصصة للمهدي المنتظر(ع)، مدّعياً أنّ له الحقّ باستحصال تلك الحقوق. و قال المصدر إن “رئيس الوزراء حيدر العبادي، كلّف مستشاراً له يثق به بالكشف عن رواتب الفضائيين في أرصدة كبار المسؤولين، و أوصاه بالبدء بالنواب، على أن يكون التحقيق سرّيا حفظا لماء الوجه . و أضاف أن “العبادي تعهد بمنح الحص
و أوضح المصدر أن “المستشار بدأ بجولة سريعة على المصارف الحكومية و الأهلية للحصول على نسخ من حساباتها، لكون رواتب النواب و المسؤولين و الموظفين الحكوميين يتمّ تحويلها من وزارة المالية إلى المصارف التي تقوم بصرفها لوزارات ودوائر الدولة”، مبيناً أن “أول الأسماء التي أثارت اهتمام المستشار كان لنائب معمم عن حزب الدعوة .. و تابع “المستشار: قام بمراجعة حساب النائب و حركة المال في السنوات الأخيرة، و بعد أن درسها و عزل قيمة رواتبه و مخصصاته و رواتب حماياته التي تصرف على ذات رقم الحساب، وجد رواتبا أخرى وردت من وزارات و مؤسسات مختلفة تدخل في نفس حساب النائب، فقام بتدوين أسماء تلك المؤسسات لغرض الاتصال بمحاسبيها لبيان أوجه الصرف..

و بيّن أن “المستشار اتصل بمحاسبي الوزارات و المؤسسات المعنية و حصل على قائمة معلومات مهمة عن تلك الرواتب”، موضحاً أن “المستشار اكتشف وجود موظفين فضائيين و غير فضائيين تدخل رواتبهم في حساب النائب، فأعدَّ قائمة تصنيفية بكل تلك المعلومات .

ولفت المصدر إلى أن “قائمة المستشار تضمنت، الفئة الأولى، و هي رواتب الفضائيين الذين لم يجد في أضابير تعيينهم في تلك الوزارات والمؤسسات أي مستمسكات تثبت وجودهم، والفئة الثانية، لأشخاص حقيقيين لكن تبين أنهم من أفراد عائلة النائب وأقاربه بعضهم داخل العراق و الآخر خارجه، مشيراً إلى أن “بعض موظفي الفئة الثانية تبين أنهم يتقاضون رواتب و مخصصات من دوائر عدّة، راتب أو اثنين منها تذهب إلى حساب النائب .



و قال المصدر “مجموع الرواتب التي تدخل في حساب النائب بلغ 58 راتباً، بحسب قائمة المستشار، و توزعت كالتالي،


الفقرة (أ) رواتب 25 منتسباً في وزارة الدفاع برتب مختلفة بينهم 19 فضائياً،


الفقرة (ب) رواتب 21 منتسباً في وزارة الداخلية برتب مختلفة بينهم 18 فضائياً،


الفقرة (ج) رواتب 12 موظفاً في العتبة الحسينية جميعهم من الفئة الثانية.

و تابع “لكن الأمر الأكثر غرابة الذي تضمنته قائمة المستشار هي:


الفقرة (د) التي لم يفهمها و كانت أشبه باللغز، و هي (أموال مخصصة للإمام الغائب)، و هو ما اضطر المستشار إلى الاتصال هاتفياً بالنائب لتحديد موعد لقاء معه”، مضيفاً “تمّ اللقاء في المنطقة الخضراء لتداول ما ورد في القائمة و خاصة الفقرة اللغز”.

و أضاف “النائب أوضح للمستشار أن هذه الفقرة تعني الحقوق الشرعية المخصصة للإمام الغائب، والتي يتم جمعها من الأشخاص الذين أهدتهم الحكومة قطع أراض وعقارات تابعة للدولة مثل أملاك البعثيين و غير ذلك، حيث يدفع المستفيد من هذه العقارات خمس قيمتها لتطهيرها وتصبح بالتالي شرعية للسكن و الاستخدام بما يرضي الإمام ..

و أشار إلى أن “المستشار رد على النائب قائلاً إن تلك الأموال غير شرعية في عرف القانون، لكن السيد ردَّ على ذلك بأن دستور الدولة الذي يقر بأن الإسلام هو دين الدولة الرسمي يجعل لنا حقاً في رواتب الفضائيين وبخمس النفط وما يخرج من الأرض .

و قال المصدر إن “المستشار كان يظن بأن حيرته بالفقرة اللغز ستنتهي عند لقاء النائب لكنها ازدادت بعد سماعه لهذه الأجوبة ..

و أوضح بآلقول: “المستشار سأل النائب: لكن لماذا لكم هذا الحق في أموال الناس؟!

فأجاب السيد بامتعاض: كان عليك قبل تتجشّم عناء المقابلة معي أن تراجع الرسائل العملية لكل المراجع العظام، و أرجو منك العودة إلى ناكر الجميل حيدر العبادي و قل له إن كل مراجعك يعيشون على حقّ الإمام الغائب، و إذا كان هذا المنصب فضائي حسب تقييم العبادي فكيف برأيه سيعيش مراجعنا العظام و طلاب الحوزة و فقراء السادة؟ .

و تابع “فتساءل المستشار: يعني أنتم تأخذون رواتب الإمام وهو غائب؟

فرد النائب غاضباً: حسن ألفاظك و قل حقوقه الشرعية.

عزيز آلخزرجي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google