بقلم: صالح الطائي -
16-01-2017 إلى الحكومات المحلية في محافظات واسط وميسان وذي قار؛ مع التحية
اشتكى أهل الغراف إلى الملك فيصل الأول عطشهم، وطلبوا سدة ترفع الماء لنهرهم، فقال: لا مشروع قبل الغراف! وفعلا تم الاتفاق مع شركات أجنبية على بناء سد الكوت؛ الذي لا زال البعض يطلقون عليه تسمية (سدة) مع علمهم أن السدة أصغر من السد!
صمم سد الكوت من قبل مهندسين استشاريين انكليز، ونفذ من قبل شركة (بلفور بيني) الانجليزية، وبوشر في العمل به في أواخر سنة 1934 لينجز بالرغم من الصعوبات في آذار مارس عام 1939 حيث افتتح في 29/3/1939. وقد أسهم بعد انجازه في إحياء نحو مليون ونصف المليون دونم من الأراضي الزراعية في ثلاث من محافظات الجنوب هي: واسط وميسان وذي قار.
وعليه أعتقد أن السد يستحق أن تنظم له احتفالية سنوية مشتركة من قبل المحافظات الثلاث لاستذكار فضله عليهم، وأن يتخذ تاريخ افتتاحه عيدا أو يوما للزراعة في هذه المحافظات ولاسيما وانه يصادف في ذروة الموسم الزراعي (العروة الربيعية)، لكي تسهم هذه المحافظات البطلة في تقليل نسب استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية من الخارج مثلما أسهمت في الدفاع عن العراق وقدمت الغالي والنفيس في تحرير المناطق التي احتلتها داعش المجرمة.
ولمن يدعون عدم وجود مبالغ لتغطية نفقات الاحتفال نقول: نحن لا نريد احتفالا إمبراطوريا، وإنما مجرد مناسبة استذكار وتنبيه يمكن الصرف عليها من نثريات مكاتب المحافظين. ولتقليل الصرفيات يمكن أن تقام مركزيا في محافظة واسط، وتحضرها وفود رسمية من ميسان وذي قار، كما يمكن تنظيم ورشات عمل وجلسات بحثية لتوفير الإفادة القصوى من مياه السد والإسهام في تطوير الزراعة والمشاركة في حل أزمة البطالة.
أملنا كبير في أن تستجيب الحكومات المحلية الثلاث لهذا المطلب، وأن تستعد من الآن لتنظيم الاحتفالية والجلسات العلمية والنشاطات الثقافية، ولا ننسى أن العالم بالرغم من حياة الرفاهية التي يعيشونها، يقتنصون الفرص لخلق مناسبات فرح يحتفلون بها، ونحن نعيش حياة كلها نصب وتعب وتعقيد وشد نفسي وخوف، ومناسباتنا بلا عدد أمامنا، فلماذا لا نستغلها لخلق الفرح ونحن في أمس الحاجة للفرح؟
وهذا يعني أننا بحاجة إلى بعض الاحتفالات التي تزيل احتقان نفوسنا وتدخل الفرح والسرور إلى قلوبنا التي يملأها القهر، وأن مناسبة افتتاح سد الكوت ممكن أن تكون مناسبة فرح!
