بقلم: حيدر الهاشمي -
16-01-2017 الى كل الذين يموتون , بحفل جماعي يومياً في شوارع بغداد وضواحيها
أنتم جميعاً , الذين تقفون طوابير , طوابير ليس من أجل الخبز أو البيتزا
ولا من أجل أن تشتروا لاطفا لكم ملابس العيد أو فرش أسنان جديدة
أنتم تقفون , من أجل أن يلون وجوهكم دخان الاطارات المحروقة , حين
ترحلون بنصف أجسادكم , وتتركون النصف الاخر يذهب مع القمامة ومكبات النفايات
بعد ها يكنس عامل النظافة وجه هذا العالم في كل يوم حسب التوقيت
الزمني للسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة
أنتم جميعاً , المشاركين في هذا الحفل المهيب
الرجال , النساء , طلاب المدارس , عمال المساطر , بائعي الطيور و
أسماك الزينة ,بائعي المجلات والصور الاباحية , الحمالون , المتسولون بين الطرقات وإشارات المرور
أنتم جميعا , أشعر بالحزن الشديد لأجلكم , ليس لأن فواتير الكهرباء وأجور الماء والأدوية مازلت بذمتكم
أنا أشعر بالحزن , لكن في هذه المرة لن أقيم على أرواحكم مراسم العزاء
أنتم جميعاً , المحتفلين في هذا الموت المجاني
أنتم جميعاً من قرر تكرار المشهد على خشبة المسرح الدامي
ستحاسبكم أصواتكم , بصماتكم البنفسجية , صناديق الانتخاب , التي أصبحت توابيت لكم , أنتم من يدفع ثمن ذلك
حين تموتون جميعاً
حين تموتون من أجل أن تزدهر عروشهم بالدماء !!
حيدر الهاشمي
