نحن كنا قبلكم ضحايا هؤلاء الأجلاف
نحن كنا قبلكم ضحايا هؤلاء الأجلاف


بقلم: حيدر الصراف - 16-01-2017
كان وصول المجرمين الأرهابيين مع موجات هجرة المسلمين من بلادهم الى الدول الأوربية و كانوا قنابل موقوتة خفية لا يراها احد تتجول في الأسواق و الأماكن المزدحمة و توقع الضحايا بلا تميز او رحمة او حتى بقايا من ضمير و هم انفسهم هؤلاء المجرمين انطلقوا من الجزيرة العربية موطن البداوة و التخلف المتأصل من ارض جرداء جدباء لا ماء فيها ولا نبات فقط اناس جبلتهم الطبيعة القاحلة الفقيرة الموارد فتحولوا الى غزاة و لصوص و نهاب يغيرون على بعضهم البعض و يسرقون موارد اقاربهم و مصادر عيشهم و الأنكى من ذلك كله هو الأستيلاء على نساء القبيلة المقهورة كجزء من تلك الغنائم و تساق قطعان الأبل و الماشية المنهوبة مع سرب من النساء و الأطفال الأقنان المستعبدين .

بقي اولئك الهمج محاصرين في جزيرتهم تحيط بهم الرمال و البحار معزولين عن العالم مشغولين بغزو مرابع القبائل الأخرى و الأستيلاء على ارزاقهم و املاكهم فكان السيف مجرد قطعة سلاح قاتلة من المعدن الصلب الى ان حل الدين الجديد بتلك الجزيرة النائية و غلف السيف بالعقيدة و تبرقع الرمح بالفكر فأصبح القتل و السبي و الأستعباد حقآ مشروعآ للمهاجمين تدل عليه النصوص الدينية و تبرره .

انطلق الغزاة مدمرين كل شيئ يعترض طريقهم و كانت اولى الحضارات التي انهارت تحت حوافر خيولهم و غبار تلك الجحافل كانت ( بلاد الرافدين ) بما تزخر به من كنوز اثرية و معرفية تراكمت لالاف من السنين مضت فكانت العجلة التي اخترعها البابليون و كانت اللغة المدونة تنطق بها السنتهم و كانت الجعة شرابهم الأثير و المنعش و منهم انتشر في كل اصقاع الأرض كانت تلك البلاد المتخمة بالأرث الحضاري على موعد مع قطعان الغزو البدوي الجاهل .

ثم اتجهت تلك الجموع المتعطشة للدماء و الدمار شرقآ حيث حضارة ( بلاد فارس ) و عباد النار الأزلية و بناة المعابد الصخرية المزخرفة و الأواوين الشاهقة حيث مكان عروش ( الأكاسرة ) ملوك تلك البلاد المتحضرة حيث اطفأت النيران الموقدة منذ زمن بعيد و هدمت المعابد و سويت بالأرض و حطمت الأواوين و التماثيل بعدها كانت ( بلاد الفراعنة ) و اقباطها محط انظار تلك الجيوش الغازية التي ما ان حطت رحالها هناك حتى عمل السيف في اهل تلك البلاد و اجبروا على ترك ديانة آبائهم و اجدادهم و هجر كنائسهم و اديرتهم بحد السيف و سن الرمح و من تمسك منهم بدينه و قبض على معتقده عاش ذليلآ مهانآ في ارضه يدفع الغرامة من ماله و هو صاغر و مطيع و هكذا لحقت هذه البلاد بما سبقها من تلك البلدان و الحضارات المهشمة .

اقتتلوا فيما بينهم في حرب همجية ضروس دمروا بيوت و ابنية بعضهم و ذبحوا بني ملتهم في قتال شرس لم يرحموا صغيرآ او يراعوا شيخآ و لم يستجيبوا لصرخة عار طال امراءة من نسائهم فنكلوا ببعضهم اشد التنكيل و كانت مشاهد بشعة من المذابح و التقتيل و عندها هب العالم المتحضر لنجدتهم جميعآ لم يسأل عن هوياتهم و لم يأبه بمعتقداتهم و ان كانت على النقيض من معتقده انما كانت استجابة لنداء الأنسانية في اغاثة المحتاج و نجدة الملهوف اما جزاء هذا الأحسان كان اندساس احفاد اولئك الرعاع بين مئات الالاف من اللاجئين الباحثين عن المأوى و الغذاء و الأمان ليهاجموا آخر الحضارات الأنسانية المتبقية فكانت شوارع ( باريس ) المترفة و ساحات ( برلين ) الغنية و أزقة ( بروكسل ) القديمة هدفآ سهلآ يغري من تجرد من اي قيم انسانية او وازع من ضمير فالغدر و القتل غيلة من شيم هؤلاء الجبناء الذين ورثوا عن اجدادهم الخسة و الغدر و الخيانة فكانوا بحق المجرمين الأشرار احفاد اولئك القتلة الأوائل الذين لا زال التأريخ يذكروهم و لكن بالخزي المجلل بالعار .

حيدر الصراف



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google