د. زهدي الداوودي كتاباتك ذخر للشعب
د. زهدي الداوودي كتاباتك ذخر للشعب


بقلم: معروف كویی - 17-01-2017
فی عام ١٩٧٢ كان الحزب الشیوعی العراقی یصدر جریدة اسبوعیة باللغتین الكوردیة والعربیة فی بغداد اسمها "الفكر الجدید- بیری نوى"، كنت اعمل فیها. واتخذ من احد البنایات فی شارع السعدون مقرا للحزب والجریدة.
فی أحدى الاماسي رجعت من مطبعة دار الجاحظ حیث تطبع الجریدة فیها، رأیت شابین یجلسان في الاستعلامات كانا یتابعان تكملة معاملات سفرهم الی المانیا الدیموقراطیة، لاكمال دراستهم عن طریق الحزب، كان زهدي احدهما والثاني المرحوم الرفیق منعم صالح، فبدأت معرفتي به. سافر الرجل متجها الی المانیا وبعد فترة ارسلني الحزب الی المانیا ایضا.
فی تلك الاعوام كانت تصدر في مدینة درسدن حيث كنت اعيش مجلة باللغة العربیة، وكان زهدي یتردد على تلك المدینة ویعمل في المجلة.
كثرت لقاءاتنا وسهراتنا وكنا نلتقي في مناسبات حزبیة ووطنیة كثیرة.
زهدي كان رجلا اجتماعیا ضحوكا وكاتبا وادیبا بارعا، عاش معاناة شعبه الكردي وناضل بلا هوادة لاجل رفعته وسعادته. كان متواضعا بسیطا فی سلوكه مع رفاقه واصدقائه، بشوشا دائما یحب الحیاة ودردشاتها الحلوة. ولا اجافي الحقیقة إذا قلت ان حبه للحیاة كان بدرجة حبه للمرأة والجمال.
قبل سنتین التقینا في مدینة اربیل وبقینا بعض الوقت معا، وشعرت بتغیر ملامح وجهه وجسمه حتی كلامه، تغیرت كثیرا ولم أبح له بشعوري بل كنا كعادتنا نقضی الوقت بالضحك والفرفشة. وافترقنا علی امل ان نلتقی فی المانیا.
فی یوم 6 الشهر الحالي كنت جالسا فی احد مقاهي مدینة برلین مع جمع من الاصدقاء، فاذا بالخبر المفجع المؤلم يهز كیاني، رحل زهدي.
رجعت مساءً للبیت واخرجت كتبه من مكتبتي: فردوس قریة الاشباح، اسطورة مملكة السید، الزنابق التی لا تموت، زمن الهروب، عویل الذئاب.
عندما تقرأ روایته وقصصه وكتاباته تشعر بانسانیة زهدي ومعاناته بسبب ما یعیشه شعبه، كان یتمنی ویناضل لیری شعبه فی سعادة وأمان وعیش رغید. لكن وللاسف رحل زهدي ولم یر ما ناضل من أجله.
بكیت عندما وقعت عینای على اهدائه لي كتبه، كتب الروائی والادیب الرفیق زهدي. فی كتابه ما یعانیه شعبه فی (فردوس قریة الاشباح):
بلا وداع
بلا قبر
بلا سورة یس
بلا صلاة المیت
بلا ذنب
شیعتكم آیات الانفال
أرواحا هائمة
مثل فراشات ملونة
الی غیاهب السماء
أخیرا هل اقول وداعا یا ادیب الشعب، أعطي لنفسي الحق للقول: لا لم ترحل عنا، كتاباتك ذخر لابناء شعبك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة "طريق الشعب" ص6
الثلاثاء 17/ 1/ 2017



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google