بقلم: قاسم ماضي -
17-01-2017 بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تلقى أبناء الجالية العراقية في ديترويت نبأ رحيل أحد وجهاء مدينة الناصرية الكرام وهو الشيخ موحان بصراوي آل وشاح الذي وافاه الاجل في موطنه الاول الناصرية تلك المدينة التي ولد فيها وأحبها بكل تفاصيلها وقضى فيها ردحا ً طويلا ً من حياته ، بوصفه الاب ومن كبار وجهاء قبيلته المعروفة آل وشاح التي ترثيه اليوم بأعذب الكلمات وهي تحاكي مسيرته الانسانية والاجتماعية وتستذكر صفاته المتميزة التي وظفها لخدمة أبناء عشيرته ومحافظته ، فالرثاء وبقدر ما يحمله من دلالات لمعنى الحزن على عزيز رحل عن دنيانا ، بقدر ماتجلى في مجلس عزاء الشيخ المرحوم موحان بصراوي آل وشاح بوصفه إحتفاءا ً جميلا ً لإنسان يحمل من الجمال الكثير الامر الذي جعله مصدر إعجاب ومديح لأبناء الجالية العراقية الذين شاركوا نجله الاستاذ خالد آل وشاح العزاء ، متضرعين الى الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة وفي هذا السياق إحتضنت قاعة مركز كربلاء الاسلامي مجلس العزاء الذي أحياه مرشده الشيخ هشام الحسيني الذي ألقى محاضرة قيمة ، والمرحوم آل وشاح من أولئك الجيل الأصيل الذي حمل هموم بلده ، ولطالما حمل أحلامه وآماله تجاه بلده العراق الجريح ، حاثا ً أبناء بلدته على خدمة بلدهم ومواطنيهم وتجاوز خلافاتهم ووضع العراق في حدقات عيونهم ، ولا غرابة في تلك النصيحة الوطنية ففقيدنا المرحوم آل وشاح ينتمي الى رعيل يتمتع بالحكمة والدراية ويفيض بالقيم الوطنية وينطلق في حبه لوطنه من مبدأ حب الوطن من الايمان وهو حديث نبوي شريف ، فضلا ً عن كونه إبن دواوين عشائرية أصيلة تربت على قيم الكرم والشجاعة وعزاءنا في فقدان مثل هذه الشخصيات العراقية الاصيلة في ذريته التي لابد لها ان قد إكتسبت من هذه الصفات الشيء الكثير الذي يجعلها مؤهلة لإكمال مسيرة الآباء والاجداء تلك المسيرة العتيدة الملئ بالقيم النبيلة ومأ احوجنا اليوم الى إستنهاض تلك القيم لإعادة بناء الانسان العراقي الذي ألقت الحروب والظروف الاستثنائية التي مر بها بعد الحروب والحصار ألقت بظلالها على سلوكه وبنائه النفسي ، ولعلنا اليوم حينما نستذكر فقيدنا المرحوم الشيخ آل وشاح أو غيره ممن غادرونا الى الدار الآخرة نحاول التأكيد على أهمية أن نستفيد من هؤلاء الناس الحقيقيين بحبهم وولائهم لبلدهم وإيمانهم وتقواهم وإخلاصهم لله تعالى ، وفي الوقت الذي نعبر فيه عن مشاعر الحزن والعزاء على هذا الفقدان ، نؤكد على أن الامل مازال يسكننا في رؤية أحلام فقيدنا وغيره من الشرفاء الذين غادرونا وغيرهم ممن لم يغادرونا تتحقق في رؤية عراق آمن وسيد ومستقر والجميع فيه يتمتع بحقوقه ويؤدي واجباته وفق آليات القانون الذي يجب أن يطبق على الجميع ونتمنى أن تزهر أحلام فقيدنا المرحوم آل وشاح لتتجسد مروجا ً خضراء تملأ أرض الناصرية وجميع أراضي العراق .
قاسم ماضي – ديترويت
