تصريح الهاشمي و عفطة عنز في سوق الصفافير ..
تصريح الهاشمي و عفطة عنز في سوق الصفافير ..


بقلم: مهدي قاسم - 17-01-2017

تصريح الهاشمي و عفطة عنز في سوق الصفافير ..


يعتقد طارق الهاشمي ــ بانه قد كشف سرا رهيبا و صاعقا غريبا !! ، عندما أشار في تصريحه في لقاء تلفزيوني ــــ إلى اعتراف السليماني له في 2007 بعلاقة النظام الإيراني بتنظيم القاعدة الإرهابي ، و أن السر بعد كشفه سيزلزل الأمور و يقلب الأوضاع رأسا على عقب في العراق ..
و العجيب أن البعض أخذ يهلل و يفلل و يحلل ــ إستراتيجيا !! ــ مدى تأثير هذا التصريح وانعكاسه المزلزل على الحكومة العراقية ..
في الوقت الذي سوف لن يكون تأثير هذا التصريح ــ أي السر الخطير ـــ سوى تأثير عفطة عنزة في سوق الصفاير البغدادية ..
ليس فقط لأن ما كشفه طارق الهاشمي لم يعد سرا الآن ، وإنما حتى ولا سابقا ..
إذ كُتبتُ في السنوات العشرة الماضية مقالات عديدة ــ من ضمنها مقالات كاتب هذه السطور ــ حول وجود بعض من قادة تنظيم " القاعدة " الإرهابي مع عوائلهم سوية في " ضيافة " النظام الإيراني بعد هروبهم من افغانستان أثر الغزو الأمريكي لها ..
فقد أراد النظام الإيراني الاستفادة السياسية و الأمنية من التنظيمات الإرهابية ، مثلما فعلت الإدارات الأمريكية وغيرها ، و نجح النظام الإيراني ـــ بذكاء أمني و احترافية فائقة ــ إيما نجاح في دفع شبح الإرهاب و الإرهابيين عن الأراضي الإيرانية و ضمان سلامة حياة مواطنيه..
حيث تعد إيران من الدول القليلة التي نادرا ما تحدث فيها أعمال إرهابية بالرغم من وجود أقليات كثيرة على أراضيها وبين صفوف مواطنيها..
يجب الاعتراف بهذه الحقيقة بغض النظر عن طبيعة الموقف السياسي من النظام الإيراني سلبا أو إيجابا ..
فضلا عن إن النظام الإيراني نفسه لم يعمل سرا من هذا الأمر وخاصة عندما سمح علنا لإحدى زوجات أسامة بن لادن بمغادرة طهران مع أطفالها ..
أما الآن فأن العراق ـــ دولة و حكومة ـــ موجود تحت هيمنة النظام الإيراني ، ليس بفضل بعض بيادقه من الأحزاب الإسلامية الفاسدة والفاشلة فقط ، إنما بفضل البعثيين و باقي أنصار النظام السابق الذين تحالفوا مع تنظيم " القاعدة " الإرهابي سابقا و عصابات داعش حاليا ، ليحولوا العراق إلى مقبرة كبيرة واسعة حيث لا يمر يوم دون حدوث تفجيرات عديدة في أحياء عديدة سيما ذات مناطق الأغلبية " الشيعية " من بغداد ، وما ينجم عن ذلك مع سقوط عشرات من قتلى و جرحى والبالغة سنويا عشرات الآف مؤلفة من الضحايا الأبرياءــ وفقا لتقارير مكتب الأمم االمتحدة في بغداد ....
هذا دون أن نذكر التآمر العربي المتواصل على العراق ومحاولة عزله ، و تحطيم كيانه والتشجيع على تشرذمه وتفكيكه من خلال دعم وتمويل الإرهاب فيه ، في الوقت الذي واصل النظام الإيراني " فتح ذراعيه وأحضانه " أمام العراق " انفتاحا " واسعا ، مقدما مساعدات ودعما في كل المجالات ، طبعا ، لغاية نشر وبسط نفوذه و هيمنته و ليس حبا أو غراما بالعراق..
فأليس السياسة هي تحقيق المصالح بالدرجة الولى و الأخيرة..
و في النهاية :
لو أصبحنا منصفين قليلا لاعترفنا بأنه ليس النظام الإيراني يجب إن يُلام على هذا الصعيد ومن هذه الناحية ، إنما بعض الأنظمة العربية المتآمرة على العراق حتى هذه اللحظة و كذلك أتباع و أنصارالنظام السابق ..
نقول تآمر بعض الأنظمة العربية مستمر حتى هذه اللحظة لأنه :
ففي الوقت الذي يكاد أن يكون العراق الآن هو البلد االوحيد الأكثر وقوفا و حزما و اندفاعا في محاربة الإرهاب على عدة جبهات ومحاور مقدما ـــ و بكل سخاء ــ كل ما يملك من بنون و مال و بتضحيات يومية كثيرة ، فأن النظام السعودي الخرافي ، يدعو حتى نيجيريا لحضور مؤتمر لمكافحة الإرهاب في الوقت الذي يستثني العراق من ذلك ، تعبيرا سافرا عن موقفه المعادي والمتواصل على طول الخط من العراق ..
هامش ذات صلة :
*( ماذا يمكن أن يترتب على ما كشفه الهاشمي عن سليماني؟

أثارت تصريحات نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي، عن اعتراف الجنرال الإيراني قاسم سليماني بعلاقته مع تنظيم القاعدة ودعم بلاده للمليشيات العراقية، التساؤل حول أهمية تلك التصريحات في الوقت الحالي وما إذا كان سيترتب عليها شيء على صعيد العلاقة بين البلدين
ــ عن مواقع ووكالات عديدة )



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google