الحب_عطاء ونبذ للخلاف والتفرقة والبغضاء
الحب_عطاء ونبذ للخلاف والتفرقة والبغضاء


بقلم: الشيخ يحيى العبودي - 17-01-2017
حب الله .. حب الوطن .. حب الآباء .. حب الأبناء .. حب الحبيب مشاعر واحاسيس نابعة من الوجدان الانسانية ونابعة من مصدر الإيمان تجاه من نحب ونضحي من اجله ..لكن كل هذا الحب النابع من اعماق النفس البشرية لايجوز ان نطلق عليه دلالة للوصف حبا ان كنا ننتظر تجاه من نحب المقابل .فالحب عطاء وليس اخذا او مشروطا بالتبادل وهو اسمى قيمة انسانية في الحياة

فإن كان حبا صادقا نابعا من القلب في الإخلاص والوفاء فنى المحب في المحبوب من غير انتظار المقابل . او الجزاء .فالحسين مثالا أعطى كل شيء بﻻ حدود وافنى حياته وعياله وليس فقط يوم عاشوراء .ولم يسم ذلك العطاء حبا . بل اعتبره واجبا اخلاقيا وشرعيا تجاه قضيته الإصلاحية الكبرى وفي ارساء قيم العدل ومنهج الشريعة الاسلامية التي أمرنا الله بها .يقول عنه السيد الشهيد قدس سره ، ان عطاء الحسين عليه السلام تجاه الله خالق السموات والأرض وخالق الانسان في احسن تقويم واكرمه بنعمه التي لا تعد ولا تحصى لا تعدوا ان تكون صفرا ، لا شيء امام عظمة الخالق وكرمه للأنسان. فأين اذا نحن من الحب الذي ندعيه بكل ثقة . ؟ وهل وصل الانسان في غاية الكمال لإدراك مفهوم الحب الحقيقي ونزعته الانسانية ؟

الحب حسب فهمي القاصر عطاء ثم عطاء ثم عطاء وبﻻ حدود أو مقابل ، ﻻن هذا هو مبدأ الله في حبه وعطاءه لعباده .

فهﻻ تعلمنا معنى الحب ؟ وكيف يمكن ترجمة مشاعرنا الانسانية تجاه ما يستحق ان نحبه وان تفنى ارواحنا من اجل ادراك معنى ان نجود بكل ما نملك من اجل ان نذود عن الوطن وقضية الارض والانسانية والحفاظ على المقدسات وتطبيق شريعة العدل السمحاء

فالوطنية مفهوم له جذور و أصول, له معاني و دلالات , له أسباب و دوافع. عندما كان الأجداد ينطقون بكلمة الوطنية, كان لذلك دوافع, دماء ذرفت , أرواح أخذت, وسنوات عمر اغتصبت , و أجساد هتكت,... وطني يعني قلب محب للوطن, جسد مسير للوطن, عقل همه الوحيد حب الوطن.. الوطنية أسست على مبدأ الدم و الروح و الجسد فداء للوطن, و أكرر, الوطنية لها أسس و متطلبات , الوطن هو من يشترط و يأخذ , و ليس وطني من تكبر و سلب حق المواطن..الا يكفي ان وطننا من علينا و ضمنا إليه, و جعل لنا هوية نعرف بها , و نتميز بها عن باقي الخلق…


والتسامح ونبذ العنف..من أبرز الصفات التي يتميز بها أبناء شعبنا العراقي بجميع اطيافه.اذ نجدهم يسعون الى التعايش السلمي مع الآخرين بكرامة وسلام بعيدا عن العنف ونبذ الخلافات والتحديات.وذلك لأعتمادهم على الركيزة المتحضرة وهي {●ثقافة الحوار مع الآخرين واحترام الاخر●}.واجدهم يحترمون الاديان... والمذاهب..والعادات والتقاليد الاجتماعية...والتأريخية التي تجمعهم.وهذا متجذر في وطننا الذي هو تأريخ الديانات السماوية.فنجد المدافعين عن عراقنا الحبيب .وقفوا وقفة واحدة جميعنا.السني..والشيعي..والمسيحي..والكردي..والتركماني.والازيديي.والصابئي.لتحرير بلدهم أينما وجد الإرهاب.وهاهم يتحدون بدأ بيد لتحرير الموصل المعاصرة من قبل دواعش الانحراف والفسوق...{■محمد.ص.رسول الانسانية والسلام■}

في القدم, أيام الفتوحات و الإستقلالات , كانت الوطنية كلمة مقدسة يخجل المرء من قولها لما يلزمه ليصل إلى وصف نفسه بها. لا جسد و لا روح و لا دم تضاهي حب و عشق الوطن و راية الوطن. هذا هو المفهوم الصحيح لكلمة أصبحت في أيامنا لعبة ووسيلة للتبرءة من أخطاء اللاوطنية و المصالح الشخصية تحت شعار : " الوطنية أو اللاوطنية , المعنى واحد ... السلب و النهب و اللامبالاة "

هنا أنتهي من الأجداد المؤسسين, الوطنيين و المحررين, و كل ما يمكن أن نسميهم من معاني تدل على الوطنية الصادقة, و على ما أضحت تمثله القيم الانسانية النبيلة و الوطنية لساسة و رجال هذا الزمن, والمنتفعين من سياساتهم في زمن العصرنة و العولمة و الإنفتاح"زمن ان وقع بيننا خلاف فسأوجه قلمي ضدك لأتهمك بالخيانة !



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google