دماء وأنباء!
دماء وأنباء!


بقلم: محمد حسب - 17-01-2017
هرعت وسائل الاعلام منذ ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة 2017 بإعلاء صوت من احتسى خمراً ليخرج من عالم الواقع الى عالم الاحلام الوردية كما يتمناه في سنة قد تختلف عن سابقاتها, ورقص على ارض مات عليها, حيث دخل بابا نؤيل واهب الفرح للاطفال, فوهب الموت للكبار!
استمرت وسائل الاعلام بنعت الاوصاف لما حدث في ملهى رينا البحري في مدينة بشكطاش الساحلية بمحافظة اسطنبول السياحية, فمنها من تتهم داعش واخرى تحد ثلاثة ايام وغيرها يأسف لما حصل وأضعفها استنكرت وقوع الـتسعة وثلاثين قتيلا وتسع والستون جريحاً جراء القنبلة التي القاهى الارهابي داخل الملهى وفتح النيران على المحتفلين برشاش نوع اي كي 47 وفر هارباً دون التعرف على هويته فسجل الحادث ضد مجهول.
هاجت كبار الدول بالدعم المعنوي قبل المادي, فطلب رئيس الولايات المتحدة المنتهية ولايته باراك اوباما بتقديم جميع المساعدات التي تحتاجها تركيا بعد ان اعلن داعش مسؤليته عن الحادث, وقُدمت التعزيات من قبل دول الاتحاد الاوربي الى الشعب التركي, اما الدول العربية فهي الاخيرة تكالبت بالضجيج الاعلامي والدوبلوماسي والدعم المادي الى تركيا, فالسعودية ادانت الحادث بشدة وقدمت ما تستطيع تقديمه لعوائل شهداء الملهى!
اما ام العرب الجمهورية المصرية فأستنكرت الحادث بشدة وطلبت وزارة الخارجية المصرية المجتمع الدولي من اجل الحد من هذه الحوادث التي تصيب رواد المالاهي الليلية! متناسية شهداء لقمة العيش الذين يسقطون تباعاً.
استمرت التعزيات من تونس والاردن وفلسطين ودول الخليج العربي, حتى جف عرق جبهتهم من شدة الإحساس بالالم الذي حل بشهداء الملهى!
تلى هذا الحادث مئات الشهداء الذين سقطوا من اجل لقمة عيش تكاد تكون رمقاً, في بلد اسمه العراق, في ظل غياب الدعم المعنوي والاعلام الحر ونظرة لمن يبصر!

محمد حسب
17-1-2017



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google