عَنِ العِلاقَةِ المُرتَقَبَةِ بَيْنَ بَغْدَادَ وَواشُنْطُن
عَنِ العِلاقَةِ المُرتَقَبَةِ بَيْنَ بَغْدَادَ وَواشُنْطُن


بقلم: نــزار حيدر - 17-01-2017
لِفضائِيّاتِ (العالَم) و (بلادي) و (أَن آر تي) عِبر خِدمة (سكايْب)؛
عَنِ العِلاقَةِ المُرتَقَبَةِ بَيْنَ بَغْدَادَ وَواشُنْطُن
نـــــــــزار حيدر
أَولاً؛ يلزم ان نأخذ بنظر الاعتبار انّ ترامب، الرئيس الأميركي الجديد، بعد الجمعة القادمة (٢٠ كانون الثاني) يختلف عمّا هو عليه قبل هذا التاريخ، ففي يوم الجمعة القادمة سيدخل البيت الأبيض بشكلٍ رسميٍّ، اي انّهُ سيدخل بهذا التاريخ القفص الحديدي ومن حولهِ أعضاء الادارة والمستشارين، كما يقف لهُ بالمرصاد جيش من السياسيّين والاعلاميّين ومراكز الأبحاث وأَجهزة الاستخبارات بالاضافة الى القضاء، ناهيكَ عن بقيّة المؤسّسات الدستوريّة والتي تقف على رأسِها الكونغرس بمجلسَيهِ.
الذي أُريد قولهُ هو أَن ترامب حينها سيختلف عن ترامب قبلها، ولذلك فليس من الصّحيح إِعتبار انَّ كل ما قالهُ وصرَّح به خلال الفترة الزّمنية السّابقة هو منهجاً واستراتيجيّة ثابتةً لن تتغيّر او لا يتمّ إِجراء التّعديلات عليها! من دون ان يعني ذلك انّهُ سينقلب بالكامل على تصريحاتهِ والتزاماتهِ ورؤاه تلك.
كما انَّ ترامب لحدّ الان هو رجل أَعمال، امّا بعد الجمعة فسيكون رئيساً، وهناك بالتأكيد فرقٌ كبيرٌ بين الشَّخصيَّتَين.
ثانياً؛ فيما يخصّ العراق فانّ كل ما تحدّث به ترامب هو سعيهِ لتحميل إِدارة أوباما كل ما يجري في العراق والمنطقة، وكأنّهُ يريد القول بانّهُ سيبدأ سياسةً جديدةً إِزاء هذا الملفّ.
حتى عندما اعتبر قرار الذهاب الى العراق في عام ٢٠٠٣ لاسقاط نظام الطّاغية الذّليل صدّام حسين أَسوء قرارات الولايات المتحدة على الإطلاق رُبما! حسب تعبيرهِ، فانّما لانّهُ يرى بانَّ الادارة الاميركيّة لم تتحمل كامل المسؤوليّة القانونيّة إِزاء بلد وصفتهُ قرارات مجلس الامن الدَّولي بالبلد المُحتلّ، فكان على الولايات المتّحدة ان تتحمّل حماية وإعادة تأهيل وبناء العراق بشكلٍ كامل طبقاً للتّوصيف القانوني الدّولي!.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فانّهُ يعتبر انّ قرار إِدارة أوباما المتسرّع والقاضي بسحب كامل القوّات الاميركيّة من العراق هو السّبب الأَول الذي ساهم في وجود الارهاب وتمددّهُ في العراق! ولذلك فهو بهذا المنظور يرى انَّ إِدارة اوباما ساهمت في خلق الارهاب وبالتّالي في تمكينهِ من إِحتلال نصف العراق، كما ساهم هذا القرار المُتسرّع في زيادة التدخُّلات الاقليميّة.
ثالثاً؛ لعلّ في دعوة ترامب لرئيس مجلس الوزراء في العراق الدُّكتور العبادي للقائهِ في البيت الأبيض عندما يتسلّم مهامِّهِ الدستوريّة في العشرين من هذا الشّهر، وهي الدّعوة التي لم يوجّهها لأيِّ زعيمٍ آخر لحدِّ كتابة هذه السّطور، إشارة الى انّهُ ينوي بالفعل مساعدة العراق في التخلّص كلياً من الارهاب وكذلك في تجاوز مشاكلهِ وأزماتهِ التي يعتقد انَّ أَغلبها تعود الى تدخّل دول الجوار!.
كما انَّ تعيينهِ لثلاثةٍ خدموا في العراق أَعضاءَ في إِدارتهِ يُشيرُ كذلك الى هذا الشّيء.
امّا كيف سيُساعد العراق؟ فهذا ما لم تتّضح معالمهُ لحدّ الآن، لانّ ترامب وصفَ طوال الوقت مشاكل العراق ولم يصف الحلول أَو الادواتِ.
برأيي فانّ الصورة ستتّضح أَكثر فأَكثر في الأيّام والأسابيع القليلة القادمة، وعلى وجه التّحديد عندما يجتمع بالدّكتور العبادي في البيت الأبيض نهاية الشّهر القادم (شباط).
رابعاً؛ انا أَعتقد انّ المهمّ في كلّ هذا الأَمر هو أَن يعي العراقيّون ما الذي يجري في العالم والمنطقة، عندما يبدأ عهد ترامب! فالتجاهُل أَو التغافُل والاستغفال يخسر بسببهِ العراقيّون كثيراً من مصالحهِم الحيويّة.
عليهم أَن يُفكِّروا كيف يكونون لاعباً مع الآخرين وليس ساحةً للعِبِ الآخرين وتصفية حساباتهم مع بعض!.
عليهم أَن يصُفّوا مصالحهم الوطنيّة الواحدة تلوَ الأُخرى! وان لا ينشغِلوا في تحقيق مصالح الآخرين!.
إِنَّ أَمام العراقيين فرصة جديدة، شريطة وعيها أَولاً والاستعداد لها ثانياً وتهيئة أدواتها ثالثاً، لاقتناصِها.
١٧ كانون الثاني ٢٠١٧
لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920





Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google