بقلم: مهدي قاسم -
18-01-2017 حوار بغداد : هل هو حوار بين طرشان أم بين أحباب وخلان ؟! ..
الأسباب التي أدت إلى عدم نجاح المصالحات الوطنية التي طرحت و جرت منذ سنوات طويلة و حتى الآن ، ترجع خلفياتها إلى أن هذه المصالحات قد جرت بين ساسة و زعماء و تكتلات وفئات هي أصلا ليست بحاجة إلى مصالحة وطنية قطعا ، لأنها ليست زعلانة أو متخاصمة أصلا مع بعضها لكي تتصالح مع بعضها الآخر ، بقدر ما ما هي متفقة من ناحية توزيع المناصب و المغانم فيما بينها ، مثلما هي منسجمة فيما بينها تمام الانسجام و الوئام و راضية على نهب ثروات البلاد و تخريب حياة العباد ، بدليل إنهم عندما يلتقون في مناسبات معينة ، سواء كانت سياسية أو وطنية أم دينية لا يلتقون إلا بالأحضان والقبلات والمصافحات الحميمية والابتسامات العريضة والواسعة كإشارة و دلالة على عدم وجود عداء أو خصام فيما بينهم ، كما هو الأمر في الواقع أيضا ، فضلا عن التغطية على ملفات فساد بعضهم بعضا ..
غير إنهم لا يريدون الإقرار بهذه الحقيقة أمام الشارع العراقي لكي لا يسببوا إحراجا لهم بسبب ضلوعهم بالفساد والتواطؤ مع الإرهاب ، سيما أن الطرف الاخر من هؤلاء" الحبايب " أي من دواعش السياسة يهددون دوما بتفاقم بحدوث أعمال العنف و الإرهاب في حالة كذا وإذا و إذا ، طبعا بهدف الابتزاز للحصول على مزيد من مال و نفوذ و سلطة على أساس المحاصصة الطائفية ، و غالبا ما ينفذون تهديداتهم مجسدة بالتفجيرات اليومية في عديد من مناطق بغداد لذا فنراهم لا يكّفون عن طرح خطط و مشاريع مصالحة وتسويات وطنية و تاريخية و تحت مسميات عديدة و مختلفة ، بهدف التضليل و الاحتيال على وعي الشارع العراقي وإشغاله بمثل هذه الأمور المضللة ، فضلا عن سعي متواصل لخلق انطباع زائف لظهور بمظهر حرص وطني على جميع أفراد المجتمع ، بينما الأمر ليس كذلك ، لأن من يحرص على المصلحة العامة للمجتمع يجب عليه أن يكون وطنيا شريفا و نزيها قبل أي شيء آخر و عادلا منصفا ومخلصا متفانيا في مجال عمله و وظيفته ، مقدما أقصى الخدمات لشعبه و وطنه ..
بينما تجربة السنوات العشرة الماضية ــ مثلما هو معلوم للجميع ــ قد أثبتت عجز و فساد هؤلاء الساسة والزعماء و الذي يريدون التغطية عليهما باختلاق مشاريع وهمية للمصالحة الوطنية التي هم أنفسهم لا يؤمنون بها لكونهم على وفاق و وئام فيما بينهم ، وفي الوقت نفسه لا يريدون المصالحة مع قتلة الشعب العراقي من الإرهابيين و غيرهم لأن هؤلاء يخدمون أهداف هؤلاء الساسة و الزعماء و الأحزاب من خلال تأجيج الفتن والنعرات وكذلك الاصطفاف و التخندق الطائفيين كضمانة وحيدة لفوزهم في بالانتخابات.
فعموما : إن حوار بغداد كما غيره سابقا ما هو سوى محاولة بائسة ومفضوحة للتغطية على الإفلاس السياسي العام والتام للأحزاب الإسلامية الفاسدة والبعثية المجرمة بصبغتها الحربائية والطائفية ..