السينما كانت أنسي في الصبا والشباب
السينما كانت أنسي في الصبا والشباب


بقلم: لقمان الشيخ - 28-01-2017
في أول ايام العيد , بعد اخذي لعيدانتي وملئ جيبي بالكليجة , بدأت التجول في شوارع الموصل , خلالها شاهدت شخص يقف على باب سينما غازي , وهو ينادي ؛عشرون فلسا للسينما , كان عمري حوالي التسع سنين , بعد دفعي للمبلغ ، دخلت السينما لأول مرة في حياتي لمشاهدة فيلم طرازان , كان منظر الأسد وهو يهاجم طرزان ارعبني وكد أغادر السينما من الخوف ,لكن منظر القرد ( الشادي شيتا ) أسرني وبقيت الى النهاية , عرفت بعدها اسم الممثل الذي قام بدور طرزان (بستر كراب ) بعدها اثار عجبي عندما شاهدته وهو بلباس رجل غزو الفضاء بفلم ( كولدن هولدن), اثار عجبي كيف أنتقل من الغابة ليتحول بهذا الشكل ؟ وأثار عجبي أن هناك طرزان أخر انتقل من الغابة الى وسط مدينة نيويورك وعرفت بعدها باسم الممثل وبطل السباحة (جوني ويسمولر ) لكن بقيت أعتبر

(بستر كراب ) طرزان هو الأصلي , بعدها أصبحت مواظبا لمشاهدة الأفلام , واذكر فيلم ( سلامة ) لأم كلثوم مع الممثل يحي شاهين بدور رجل الدين ( القس ) الذي اتهمه المشاغبون بحب سلامة , فرد عليهم ( ياقومي أني بشر مثلكم ) , ومنظر من الفيلم عندما كانت أم كلثوم تغني في حانة , سألها احد ا لشاربين ( كولي ولاتخشينا ملامة , الحب حلالا لو حراما ؟ ) أجابته ( الحب الكان للملهوف والقلب يلوف .. يا حلاوة القبلة ) .

فلم شاهدته لا أنساه , فيلم ( برلنتي) تمثيل يوسف وهبي ونور الهدى , منظر جميل لازلت اذكره , مع انني شاهدته قبل سبع عقود , مشهد من الفيلم تظهرفيه نور الهدى وهي مع سرب من الحمائم الجميلات طالبات الجامعة , يركبن الدراجات الهوائية ببنطلون الشورت , تغني ( رفرف جناحك وطير يا حمام , وخذني معاك لبلاد الغرام كان الجو كله فرح وسعادة ,هكذا كان الحال قبل سبع عقود , والآن كيف الحال بعد هذه ا لسنين العجاف

الطويلة , كيف الحال والمشهد لطالبات جامعاتنا العراقية ,و كيف تلفعن بالحجاب واللباس الى حد الحذاء , عم السواد والقهر على محياهن , نتيجة الحملة الإيمانية الظالمة التي قست عليهن .

في مرحلة الشباب , أعجبت بفتى الشاشة الفنان شكري سرحان , اعجبتني تسريحة شعره , وطريقة طوي أردان قميصة , فقمت بتقليده , حتى أصبحت مثلا لأصحابي , في المظهر , بعدها تحولت الى تقليد الممثل ( توني كورتس ) .

في الأربعينات من القرن الماضي حل في مصر الشقيقان بدر وإبراهيم لاما ، قادمين من المهجر جنوب امريكا , واقاما بعدها سلسة من افلام الفروسية والعنف , قام بدر لاما بالتمثيل , وابراهيم في الإخراج , وقدما عدة افلام , منها ابن الصحراء وصلاح الدين الأيوبي ومعروف البدوي , الذي شكل اهتمام واسع لدى الشبيبة , وتدور حوادثه في الريف عندما يقع معروف البدوي ( بدر لاما ) بحب البدوية رابحا , لكن يقع في خصام مع ابن العم مهنا

( سراج منير ) حينها يبدا الخصام ليتحول الى عراك وقتال بين الطرفين , وكان السبب بولع المشاهدين من صغار العمر لكونه في الفلم , هجوم وعراك بالأيدي , عندها ينضم الجمهور الى معروف البدوي وهذا يثير فيهم الحماس وترتفع الأصوات تضامن معه , وكنت احد المشاهدين عنما رأيت فتاة كنت معجب بها تجلس مع صبي اسمه فوزي , لذا قررت الانتقام منهم بكتابة على حائط المنطقة التي يمرون بها ( فوزية + سعدي , رابحا في العيد ) وبهذا فضحت سرهم ,

بعدها كانت فترة الشباب ومشاهدة افلام الحب والغرام , أذكر منها اول فيلم للممثلة والمغنية الشحرورة صباح , وكان فيلم ( ستوتا ) تغني فيه ( توتا توتا انا ستوتا لنا عفريتا ولا جنية أنا ستوتا ) بعدها واضبت على مشاهدة افلام فريد الأطرش , رأيت كل افلامه , أذكر منها شهر العسل واحلام الشباب , لكني أعجبت بفلمه الغنائي

( حبيب العمر ) مع الممثلة الدلوعة سامية جمال , فيه اجمل واروع الحانه وغنائه ,

خاصة تانكو ( يازهرتا في خيالي ) و(الحيا حلوة ) كنت احفظ وأردد أغانيه .

وافلام المطرب عبد الوهاب كلها , من( دموع الحب ) الى آخر افلامه ( غزل البنات ) , وفي الخمسينات من القرن الماضي عرض فيلم في سينما الحدباء في مدينة الموصل ( عطيل ) على كونه فيلم أرمني , بالوقت الفيلم أنتاج روسي يقوم بدور (عطيل ) الممثل الروسي المبدع ( سيرغي بندرجوك ) وبهذه الحيلة الذكية

أستطاع أ صحاب سينما الحدباء ذوي الميول اليسارية عرض فيلم روسي , رغما

عن الرقابة كانت تحضر على عرض الأفلام الروسية , هذه ذكريات الصبا والشباب كانت كلها مسرة وفرح, عندما كانت الأيام جميلة وحلوة , لكنها راحت ويا أهلها .

لقمان الشيخ-صوفيا



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google