لا تسويةَ إلاّ بالعدالة:
لا تسويةَ إلاّ بالعدالة:


بقلم: عزيز الخزرجي - 29-01-2017
لا تسويةَ إلاّ بالعدالة:
قلتُ سابقاً و أكرّرُ بتواضع و رجاء و أعلن و أكرّر للمرة الألف بأنّ؛
[كلّ جيوش آلعالم لنْ تستطع أنْ تُهزم آلأرهاب؛ ألعدلُ وحدهُ يستطيعُ ذلك]!

(ألمصالحة الوطنية) كما (المصالحة التوافقيه) كما (الديمقراطية المستهدفة) لا يُمكن أنْ تُحقّق ألعدالة و السعادة .. و لا حتى جزءاً منها مع وجود كلّ هذا الفساد ألذي شارك فيه المتحاصصين "الدّيمقراطيين" بلا إستثناء و لا حياء و لا خوف من الله و من أوليائه!

ثمّ إنّ (المصالحة) المقصودة من قبل المتحاصصين ليستْ مُجرّد صلحٌ تفرضهُ الأوضاع المنفلتة القائمة بين الأطراف و التي تنعكس بسلبياتها على المجتمع لا غير؛ بل هو قبل كل شيئ واجبٌ كونيّ حتميّ و ضروريّ و شرعيّ و دعوة إلهية قبل كل الدعوات الربانية للتعاون و التآزر و الوحدة للبناء و التقدم و تحقيق الازدهار ..
كما إنهُ و بكل بساطة أمر ضروري للمرحلة الراهنة و لكل المراحل الآتية و على كلّ صعيد ..

لكن يجب أن يُؤمن المدّعين المتحاصصين: بأنَّ هذه المصالحة لا تتحقق أبداً و آلظلم و الفساد و الجّهل بفلسفة الأحكام و الحقوق و التزوير و تشويه الحقائق و نشر الفقر و الفوارق الطبقية و الحقوقية قائمة .. بل ستتعمق يوماً بعد آخر بدون التسوية العادلة ..
لذلك لا تتحقق أية مصالحة وطنية أو شعبية؛
ما لم تتحقق العدالة؛
مالم يُنصف الفقراء؛
ما لم تُرجع ألأموال المنهوبة و هي بحدود (ترليون) دولار سرقت على مدى 14 عاما مع سبق الأصرار من قبل المسؤوليين و المّدّعين للمصالحة كرواتب مجحفة و مخصصات و حمايات و إيفادات و نثريات!؟

ثمّ كيف يُمكن أن يسكت المواطن العادي أو الموظف أو المقاتل أو العامل الذي يرى فساد المسؤول و ضربه لرواتب شهريّة علنية تُعادل مئات المرات راتب الفقير و الموظف و العامل و المقاتل المسكين!؟

أ يدري المسؤوليين و من يؤيدهم لأستمرار المظالم؛ بأنّ راتب آلمقاتل في الحشد الشعبيّ مثلاً لا يكفي حتى لتسديد أجور الكهرباء فقط!؟

لا أدري و الله كيف يُفكّر و كيف يضحك و كيف يخطب المسؤول و آلرئيس و النائب و الوزير على شاشات التلفزيون و بلا حياء مع كلّ هذه المخلفات و الفساد و الفقر الذي سبّبوه وسط الناس!؟

كيف يسمح المسؤول العراقي الظالم أن يستلم رواتبه و مخصصاته و نثرياته و يركب السيارات و يسكن القصور و ينصب الموائد .. و المواطن يعاني الجوع و الألم و المآسي و المرض و الموت و الغربة!؟
أيّ دين يُؤمن به المسؤوليين العراقيين الممسوخين!؟
أين تربّوا و أيّة مدرسة درسوا فيه الأخلاق و القيم!؟

أيها الناس: هل تعقلون ما أقول!؟
أم توقف تفكيركم و عقولكم و جمد وعيكمك و ماتت قلوبكم بسبب لقمة الحرام التي ملأت بطونكم!؟

و إعلموا أيها الطغاة: بأنكم لستم أقوى من صدام و مخابرات صدام و أجهزة القمع البعثية التي وصلت لعشرة أجهزة علنية و سرية تمرّست القتل و الأرهاب و الظلم لنصف قرن: لكنها فشلت في تحقيق التسوية و الأمن حتى لأنفسهم و فيما بينهم بسبب شيوع الظلم و الفوارق الطبقية و العشائرية التي شملت كلّ المجتمع!

و ما دامت الفوارق الطبقية و الفساد و التخريب و الجّهل و إنعدام الخدمات و اللا أمن قائماً؛ فأنّ الأرهاب باقٍ و لن ينتهي لمجرّد هزيمة عشرة جيوش مثل داعش الظاهري على يد قوات الحشد الشعبي و القوات العراقية المشاركة!

العدالة و الأنصاف و إرجاع حقوق الناس هي الضمان و الكفيل و الضامن الوحيد لتحقيق التسوية و المصالحة المجتمعية و الوطنية و الأنسانية لتحقيق السعادة و الرّفاة!
و لذلك .. لا تسوية إلاّ بتحقيق العدالة, هذا هو حكم الله قبل حكم العقلاء و المفكريين.
و إن تحقيق العدالة لا يتمّ إلا بعد تنفيذ النقاط التي بيّناها أعلاه تفصيلاً, و الله هو الحاكم العدل و الشاهد, أللهم إني قد بلغت .. أللهم فأشهد.
عزيز الخزرجي
مفكر كوني



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google