المؤامرة على ميناء الفاو الكبير
المؤامرة على ميناء الفاو الكبير


بقلم: سالم سمسم مهدي - 29-01-2017
في رسالة التهنئة التي وجهتها للسيد وزير النقل الحالي عن طريق موقع صوت العراق أفردت مساحة للحديث عن ميناء الفاو الكبير لأهميته أولا وثانياً لأنني سبق وأن أعددت دراسة عن المشروع طرحتها امام بعض المختصين والمعنيين في فترة سابقة لا تتجاوز الثلاث سنين اي بعد المباشرة بالمشروع ...

بعد تولي السيد وزير النقل لمهام عمله وهو كابتن بحري سابق أفرحني خبر زيارته لموقع العمل وإعلانه أنه أمر بتهيئة مكتب له ضمن المشروع كي تتسنى له فرصة متابعته ...

اهتمامي بالمشروع لم يأتي من فراغ بل أن الدراسة التي أعددتها عنه في حينه جعلتني أتفاءل كثيرا بمردوداته الاقتصادية لأنه يوفر فرص عمل لحوالي أثنى عشر ألف شخص من شباب مدينة البصرة والمحافظات الجنوبية وكل العراق هم بأمس الحاجة لها ...

فضلاً عما سيقدمه للشعب العراقي من أموال كبيرة إذا ما أكتمل مشروع القناة الجافة ( سكة الحديد إلى تركيا وأوربا ) التي كان من المفروض أن يبدأ العمل بها بالتزامن مع ما يجري في البحر وسيجعل من العراق ممراً دولياً مهما يربط الشرق بالغرب بوقت اسرع وبكلفة اقل من النقل البحري ...

يحوي المشروع حسب تصاميمه الاساسية رصيف حاويات طوله 39 كم وأخر طوله 2 كم فضلا عن ساحة للحاويات تبلغ مساحتها مليون متر مربع وساحة اخرى متعددة الاغراض بمساحة 600 الف متر مربع ...

تبلغ الطاقة الاستيعابية للميناء 99 مليون طن سنويا وسيكون من اكبر موانئ الخليج والموانئ العالمية وفي حالة اتمامه سيغير من خارطة النقل البحري الحالي وتبلغ كلفته الاجمالية حوالي أربعة ونصف المليون يورو ...

لهذه الأسباب فأن دول كثيرة في منطقة الخليج وخارجها وجدت في المشروع ما يهدد مصالحها وأخذت تعمل جاهدة على عرقل تنفيذه أما عن طريق تأخير العمل فيه أو إيقافه أو حتى أيجاد طرق ملتوية مع الشركات المنفذة أو استغلال ذوي النفوس المريضة داخل العراق للتأثير على تنفيذه وإفشاله عملياً...

بان المعدن الرديء للجهات التنفيذية الداخلية والخارجية منها عندما أنهار وتشقق جزء من كاسر الامواج الشرقي وبطول كم واحد وهو مازال في طور العمل من قبل شركة يونانية ...

هذا يضع أكثر من علامة استفهام على نوع العمل ورصانة الشركة المنفذة والمهندسين العراقيين المشرفين على العمل ويضع أمامنا الكثير من الشكوك على أن هناك دول مستعدة أن تدفع أكثر من كلفة كاسر الامواج الشرقي التي تبلغ مائتي مليون يورو من أجل إفشاله ...

أما كاسر الامواج الغربي فهو اكثر طولا من الشرقي وكلفته اكثر من خمسمائة مليون يورو واحيل الى شركة كورية ...

لو كان الأمر بيدي لما تعاقدت لتنفيذ المشروع إلا مع شركة هولندية لأنها معروفة بقدرتها على التعامل مع مياه البحار بمهنية عالية واستطاعت أن تضيف من البحر بين فترة وأخرى أراضي إلى هولندا كانت السبب بتسميتها بالأراضي المنخفضة ...

حُرص المسؤولين في دولة الأمارات العربية وإخلاصهم لوطنهم جعلهم يمنحون حق وضع الأسس تحت الماء لمشروع النخلة العملاق لشركات هولندية لأنها الأفضل ...

كثير من المختصين يقولون أن الأرض التي شيد عليها كاسر الأمواج الشرقي والغربي رخوة و متحركة لا يمكن التعامل معها بنجاح من دون ركائز في البحر بعمق ثلاثين مترا وهذا ما لم يحصل وهو يهدد المشروع بعد فترة قصيرة ويعني المزيد من النفقات التي ستقضم الارباح المتأتية منه على غرار ما ينفق اليوم على سد الموصل حيث تجاوزت نفقات الترميم فيه كلفة السد ذاته ...

ساهم سلوك لصوص السلطة وأوغادها ليس فقط في نهب الثروة بل في تعطيل المشاريع التي كان من شأنها توفير بدائل نسبية عن النفط ومنها مشروع ميناء الفاو الكبير الذي اصبحت مسالة تنفيذه في الظروف الحالية ضربا من الخيال ...

سمح التلكؤ العراقي للكويت بالمضي بسرعة في تنفيذ ميناء مبارك الكبير ( الذي يقع في موقع افضل من موقع ميناء الفاو لأن الجانب الغربي من شبه جزيرة الفاو معروف بهشاشة تربته وزحفها المستمر باتجاه البحر وهذا جعل الجانب العراقي من خور عبد الله غير صالح للملاحة ) الذي سيؤثر حتما على حركة الملاحة في خور عبد الله شاء العراق أم أبى وكذلك الدجاجلة الكذابون الذين يتحدثون بصلف هذه الأيام لإغراض انتخابية عن السيادة وضياعها في الخور وهم الاطراف الموقعة عليها وبسبب فسادهم تعطلت الحياة في العراق ...

ولتقديم بعض التوضيح عما يثار عن القرار 833 الصادر من مجلس الامن في 1993 وهو امتداد للقرار 687 في 1991 الذي شُكلت بموجبه لجنة لغرض تخطيط الحدود بين العراق والكويت وكذلك ازالة اسلحة التدمير الشامل ومنع حيازتها وإنشاء صندوق تعويضات وهي شروط وافق العراق عليها مقدما في خيمة صفوان وأن إجراءات لجنة التخطيط ملزمة ...

لذا فأن هذا القرار لا يمكن الاعتراض عليه لعدم وجود جهة اعلى من مجلس الامن تنظر بطلب اعادة النظر فيه خاصة وأننا مازلنا نكيل السباب الفارغ للدول المؤثرة في مجلس الامن الدولي ونتصرف بعنتريات رعناء لا اساس لها من الواقع ولا نملك القدرة على التعامل بعقلانية مع دول العالم الاخرى .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google