متحدثا عن تجربته مع ثور هايردال المخرج ناصر حسن: رافقت جميع مراحل بناء قارب دجلة في سلسلة من التقارير الاسبوعية للتلفزيون العراقي
متحدثا عن تجربته مع ثور هايردال المخرج ناصر حسن: رافقت جميع مراحل بناء قارب دجلة في سلسلة من التقارير الاسبوعية للتلفزيون العراقي


بقلم: جمال الخرسان - 29-01-2017
متحدثا عن تجربته مع ثور هايردال المخرج ناصر حسن: رافقت جميع مراحل بناء قارب دجلة في سلسلة من التقارير الاسبوعية للتلفزيون العراقي
حوار - جمال الخرسان
اعتزازا بمرور اربعة عقود على تجربة قارب "دجلة" الذي صنعه الرحالة النرويجي "ثور هايردال" عام 1977 في مدينة القرنة وانطلق من هناك على متنه ليعبر المحيط الهندي ذهابا وايابا، جاء هذا الحوار مع المخرج "ناصر حسن" الذي رافق مراحل صنع القارب في مدينة القرنة عبر سلسلة من التقارير المصورة الذي كان يعدها للتلفزيون العراقي كما تابع القارب ايضا حينما وصل الى البحرين وتوقف هناك لعدة ايام، تحدث ناصر حسن عن تجربته مع هايردال وذكريات تلك المرحلة عبر الحوار التالي:
* انت ممن رافق توثيق بناء تلك التجربة عن قرب تحدث لنا عما تتذكره في تلك الايام؟
قبل وصول البروفيسور ثور هيردال للعراق كنت صدفة استمعت له في لقاء براديو مونت كارلو وبقى الموضوع عالقا في ذهني، في عام 1977 ابلغني مدير تلفزيون بغداد الاخ جبار يوسف بان الوزارة تريد تغطية شاملة ومستمرة لعملية بناء القارب "دجلة" من قبل تور هيردال ومساعديه من موقع بناء القارب الواقع في مدينة القرنة، قرب دار الاستراحة عند شجرة آدم، على مقربة من ملتقى دجلة والفرات.
قمت بتشكيل فريق التصوير المكوّن من المصور المبدع الراحل جبار غريب ومساعده ستار جبار ومساعدي علي ناجي وصودف انه لم نحصل على سيارة من التلفزيون لذا ذهبنا للقرنة بسيارتي الشخصية فوكس واكن.

* ماذا اعددتم عن تلك التجربة؟
قمنا باعداد تقارير اسبوعية تبث كل جمعة تحت عنوان (القارب البردي)، وانجزنا فلما يصل لحوالي 50 دقيقة يوثق تلك التجربة. انذاك كان التصوير الخارجي بالتلفزيون سينمائيا ملونا قياس 16 ملم وحققنا ذلك اسبوعيا ولمدة 6 اشهر مما عرفنا المشاهد العراقي على تفاصيل مشروع ثور هيردال عن الفكره والهدف ومراحل بناء القارب. كنا نعمل المستحيل من اجل انجاز العمل، انذاك لم يكن هناك ستلايت واتصالات متطورة، كنا نصور الشريط السينمائي ونرسله بالطائرة الى بغداد ويتم تحميضه وطبعه وبثه.

* انت وفريقك هل رافقتم هايردال على متن القارب؟
رافقنا هايردال في بداية انطلاق القارب من القرنة وتركنا القارب بعد وصوله للمياه الاقليمية، ثم حينما توقف القارب في البحرين ذهبنا الى هناك من اجل تغطية القارب وبقينا عدة ايام نرصد القارب من خلال التقارير، وكان يفترض ان نرصد وصول القارب الى مصر ولكن هايردال احرقه قرب جيبوتي احتجاجا على منعه من عبور تلك المنطقة الا برفقة قطعات عسكرية. اعتزازا بما نقوم به من تغطية اعلامية اهداني هايردال نموذجا مصغرا من القارب فقدته للاسف حينما غادرت العراق لاحقا.

* هل ذلك الارشيف المصور الذي قمتم بانجازه عن القارب والذي استمر لعدة اشهر لازال موجودا؟
للاسف الشديد لا امتلك شيئا من ذلك الارشيف، على الاغلب انه مفقود، اتمنى على كل من يعرف شيئا عن تلك المواد الفلمية او يعثر عليها ان يقدمها للجهات المعنية.
* كيف شاهدت القارب؟
القارب بني من القصب والبردي، يبلغ طوله 18 مترا، وعرضه 6 امتار، صنع له هيكل من الخشب الصندل ليكون اشبه ببيت داخل القارب، تم تحشيته بباقات من البردي، كان يرأس الفريق العراقي الذي يساهم بصناعة القارب من عرب الاهوار الحاج كاطع من اهالي القرنة. كان برفقة هايردال في صناعة القارب اربع من سكان امريكا اللاتينية، وكانوا من الفلاحين الذين يعيشون باجواء مشابهة لاجواء الاهوار وتعاملوا مع البردي وكانوا ذوو خبرة جيده واتذكر انهم من بوليفيا وكانوا بعيدين عن الحضارة قياسيا باهل الاهوار. كان شراع القارب يحمل صورة لزقورة اور والشمس، هايردال كان يردد بان الشمس تعني الشرق.

* كيف كان تفاعل العراقيين الذين يشاهدون هايردال وهو يبني القارب ويبحر فيه؟
كان الناس يشاهدون بشغف مراحل بناء القارب عن قرب، كانوا يزورون موقع بناء السفينة باستمرار، من البصرة ايضا قدمت بعض المجموعات لمشاهدة ما يحصل وبينهم صحفيون وكتاب. حينما انطلق القارب ايضا من القرنة استقبل من قبل جماهير البصرة في شط العرب باحتفالية كبيرة، الكل مبتهجون ويطلقون منبهات السيارات والقوارب.


يذكر ان الفنان ناصر حسن متخرج من كلية الفنون الجميلة في بغداد قسم المسرح عام 1971. عمل مبكرا في الاذاعة والتلفزيون مخرجا للعديد من الاعمال المسرحية، البرامج، المسلسلات والافلام. شارك في عشرات المهرجانات الفنية في داخل وخارج العراق.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google