منبر الرحمة ...منبر النقمة والموت .
منبر الرحمة ...منبر النقمة والموت .


بقلم: ثائر الربيعي - 30-01-2017
عندما تجد هنالك من يعتلي منبر الإصلاح لاستخدامه في الوعظ والإرشاد بأنه ليس لديه شرف وضمير وتاريخ يفتخر به ,ولا يعرف أي معرفةٍ بالدين وغير ملم بالتفسير,يفسره بالشكل غير الصحيح الذي لا يفهم الناس منه ما هي حقوقهم وواجباتهم الأخلاقية والشرعية والإنسانية في التعامل مع المجتمع, المنبر الذي حرص رسول الله (ص) بأن يفيض رحمةٍ وهدايةٍ ونور وينشر الطمأنينة منه للعالمين كما كان يفعل خلال خطبه وحلقات اجتماعاته مع المسلمين وغير المسلمين من الذميين ,لم نجده يحرض على القتل وسفك الدماء وسبي النساء,أو يدعو لإرهاب الأمة وبسط سطوته بالقوة عليهم وقوله (ص):{ لست أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم ولا عدوا يجتاحهم ولكنى أخاف على أمتي أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم وإن عصوهم قتلوهم} مشكلتنا اليوم مع الذين يفسرون الدين وفق رغباتهم وأهوائهم الشخصية ويجدون المخارج الشرعية بأحاديث موضوعة ينسبونها لنبي الرحمة بأنها سنته وعلى الأمة الاقتداء بها ,ومن يخالفها وجب عليه القتل ,فهو خارج عن الملة ,الخلل ليس في الإسلام ,أنما يكمن بمن يدعون أنهم أئمة وعلى الناس المضي ورائهم ,يرهبون المجتمعات بإرهاب فكري من خلال أحاديثهم عن جهنم وجحيمها أو خاتمة في الجنة لا تقتصر على زواج مستمر من حور عين وأكل ما لذ وطاب,ولكن ما وراء الكواليس هم يستبيحون لنفسهم ما يحرمونه على غيرهم ,الجنة حياة جديدة ليس نفاق وازدواجية في الخطاب الذاتي ,وراحة بال بعد معاناة مؤلمة ومسيرة متعبة يقضيها الإنسان وهو يستعد للوصول للوطن الحقيقي الذي سيستقربه ,وهي مأوى الزاهدين المتقين الذين ينشرون السلام والوئام ويتحدثون بالحقائق وينصفون الضعفاء ,ويدافعون عن الفقراء ,ويقفون مع المظلومين .
إن أخطر شيء هو عقد صفقة تُعقد بين الحاكم الظالم والإمام الفاسق ,فالأول يريد شرعية ببقائه وهذه يستمدها من فتوى يعطيها له إمامٌ ضال ليبرر سلوك منهجه الوحشي واستعباده لرعيته وممارسة التعسف والقهر ومصادرة فكرهم ورأيهم تحت عناوين عديدة يصوغها رجل الدين بأنها احترام وطاعة لله بإطاعة الحاكم ,والثاني يلهث وراء المغانم والأموال وحياة رغيدة يتزوج ويطلق ما يشاء من أجمل النساء فهن جواري سطان زمانه يهديهن له من قصره بعدما شبع بتمتعه بهن ,ليس غريباً بأن نجد أئمة الفتنة والخراب يمارسون هذا الدور الهابط الدنيء فهو ممتد بعمق التاريخ ويستمد فساده الشرعي منه,فالتفكير بالتمرد على هذا الفعل وغيره من الأفعال المشينة ستجد هناك سلسلة طويلة من مصطلح قائمة عريضة من الحرام ..حرام ..حرام ,وحلال عليهم وعلى إتباعهم ,فالحسين (ع) لم يقتله يزيد في كربلاء وإنما قتل يوم خرجت الفتوى التي أصدرها القاضي شريح بقوله :{ الحسين خرج عن حده فقتل بسيف جده} لم ينتهي زمن شريح ففي كل زمان ومكان هنالك شريح في النهج والتفكير والتزوير والتحريف للسنة النبوية الصحيحة,وهناك مستبد بحاجة لفتوى ولكن من نوع آخر حسب طبيعة الظرف ,بإصدار فتوى الموت الوحشي المجاني ,فداعش هي نتاج لموروث لوثت التفكير المظلم بمن جيء بنفخ سمومه الملوثة على الأمة وجعلها طريق يهتدى به ,فمقاومة هذه الظاهرة السوداء والتصدي لها يبدأ بتحرير المنبر من هؤلاء القاذورات المسخية ,والحفاظ عليه بقطع الطريق عليهم وعدم فسح المجال لهم بأن يعتلوها من جديد .



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google