علاقات حسن الجوار الطريق الى التطور
علاقات حسن الجوار الطريق الى التطور


بقلم: سالم سمسم مهدي - 31-01-2017
يلعب حسن الجوار دورا حاسما في ترطيب العلاقات بين الدول المتجاورة ويفتح بوابات الخير على شعوبها وإكمال مسيرتها التنموية والاقتصادية المتعددة الجوانب ...

وان نجاح اي مسؤول او قائد يعتمد على حُسن المناورة والقدرة على التصرف بتوازن يدفع الى حصول ثقة الاخرين بالاتجاهات التي تعمل بها دولته ولا يجعل منها هدفا لنواياهم القائمة على الشكوك ...

هذه الشكوك التي لا يمكن تبديدها من دون التنوع في العلاقات والتأكيد على احترام المنافع المشتركة وعندها تنشا قواعد وتوافقات نتيجتها نهوض الشعوب والبلدان ويزيد من فرص التعاون نحو الافضل ...

على العكس من ذلك أحاديو العلاقات الذين غالبا ما يكونوا ضعاف الإرادة ان لم تؤشر عليهم صفات العمالة والذيلية لطرف دون سواه وهي سياسة تتميز بالخنوع لدول لا تقدم الدعم والنصح الذي يؤدي إلى تدارك المحن بل أنها تتصرف وفق ما يضمن مصالحها أي أنه باختصار عشق من جانب واحد لا يستجيب طرفه الثاني ...

لقد كان هدام العراق مثالا للأحادية المتذبذبة والمتوترة والمزاجية مع الدول المتجاورة فعندما رد الخميني على رسالة التهنئة التي بعثها اليه وختمها الزعيم الايراني بعبارة ( السلام على من أتبع الهدى ) استشاط صدام غضباً واعتبر ذلك اهانة له واختلق المعاذير لشن الحرب على ايران ...

وعندما عاد عزت الدوري من جدة وهو يحمل نُذر الحرب لم يتوانى صدام عن غزو الكويت ثأراً للماجدات كما قال وهو الذي سبق وأن أهدى أراضي ثمينة بمخزونها النفطي الهائل إلى الأردن والكويت والسعودية ضناً منه أن ذلك يُزعج إيران وهذا دليل على عقدة النقص لديه ...

لم يتوقف الأمر عند هذا الحال بل أنه رد على محاولة اغتيال أمير الكويت وتعرض بعض منشاتها النفطية لهجمات بالصواريخ رد صدام بشن هجوم سماه يوم الكويت على القوات الإيرانية في شبه جزيرة الفاو كلف العراقيين أكثر من ألف وخمسمائة شهيد أغلبهم من أبناء وسط وجنوب العراق ...

أن الملفت للنظر أن دم العراقيين سال على الأراضي الفلسطينية والأردنية واللبنانية والكويتية والمصرية والجولان السورية وهو ما تشهد به مقابر العراقيين في تلك البلدان ولكن من دون ان تدافع جيوش تلك البلدان عن شعب العراق يوما من الايام بل وجدناها الى جانب الجيوش الاجنبية التي تستهدفه طيلة تاريخه الحديث ...

فالإسراف بالإنفاق والمجاملات على حساب مصالح الشعب العراقي وما يصاحبها من تهليل ومديح لطرف دون آخر يشبه ما يسمى ( عرس واوية ) كما يقول المثل وغالبا ما ينفض بنفس سرعة انعقاده ...

أن علينا أن نبحث عن السبل التي تعزز مصالح شعبنا ووطنا ونفكك العقد العدوانية وتلك الاستسلامية للرغبات كي نستطيع الخروج من الازمة الأقتصادية التي افتعلها الساسة لسبب وأخر ويدخل ضمن هذا ضبط الموارد غير النفطية ومنها موارد المنافذ الحدودية وموارد المناسبات الدينية التي يضحي بها السراق بلا وجل والضرائب وغيرها من الموارد الكثيرة التي يبتلعها الفساد ...

أننا نحتاج إلى دبلوماسية نزيهة مخلصة كفوءة بعيدة عن الولاءات الحزبية الضيقة كي تخرُج بالبلد مما هو فيه وتبعث برسائل اطمئنان إلى جميع الدول .

سالم سمسم مهدي



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google