ترامب كان غير عادلا مع العراق
ترامب كان غير عادلا مع العراق


بقلم: محمد رضا عباس - 31-01-2017
كنت في العراق عندما جرت الانتخابات الامريكية , ولم اكن أتوقع ان الرئيس دانلد ترامب سوف يختاره الشعب الأمريكي كرئيس له , لكونه لم يستلم منصب حكومي او سياسي طيلة حياته , وقلت في نفسي قد يكون ترامب احسن رجل اعمال في العالم , ولكن هذا لا يضمن نجاحه في الإدارة الامريكية , لأنها اكبر منظمة حكومية وسياسية في العالم . إدارة شركة اعمال ليس مثل إدارة دولة بحجم الولايات المتحدة الامريكية. العراقيون الذين اعرفهم فرحوا فرحا عظيما بفوز ترامب واعتبروه هو الرجل المناسب الذي سوف يقضي على الإرهاب في العراق والعالم. بل ذهبوا ابعد من ذلك , حيث توقعوا ان ترامب سوف يستخدم العصا مع كل من يدعم المنظمات الإرهابية.

الذين رقصوا بفوز ترامب كانوا من الخاطئين. لقد وضع ترامب العراق وستة دول إسلامية أخرى على قائمة المنع. مواطنو سبع دول إسلامية لا يمكنهم الدخول الى الولايات المتحدة الامريكية حتى وان كانوا يحملون جميع الوثائق الرسمية. دواعي القرار كما أعلنه البيت الأبيض انه ليس موجه ضد المسلمين في هذه الدول وانما خوفا من الإرهابيين من هذه الدول.

القرار رفض من قبل جميع المسلمين في أمريكا , الدول المعنية بالقرار , وشريحة كبيرة من الشعب الأمريكي . الشعب الأمريكي اعتبر هذا القرار يمثل تميزا عنصريا ويذكر العالم بقرار مشابه اتخذه أدولف هتلر في بداية حكمه المانيا ضد يهود المانيا. اكثر من ذلك اعتبر الشعب الأمريكي ان قرار ترامب يقتل التنوع البشري و روح الاخاء المكوناتي في الولايات المتحدة الامريكية , خاصة وان الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة الامريكية استطاعت التعايش مع بقية المكونات الامريكية بكل يسر ونجاح ولم يصدر منها أي اعتداء او خطرا على الامن القومي الأمريكي . الرئيس براك أوباما خرج من الرئاسة والامن القومي الأمريكي على أحسن ما يرام ولم يكن هناك اعتداءات إرهابية او تحذير بوقوع عملية إرهابية. بالحقيقة ان الاحصائيات الامريكية توكد ان عدد ضحايا الإرهاب في الولايات المتحدة الامريكية منذ اعتداءات الإرهابية في 11 سبتمبر ولحد الان هو 53 ضحية او بمعدل 3 ضحايا في العام الواحد , بالوقت الذي يقتل من الشعب الأمريكي بمعدل 11,000 مواطن بالسلاح الشخصي كل عام .

وعودتا الى العراق و هو احد الدول السبعة منع مواطنيه الدخول الى الولايات المتحدة الامريكية , فان القرار الأمريكي يعتبر اهانه للشعب العراقي الذي اخذ على عاتقه قتال داعش نيابة عن العالم . شخصيا , كنت اعتبر ان العراق والولايات المتحدة الامريكية شركاء في محاربة الإرهاب , خاصة وان الامريكان ما زالوا يجهزون القوات الأمنية العراقية بكل ما تحتاجه من أسلحة وخبرات وسلاح جو . ولكن الإدارة الامريكية الجديدة تريد ان تستخدم مع العراق وسيلة عادة ما يستخدمها رجل الاعمال المتسلطين , الذين لا يحترمون العاملين معهم , فلا يستشيرونهم في امر , بل يعتبرونهم بضاعة يمكن استبدالهم في أي وقت يشاء . هذا النوع من الإدارة ما زالت موجودة في الولايات المتحدة , و ترامب ليس غريبا عنها .

علاقة العراق مع الولايات المتحدة الامريكية يجب ان لا تكون علاقة العبد مع سيده. العراق صاحب حضارات عريقة و لا يمكن تجاهله , ويجب ان تكون علاقة العراق مع الامريكان علاقة متوازنة ان لم تكن علاقة متميزة , حيث ان الامريكان هم المسؤولون عن اسقاط النظام السابق , وهم الذين دمروا البنى التحتية للبلاد , وهم السبب في القتل في العراق منذ التغيير ولحد الان . وان المسؤولية الأخلاقية تدعوهم لإعادة اعمار العراق والعمل على استقراره امنيا وسياسيا تماما كما فعلت في احتلال اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية. صدقوني لو أراد الامريكان وقف القتل لاستطاعوا منذ اليوم الأول للتغير , ولو أرادوا إعادة بناء العراق لاستطاعوا وجعلوه جنة على الأرض . على الحكومة العراقية ان تكون حازمة في فتح ملف العلاقات مع أمريكا والتفاهم معهم على جميع المشاكل التي تقلق أمريكا، علاقة العراق مع الامريكان يجب ان تكون علاقة شركاء لا علاقة رئيس شركة دكتاتورا مع عماله , يتجاهلهم متى شاء . ترامب سوف لن يستطيع منع الإسرائيليون من دخول الولايات المتحدة , وإسرائيل هي أس الإرهاب في الشرق الأوسط. ولو كان له خطة لمنع الإسرائيليين من دخول الولايات المتحدة الامريكية لأعطاهم السبب قبل تنفيذ قراره. لا احد يعلم على أي أساس اختار ترامب سبعة دول إسلامية مبتلييه بالإهاب , وليس لمواطنيها أي تاريخ بتنفيذ عمليات إرهابية في أوربا وامريكا ! القرار ترك دول ليس اكثر استقرارا من العراق مثل مصر , تركيا , باكستان , المغرب , و السعودية , على فرض ان قرار ترامب ليس عنصريا ولا ضد المسلمين . تعامل ترامب مع العراق على هذا الشكل كان غير موفق و غير عادل , ولا يساوي تضحياتهم اليومية في حربهم مع داعش . انه ليس من العدل والانصاف ان يكون المواطن الخليجي حرا بدخول الولايات المتحدة والخروج منها في أي وقت يشاء وأبناء العراق تتمزق أجسادهم على جبهات القتال ضد داعش حتى يعيش المواطن الأوربي والامريكي في سلام واطمئنان. انها قسمة ضيزى , ويجب تنبيه الجانب الأمريكي عليها.



Advertise on Sotaliraq.com? Click here for more information!

Copyright © 1998-2017 Sotaliraq.com - All rights reserved / جميـــع حقـوق الطبع والنشر محفوظة لصوت العراق
Home | News & Reports | Articles | Privacy Policy | Contact Us

Google